recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

رأسمالية الكوارث



رأسمالية الكوارث

 


 

نبذة عن المفهوم


"رأسمالية الكوارث" (Disaster Capitalism) هو مصطلح يُستخدم لوصف العملية التي تستفيد من خلالها مصالح الشركات من الأزمة لزيادة قوتها وأرباحها على حساب الأفراد؛ حيث تحقق كيانات الشركات قدرًا أكبر من السيطرة والقوة من خلال استغلال الخوف وإلحاح اللحظة من أجل تأمين عقود مربحة دون رقابة واضحة؛ لتخويف أصحاب العقارات لدفعهم إلى بيع ممتلكاتهم بسعر رخيص، وشراء العقارات المحجوزة أو المملوكة للبنوك بسعر رخيص.


باختصار، إنهم يكسبون المال من بؤس ومحنة الآخرين، وغالبًا ما تتم الإشارة إلى رأسمالية الكوارث بعد وقوع كارثة طبيعية، مثل؛ الزلزال أو الإعصار أو الحريق. ومع ذلك، يمكن لرأسماليي الكوارث استغلال أي نوع من الأزمات، بما في ذلك؛ البطالة، والأزمات الاقتصادية كتلك التي سببتها جائحة "كوفيد-19".


ويُعدُّ الانهيار المالي لعام 2008 أحد أوضح الأمثلة على رأسمالية الكوارث؛ حيث بدأ ما يقرب من 14 مليون منزل عملية حبس الرهن، وانتهى الأمر بفقدان نحو 9 ملايين أسرة منازلهم بسبب حبس الرهن.


وكان أصحاب المنازل من السود واللاتينيين أكثر عرضة بنسبة 71-76% لفقد منازلهم بعد الانهيار من أصحاب المنازل البيض. وعلى الفور تقريبًا، بدأت شركة الأسهم الأمريكية الخاصة "بلاكستون" (Blackstone) في شراء العقارات المحجوزة وتحويلها إلى وحدات تأجير، مما أدى إلى إزالة العديد من فرص امتلاك المنازل من المجتمعات الملونة.


وفي أعقاب زلزال 2004 والتسونامي الذي اجتاح أمواج ارتفاعها 100 قدم عبر جنوب آسيا، وأودى بحياة 230 ألف شخص، ووسط جهود إعادة الإعمار المفترضة، أُجبر العديد من المزارعين والسكان المحليين على إخلاء منازلهم بسبب كارثة تسونامي، واستغل المطورون الكارثة للاستيلاء على الأراضي لبناء منتجعات ومشروعات أخرى بهدف الربح.


وعليه، تحدث "رأسمالية الكوارث" عندما تنحدر المصالح الخاصة إلى منطقة معينة في أعقاب الأحداث الكبرى المزعزعة للاستقرار، مثل الحرب والاضطرابات والكوارث الطبيعية، باعتبارها امتدادًا للمجمع الصناعي العسكري.


"رأسمالية الكوارث" ومستقبل أزمة المناخ


ما لا مفر منه اليوم هو أننا سنواجه مستقبلًا مناخيًّا قادرًا على إرسال المزيد من حالات الطوارئ غير المسبوقة، وبالتالي، فإنَّ الظروف التي تؤدي إلى نشوء "رأسمالية الكوارث" يمكن أن تتطور بشكل أكثر تكرارًا، وبالتالي، فإن المزيد من الشركات تعتبر هذا قطاعًا للنمو.


ولا شك في أننا سنستمر في رؤية كوارث انتهازية، ففي عصر اضطراب المناخ، سيواجه العالم العديد من الصدمات من العالم الطبيعي، وهي في الواقع ليست طبيعية، بل نتيجة للتلوث الذي يتسبب فيه البشر.


وللتعامل مع ذلك، فإنَّ العالم بحاجة إلى اعتماد إطار تاريخي أكبر لفهم لماذا أصبح هذا المجتمع أكثر عرضة للخطر؟ ويتعين على الحركات والمنظمات والنشطاء وصانعي السياسات الذين استثمروا في العدالة المناخية العالمية تطوير رؤى سياسية جريئة، وأن يكونوا على استعداد لتعزيزها، لا سيما بعد الكوارث الكبرى وغيرها من الأحداث المزعزعة للاستقرار، وإذا كانت المصالح الخاصة مهيأة بالفعل للانخراط في "رأسمالية الكوارث"، فينبغي على أولئك الذين يكرسون أنفسهم لبناء عالم أفضل أن يكونوا مستعدين بالبدائل.


رأسمالية الكوارث
 


المصدر: مقتطفات تنموية، السنة الثالثة، العدد (34).


google-playkhamsatmostaqltradent