الأونكتاد: من الضروري معالجة التحديات بين الجنسين في مجال التجارة الرقمية بالبلدان النامية
يبحث تقرير جديد صادر عن "مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية" (الأونكتاد) في التحديات التي يجب التغلب عليها لتحقيق وتعزيز المساواة بين الجنسين في مجال التجارة الرقمية في البلدان النامية، حيث أن معالجة تلك التحديات من شأنه أن يجعل التجارة الإلكترونية محركًا أكبر للازدهار، وعليه يجب على العالم أن يتصدى بشكل عاجل للتحديات التي تواجه صاحبات الأعمال الصغيرة في البلدان النامية.
هذا، ويُحذر التقرير من أن التحول إلى الرقمنة، إذا لم تتم إدارته بشكل استراتيجي، يمكن أن يعزز التنمية القائمة مسبقًا والتفاوتات الإجتماعية والإقتصادية، لذلك من الضروري اتخاذ إجراءات سياسية أقوى لتهيئة الظروف المواتية للجميع.
ويلفت التقرير الانتباه إلى أن الفجوة الرقمية المتزايدة بين الجنسين، تعد عائق رئيس أمام التجارة الإلكترونية الشاملة في الدول النامية، ففي حين أن الدول المتقدمة قد قضت تقريبًا على التفاوتات بين الرجال والنساء في الوصول إلى الإنترنت، فإن هناك فجوة أكبر بكثير تبلغ 13% في البلدان الأقل نموًا (LDCs)، حيث استخدم 43% من الرجال الإنترنت في عام 2022 مقابل 30% من النساء.
إلى جانب ذلك، تفتقر في كثير من الأحيان سيدات الأعمال في البلدان أقل البلدان نموًا، بما في ذلك في الأعمال التجارية الإلكترونية، إلى فرص الحصول على الائتمان والموارد الإنتاجية الأخرى. ولديهم أيضًا معرفة أساسية رقمية محدودة، وهو مطلب للمشاركة في الاقتصاد الرقمي. ارتباطًا، يمكن لهذه العقبات أن تحد من استفادة النساء من التجارة الإلكترونية لتنمية وتنويع أعمالهن.
ويشير التقرير أيضًا إلى هيمنة المنصات الرقمية الكبرى، وتكلفة الوصول إليها ومتطلبات الوصول إليها، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرة الشركات الصغيرة على الاستفادة منها والتعامل معها.
ختامًا مع ظهور التجارة الإلكترونية عبر الحدود، يدعو الخبراء البلدان إلى وضع الاعتبارات المتعلقة بالجنس في صنع سياسات التجارة الإلكترونية والمفاوضات، على نحو يضمن اتباع النهج المعتمد في إعلان بوينس آيرس التاريخي بشأن التجارة والتمكين الإقتصادي للمرأة، وفي هذا الصدد فقد دعا "مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية" (الأونكتاد)، بالتعاون مع شركائه، منذ فترة طويلة إلى إطلاق العنان لإمكانات المرأة في الاقتصاد الرقمي، تعزيز قدرات الدول على إنتاج بيانات مصنفة حسب نوع الجنس عن التجارة الإلكترونية، وهو أمر أساسي لتصميم السياسات التي تفيد المرأة.
هذا، ويشتمل العمل على مداولات من مجموعة العمل الحكومية الدولية المعنية بقياس التجارة الإلكترونية والإقتصاد الرقمي، وبرنامج مشترك بشأن إحصاءات التجارة والمساواة بين الجنسين، كما تعمل مبادرة التجارة الإلكترونية للنساء التي يقودها الأونكتاد على تمكين الجيل القادم من رائدات الأعمال الرقميات في البلدان النامية، وترفع المبادرة أصوات القيادات النسائية في التجارة الإلكترونية في دوائر صنع السياسات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
