كتبت - وفاء العش
بحث الانسان على مر التاريخ على اختراع يمكنه أن يحاكي العقل البشري في نمط تفكيره، فقد حاول كل من الفنانين والكتاب وصناع الأفلام ومطوري الألعاب على حد سواء إيجاد تفسير منطقي لمفهوم الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال في عام 1872 تحدث "صموئيل بتلر" في روايته "إريوهون" 1872 عن الآلات والدور الكبير الذي ستلعبه في تطوير البشرية ونقل العالم الى التطور والإزدهار.
وعلى مر الزمن، كان الذكاء الاصطناعى حاضراً فقط في الخيال العلمي، فتارةً ما يسلط الضوء على الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي على البشرية وجوانبه الإنسانية المشرقة، وتارةً أخرى يسلط الضوء على الجوانب السلبية المتوقعة منه، و يتم تصويره على أنه العدو الشرس للبشرية الذي يعتزم إغتصاب الحضارة والسيطرة عليها.
إن التطور التكنولوجي الذي عرفه العالم اليوم قد لاح بثماره على مختلف ميادين الحياة الإنسانية، وأصبح جزء لا يتجزء من حياتنا في تلك الآونة ؛ وذلك لسرعة انتشاره ومساعدته لنا بشكل ملحوظ ولا ننكر ذلك ! في بادئ الأمر كان الذكاء الاصطناعي عبارة عن وسيلة ترفيه للإنسان أو شيء جديد مستحدث، ولكن تطور ليشمل كل نواحي الحياة وجميع الأعمال، الكل يستخدمه لا أحد يستغنى عنه سواء أفراد أو حكومات، وتتصارع شركات التكنولوجيا؛ لتلاحق تلك التطور؛ لما يعود عليها من "مال، ومعلومات" وبتلك البيانات والمعلومات تتحكم في نبض الحياة، لأنه أصبح نبض للناس، وأصبح هو المعلومة وهو الدعم، من خلاله يستطيع البعض نشر المعلومات المغلوطة التي تؤثر سلبًا على الأشخاص ، وذلك لأن الناس تتلقى منه كل شيء في شتى المجالات والعلوم، وأصبح الذكاء الاصطناعي له روح تتعايش معنا بل تتغلب علينا وتتفوق علينا، وأصبح الذكاء الاصطناعي منتشر بشكل كبير في كل الأرجاء وأصبحنا نخشى منه وذلك لسرعة انتشاره وسيطرته على مجالات ووظائف كثيرة جدًا.
وقد صرح بذلك مخترع الذكاء الاصطناعي "جيفري هينتون" عند استقالته من شركة جوجل وقال هينتون في تصريحه: إن الذكاء الاصطناعي ينتج عالمًا من التزييف والخداع ويساعد المزورين في أعمالهم، وخاصة في مجال الفيديو والصور لدرجة إننا قد نعيش في عالم لن نعرف فيه الحقيقة من الأكاذيب، وأيضًا يحذر أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل البشر في العديد من الأعمال والوظائف ويستولى عليها، على سبيل المثال وظائف مبرمجي الكمبيوتر لن تكون موجودة بالكامل في المستقبل بسبب الذكاء الاصطناعي إذا لم يتم السيطرة عليه، وكبح جماحه: فهو قادر على تدمير البشرية، الأمر ليس سهل بل خطير للغاية - الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين أصبح خطير على البشر من عدة نواحي وهي:-
1- انتهاك البيانات والخصوصية الشخصية: أصبح الذكاء الاصطناعي ثروة المعلومات والبيانات، فهو يجمع كم كبير من المعلومات والبيانات عن الأشخاص وبذلك أصبح أنه يفتقد الخصوصية الشخصية، وفي أي وقت قد يحدث تسريب لتلك المعلومات والبيانات وهو يملك المليارات من المعلومات والبيانات عن الأشخاص والحكومات، فهو الثروة القادمة (الثروة المعلوماتية) مع التطور السريع.
2- اختفاء وظائف وأعمال كثيرة مما يؤدي إلى زيادة البطالة: مع تقدم الذكاء الاصطناعي وتطوره الملحوظ، قد يحل الذكاء الاصطناعي معظم الوظائف وذلك عن طريق الروبوتات التي حلت مكان البشر في معظم الأعمال، وأصبح الروبوت والذكاء الاصطناعي هو القوى العاملة، وذلك يؤثر سلبًا على البشر مما يؤدي إلى زيادة البطالة، فلبد أن تتصدى له الحكومات وإلا ستندثر وظائف كثيرة وتزداد البطالة بشكل كبير.
3-المسؤولية القانونية للذكاء الاصطناعي: برغم ايجابيات الذكاء الاصطناعي إلا إنه له آثار سلبية ومنها مدى أمانه وحماية بيانات ومعلومات الأشخاص لما يجمعه من بيانات، ومعلومات من المسؤول عن ذلك ؟ أصحاب شركات التكنولوجيا أم حكومات تلك الشركات ؟ ماذا لو حدث انتهاك لأي حق من حقوق الإنسان، أو حدث تسريب للبيانات أو المعلومات لأي شخص، من المسؤول من سيعاقب، كيف نحدد مسؤولية الذكاء الاصطناعي مع تطوره الملحوظ، وتفوقه على البشر في مجالات عديدة، إلى أي مدى سيذهب بنا الذكاء الاصطناعي! فعلى الحكومات أن تتصدى له وأن تحمي خصوصية الأشخاص وإلا سيدمر البشرية.