وزير الخارجية: مصر تحركت مبكرًا من أجل الانفتاح والتعامل مع الأزمة السورية
أكد السيد سامح شكري وزير الخارجية أن مصر تحركت مبكرًا للتعامل مع الأزمة السورية في ظل تقدير بأن السنوات الأخيرة التى شهدت ركودًا في التعامل معها كان لها تأثير سلبي على الشعب السوري، وفي هذا السياق جاءت زيارته لدمشق عقب الزلزال المدمر الذى حدث ولقائه بالرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية السورى، والتى ولدت قوة دفع لفكرة الحلول العربية للقضايا العربية وعلى رأسها القضية السورية، حيث كان من غير الملائم الثبات على وضع الجمود في تناول هذه القضية والذى لم يكن يخدم سوى مصالح الأطراف الإقليمية والدولية والتنظيمات الإرهابية المتواجدة على الأراضي السورية، معتبرًا عودة سوريا للجامعة العربية بداية لمرحلة جديدة من التواصل والعمل المشترك ما بين الحكومة والأطراف السورية والدول العربية لمعاونة سوريا للخروج من أزمتها التي استمرت 12 عامًا.
بشأن الأزمة السودانية، ذكر أن الجهد المبذول من المملكة العربية السعودية وما تم التوصل إليه حتى الآن في إطار التعامل مع القضايا الإنسانية المتصلة بالصراع في السودان أمر مهم، ومن المأمول أن يتم ترجمته لإجراءات تنفيذية تحمى الشعب السوداني، ومصر تؤيد كل الأطر والجهود المبذولة لاحتواء الأزمة من قبل الدول العربية والإقليمية، ويجب الاستفادة من كل تلك الجهود للتأثير على الأطراف المتصارعة وإعلاء مصلحة الشعب السوداني ووقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار ومراعاة الجوانب الإنسانية لإعفاء الشعب السوداني من ويلات الحرب وتأثيراتها الاقتصادية، مشيرًا إلى أن مصر منذ اللحظة الأولى على تواصل كثيف ومستمر مع طرفي الصراع والأطراف السياسية السودانية الأخرى والشركاء الدوليين والدول العربية، وفي هذا الإطار جاءت جولته لتشاد وجنوب السودان فضلًا عن إجراءه اتصالات مع نظرائه في العديد من الدول الأخرى لإيجاد أرضية مشتركة وإقناع كافة الأطراف بما يجب أن نزكيه لدى الأطراف السودانية ويجب أن نستقطبهم نحوه من مواقف تؤدى لإرساء التهدئة وإنهاء الصراع، ولكن للأسف لم نصل بعد إلى تلك النقطة، لاسيما وأن هناك بوادر تشير إلى استغلال الوضع لتحقيق مصالح على المستوى الإقليمي، مشددًا أن مصر لا تنحاز لطرف على حساب طرف آخر في هذه الأزمة.
حول ملف سد النهضة الإثيوبي، أوضح أن إثيوبيا لا تحتاج للصراع السوداني لكسب الوقت والمماطلة في قضية سد النهضة، فهى تكسب وقتًا من خلال إظهارها عدم وجود إرادة سياسية لديها للتوصل لاتفاق، مشيرًا إلى أن كل دول الجوار خاسرة من زعزعة الاستقرار بالسودان، مشيرًا إلى أن لجوء مصر لمجلس الأمن في ملف السد الإثيوبي ليس مطروحًا في الوقت الحالي ولكنه ليس مستبعدًا في المستقبل، مشيرًا إلى أن تلك القضية موضوعة على بنود القمة العربية وسيتم إعادة التأكيد من قبل القادة العرب على أهمية الحفاظ على الأمن المائي لمصر والسودان باعتباره جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي بصفة عامة، مشيرًا إلى أن كثير من الدول الإفريقية لديها إدراك واضح بأهمية تلك القضية بالنسبة لمصر وهناك دول تشارك مصر موقفها باعتبارها دول مصب لأنهار وتدرك أهمية التعاون في إدارة الأنهار المشتركة، وهذه الدول تعمل على مراقبة الوضع لتخوفها من حدوث تأثير سلبي عليها إذا استقرت فكرة الأحادية في إدارة الأنهار بالمخالفة لمعايير القانون الدولي.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار إلى أن يتم السعى مع القوى الدولية والإقليمية لإعادة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية لها حساسيتها ولها تأثير واسع النطاق إقليميًا ودوليًا، وهناك اهتمام وتفاعل أمريكي معها، وأيضًا هناك اهتمام أمريكي بتطورات الأزمة السودانية والتعاون مع المملكة العربية السعودية بشأن التوصل لاتفاق إنساني بشأن الشعب السوداني، كما أن العلاقة المصرية الأمريكية لها أهميتها بين الطرفين، فهى علاقة سياسية اقتصادية أمنية بها تواصل مستمر وكثير من الاهتمام المتبادل.
نفى السيد سامح شكري ما تردد في وسائل الإعلام مؤخرًا عن وجود مسار مصري إيراني، مضيفًا أن علاقتنا مستمرة مع إيران على ما هي عليه، وعندما يكون هناك مصلحة في تغيير منهج ما، فبالتأكيد نلجأ دائمًا لتحقيق المصلحة، فالسياسة متغيرة وفقًا للتفاعلات وهدفها الأول تحقيق المصلحة، ويظهر ذلك في التطورات في العلاقات المصرية التركية، مؤكدًا أن أي نتيجة للانتخابات التركية سيكون لها تأثير على العلاقات بين البلدين وسيتم التفاعل معها.