recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

أقصوصة بعنوان "عام 2030" الدكتور سعيد محمد المنزلاوي




عرض. طارق أبو حطب 

عدت من عملي متعبًا، فقد كانت أعباء العمل كثيرة هذا اليوم السابع عشر من يناير 2017م، والموافق لعيد ميلادي. ومما زاد من شعوري بالتعب، شجارُ دار مع زوجي أم محمد، بسبب إهمال طفلنا الصغير خالد في دروسه وشكوى معلمه منه. حاولت تهدئتها، لكنها انفجرت كصاروخ انطلق لتوه من قاعدته، لتزيد التوتر بيننا، وتُدخل نفقات البيت في الغلاء في صعوبة المواصلات في.... حتى خارت قدماي، فلم تحملاني، واستقر بدني على أريكتي ورحت في سبات عميق. لم أدرِ مقدار الساعات التي نمتها، إلا أنني عندما استيقظت وقعت عيني على نتيجة الحائط. كان التاريخ المسجل هو السابع عشر من يناير عام 2030م جعلت أفرك عيني غير مصدق، فاحتكت بيدي شعرات لحيتي، نظرت في المرآة فإذا الشيب قد خضب لحيتي. كانت الشيخوخة قد نالت مني ومن زوجتي، صار أطفالي الصغار شبانًا، وتبدلت أحوالهم، حتى شعرت بالغربة بينهم. كي لا ألفت الانتباه خرجت من منزلي، فإذا بلدي الحبيب مصر قد تبدلت أحواله، وازدهر. كانت الوعود التي سمعناها طويلًا قد صارت حقيقية ملموسة. صارت حركة السير أيسر، واكتملت المرافق التي طالبنا بها من قبل. في يسر بلغت مدرستي حيث أعمل، فوجئت بالتعليم وقد تحول إلى ما يشبه التعليم في اليابان بل يفوقه. كان الأطفال يقدمون أبحاثًا رائدة. ويمارسون أنشطة إبداعية. عندما دق جرس نهاية اليوم الدراسي. كانت النشوة تملأ صدري، وملأني شعور بالغبطة والفخار أنني أحيا هذا الزمان. وأبحرتُ في ظلال الخيال المتراقص أمام عيني لكل إنجازات مصر العظيمة، حتى غفوت. لم أنتبه إلا على يد زوجي المصون توقظني بابتسامة عذبة، لأدرك صلاة العصر. وفي المساء احتفلتْ زوجي وأطفالي بعيد ميلادي، في حين كانت روحي تحلق هناك حيث المستقبل العظيم.

أقصوصة بعنوان "عام 2030" الدكتور سعيد محمد المنزلاوي
دكتور طارق عتريس أبو حطب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent