سحر يوصي به خطيب المسجد الحرام الرجال
سحر يوصي به خطيب المسجد الحرام الرجال
أوصى الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام الزوج ، قائلاً: لا تستثقل - حفظك الله – التعبيرَ الصادق بالود والمحبة ، فإن لذلك في النفس تأثيراً عجيباً ، وقبولاً عميقا ، وسحراً حلالاً .
وأوضح " بن حميد " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن السحر الحلال سحر القلوب بِطِيْب الكلام ، وأبلغُ الكلام الوجه الحسن المبتسم ، اجعل سلاحك العقل وليس اللسان ، واجعل قوتك في الصمت وليس برفع الصوت ، ارفع كلماتك ، ولا ترفع صوتك.
وأشار إلى أن الصوت الهادئ أقوى من الصراخ ، والتهذيب يهزم الوقاحة ، نعم استعينوا على حل المشكلات بالصمت ، فالحزم وُلدِ أبكما، فأسلوبك هو ميزانك ، وهو مكانتك ، وهو فن تعاملك ، فكلما ارتقى الأسلوب ، ارتفعت المكانة ، الجميع يحب الثناء فلا تبخل به ، واحذر من النفاق ، لا تنتظر السعادة حتى تبتسم ، ولكن ابتسم حتى تجلب السعادة.
ونصح الزوجين الكريمين بالاحترام المتبادل فهو الذي يوجد أجواء الألفة ، والاحترام ، والتقدير من أهم ركائز استقرار البيوت، منوهًا بأن الاحترام يدل على حسن التربية ، وصدق التدين ، احترم ولو لم تحب ، اكْسَب أهلك ولو خسرت الموقف ، ومن حسن العشرة كتمانُ السر ، وسترُ العيوب ، ونشرُ ما يسر من ثناء ، وحسنُ الإصغاء ، والدعوةُ بأحب الأسماء .
وتابع: والشكرُ على الإنجاز وحسنِ الصنيع ، والسكوتُ عما يسوء ، وتركُ المراء ، والذَّبُّ في الغَيْبهّ ، والنصحُ بلطف ، وسلولكُ مسلك التعريض ولبس التصريح ، والدعاءُ في ظهر الغيب ، وإظهارُ الفرح بما يسر ، والحزنُ بما يضر ، والجامعُ لذلك كلِّه – حفظكم الله - أن يُعامِلَ كلُّ فرد من أفراد الأسرة بما يحب أن يُعاَملَ به.
أكثر البقاع ماءً
وأفاد بأن من حسن العشرة أيضاً الرفق في التعامل ، فالرفق ما كان في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ، بالرفق ينزل الله البركة ، والسكون ، والطمأنينة ، وكذلك التسامح ، وهو أعلى مراتب القوة ، والانتقام من أكبر مظاهر الضعف ، التسامح ليس ضعفاً، نقاء القلب ليس عيباً ، والتغافل ليس غباءً ، بل ذلك كله تربية ، وعقل ، وقوة ، وهو مع حسن النية عبادة ، ودين.
ولفت إلى أن كما أن التواضع من حسن العشرة ، فالمجد في التواضع ، وأكثر البقاع ماءً ما كان منها أكثرَ انخفاضاً ، والتواضع يهزم الغرور ، ولا يتواضع إلا من كان واثقا بنفسه ، ولا يتكبر إلا من كان عالماً بنقصه، من الجميل في العشرة أن يكون الاختلافُ بذوق ، والاعتذارُ بتواضع ، والعتابُ برفق ، والاجتماعُ بحب ، والافتراقُ بإحسان ، فلا يجوز أن يكون الخلاف بسبب زلة لسان ، أو عثرة سلوك ، أو كلمة طائشة ، أو تصرف عابر ، مؤكداً أن نجاح الأسرة يكون بالثقة والتجاهل .