حريق في منشأة عسكرية بشبه جزيرة القرم وأميركا تعلن تقدم كييف في هجومها المضاد
كتبت -علياء الهوارى
أكدت أوكرانيا اليوم الأربعاء شن "عملية ناجحة" بعد اندلاع حريق في ميدان تدريب عسكري في شبه جزيرة القرم، ما دفع السلطات المعنية من جانب روسيا إلى إجلاء أكثر من ألفي مدني.
وقد أرفق رسالته بتسجيل فيديو قصير يظهر منشأة مشتعلة من دون أن يكون ممكنا تحديد هذه المنشأة.
من جانبه، قال حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف إن حريقا اندلع داخل قاعدة جوية في منطقة كيروفسكي في شبه الجزيرة.
وأضاف أن السلطات المحلية بدأت إجلاء نحو ألفين من سكان 4 بلدات قريبة من القاعدة العسكرية، موضحا أن الطريق السريع الذي يربط مدينتي سيفاستوبول وسيمفيروبول بمنطقة كيرتش، حيث يوجد جسر القرم، أغلق بسبب الحريق.
كما أعلنت سلطات القرم تواصل الانفجارات في القاعدة العسكرية بمنطقة كيروفسكي، موضحا أن إخماد الحريق سيحتاج يوما أو يومين.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت إحباط محاولة هجوم أوكرانية جديدة وصفتها بـ"الإرهابية" باستخدام طائرات مسيرة على أهداف في شبه جزيرة القرم.
وقالت الوزارة إن دفاعاتها الجوية اعترضت الليلة الماضية 17 مسيّرة، وأسقطت 11 مسيّرة أخرى باستخدام وسائل الحرب الإلكترونية، دون وقوع خسائر.
من جانبها، قالت القوات الأوكرانية إنها استهدفت جسر القرم الإستراتيجي بزورقين مسيّرين. وبعد الهجوم على الجسر الذي يربط شبه الجزيرة بمقاطعة كراسنودار الروسية، ألغت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا نظام حظر التجول الليلي، من أجل السماح للسيارات بالعبور عبر ماريوبول وميليتوبول إلى شبه جزيرة القرم.
هجمات بصواريخ "كاليبر"
وفي السياق ذاته، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن 32 مسيرة من طراز "شاهد" الإيرانية هاجمت الأراضي الأوكرانية خلال الساعات الماضية.
كما قالت إن القوات الروسية أطلقت صواريخ من طراز "كاليبر" من البحر الأسود باتجاه الأراضي الأوكرانية بينها أوديسا، وأضافت أن الهجمات بالصواريخ والطائرات استهدفت منشآت عسكرية والبنية التحتية في أوديسا ومناطق أخرى.
أما حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر، فقال إن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية تصدت في وقت مبكر من اليوم الأربعاء لهجوم روسي جوي لليلة الثانية على التوالي على ميناء أوديسا جنوب أوكرانيا.
وأضاف عبر تطبيق تليغرام "لا تقتربوا من النوافذ.. أو تظهروا عمل قوات الدفاع الجوي".
ومع دخول الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، انطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء الجزء الشرقي من أوكرانيا. وأكدت وزارة الدفاع في موسكو في وقت لاحق الهجمات.
تقدم روسي
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تقدمت نحو كيلومترين خلال هجمات شنتها قرب كوبيانسك -وهي تقاطع مهم للسكك الحديدية- في خاركيف (شمال شرق) على الحدود مع مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وقالت وسائل إعلام روسية إن القوات الروسية سيطرت على بلدة "نوفو-سيلوفسكوي" في محور كوبيانسك بخاركيف، مخترقة دفاعات الجيش الأوكراني في المنطقة.
وكان قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي قال في وقت سابق اليوم إن روسيا ركزت قواتها في منطقة كوبيانسك، ووصف الوضع في الجبهة الشرقية بأنه معقد لكنه تحت السيطرة.
من جانبه، قال المتحدث باسم قيادة العمليات الشرقية للقوات الأوكرانية سيرغي تشيرفاتي اليوم إن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف جندي و900 دبابة في محور ليمان بدونيتسك وكوبيانسك بخاركيف.
وأضاف تشيرفاتي أن هذه القوات تحاول اختراق دفاعات قوات بلاده التي تتصدى لها وتمنعها من التقدم.
وقالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن حشد القوات الضخم في هذه المنطقة تكتيك روسي يستهدف تشتيت الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في الرابع من يونيو/حزيران الماضي، ويواجه صعوبات بسبب التحصينات القوية التي أقامها الروس خلال الأشهر الماضية في منطقتي دونيتسك وزاباروجيا.
دعم أميركي
في سياق مواز، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لتزويد أوكرانيا بمنظومات الدفاع الجوي والذخائر.
وأضاف أوستن في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي أن كييف تحقق تقدما في هجومها المضاد، وأن خسائر موسكو تزداد.
من جهته، قال مارك ميلي إن التدريبات التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني ساعدت في تكوين قادة ووحدات لها تأثير في ساحة المعركة.
بدورها، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن روسيا استخدمت القنابل العنقودية وأن واشنطن ستدعم أوكرانيا حتى تُلحق الهزيمة بالروس، على حد تعبيرها.
وأضافت غرينفيلد في منتدى "آسبن" للأمن أن الولايات المتحدة أعربت عن التزامها القوي لعضوية أوكرانيا في الناتو، قائلة إن هناك مسارا لتحقيق ذلك.