تجربة رائدة.. نظام تعليم الطفولة المبكرة في اليابان
جهود اليابان للنهوض بنظام تعليم الطفولة المبكرة
يشير نظام التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة إلى عمليات التعلم للأطفال من وقت ولادتهم حتى الفترة التي دخل فيها الطفل رياض الأطفال؛ بهدف مساعدة الأطفال في تنمية القدرات الفكرية والمهارات الجسدية، فضلاً عن القدرات الإجتماعية والعاطفية الأكثر تماسكًا.
وفي اليابان، يعتبر الدور الذي يؤديه التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ضروريًا نظرًا لتأثيره الكبير على تنمية شخصية الفرد؛ هذا، وينقسم نظام التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في اليابان إلى قسمين، الأول: (Hoikuen) المعروف باسم الرعاية النهارية (الحضانة)، والثاني: (Youchien)، وفيما يتعلق بالقسم الأول، فهي دار رعاية نهارية تُقدم للأطفال الرضع الذين تتراوح أعمارهم من عدة أشهر إلى 5 سنوات؛ وذلك لمساعدة الآباء المنشغلين وغير القادرين على رعاية أطفالهم أثناء النهار لأسباب تتعلق بالعمل أو الصحة.
ولا يُطلب من الأطفال المسجلين في نظام (Hoikuen) ارتداء أي نوع من الزي الخاص ولا توجد أهداف أكاديمية يتعين تحقيقها. ومع ذلك، سيقدم المعلمون في هذه المرحلة مجموعة متنوعة من الأنشطة التي يمكنها صقل المهارات الأساسية والضرورية لدى الأطفال الصغار.
أما القسم الثاني وهو (Youchien)، فيعمل كروضة أطفال وتستهدف الأطفال من سن 3 إلى 5 سنوات، فساعات عملها أقصر بكثير من (Hoikuen)؛ حيث تعمل من الساعة 9 صباحًا إلى 2 مساءً. بالإضافة إلى ذلك، يطلب من الطلاب ارتداء الزي المدرسي.
وخلال هذه المرحلة، يتم إعداد الأطفال بشكل أفضل لدخول المدرسة الإبتدائية من خلال مجموعة واسعة من المواد التعليمية؛ حيث يتعلم الأطفال الكتابة والقراءة والعد (الرياضيات) وتعزيز مهارات اللغة الإنجليزية. وبشكل عام، فقد بذلت اليابان جهودًا كبيرة لتطوير نظام التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة من بينها:
إشراك المعلمين في التطوير: يعمل المعلمون الذين يعملون في مجال تعليم الطفولة المبكرة جنبًا إلى جنب مع الباحثين والمؤسسات من أجل مراجعة شاملة لأساليبهم التعليمية، وصياغة أنظمة تعليمية أفضل.
المناهج الفلسفية: هناك العديد من المناهج الفلسفية التي يتم تطبيقها داخل نظام التعليم، ولكل منها طرق التدريس الخاصة بها. ومع ذلك، لا يزال من الممكن تطبيق هذا النهج بمرونة وفقًا لاحتياجات كل طفل.
التقييم: يتم تقيم المدارس أو الفصول بشكل مستمر؛ ليس فقط لتدريب المعلمين المحتملين، ولكن أيضًا لتطوير منهجيات أفضل وأكثر عملية.
المرونة: نظرًا لأن نظام التعليم الياباني في مرحلة الطفولة المبكرة يتم تعديله بشكل مناسب ليناسب العمر المستهدف للطفل، فلن يثقل كاهل الأطفال بالعديد من الدروس، وسيكون نشاطهم الرئيس هو اللعب في بيئة آمنة وتعليمية، حيث يمكنهم تحسين مفرداتهم، والبدء في تحديد الألوان، أو تحسين قدراتهم من خلال الأغاني وكذلك تعلم التواصل مع معلميهم وأصدقائهم من خلال اللعب.
الرعاية الصحية: يعمل المعلمون عن كثب مع الأطباء والممرضات وخبراء التغذية، مع الانتباه إلى نمو الطفل وتطوره جسديًا وعقليًا. لذلك، إذا لم يكن لدى الآباء العاملين الكثير من الوقت في المنزل لقضائه مع أطفالهم، فإن (Hoikuen) يمكن أن يكون الحل الأمثل للمساعدة في رعاية الطفل.
دور الوالدين: يمكن للوالدين أن يساعدوا بشكل أكبر في ضمان حصول أطفالهم على كل الدعم الذي يحتاجونه لتطوير إمكاناتهم، كما يمكن لمشاركة الوالدين أيضًا توسيع نطاق التعلم خارج الفصل الدراسي وخلق تجربة ممتعة ومثيرة للأطفال حتى يتمكنوا من الأداء بشكل أفضل عندما يكونون في المدرسة.
المصدر: مقتطفات تنموية، السنة الثالثة، العدد (34).