قراءة في مخرجات القمة الثلاثية «المصرية الفلسطينية الأردنية» بالعلمين الجديدة
تناولت غالبية البرامج الحوارية المُذاعة بالأمس «الحياة اليوم، من مصر، التاسعة، آخر النهار، مساء dmc، صالة التحرير» تفاصيل القمة الثلاثية التي احتضنتها مدينة العلمين الجديدة، وقد تم استضافة عدد من الضيوف والمحللين السياسيين لقراءة الدلالات التي حملها البيان الختامي الصادر عنها.
قدم السفير دياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة التحية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على استضافة هذه القمة، وعلى جهوده الشخصية وجهود الدولة المصرية المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني ومساندة قضيته العادلة والاعتراف بحقه في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والتي ينكرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث صرح قبل أيام أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة لكن البيان الختامي للقمة رد بشكل واضح وصريح عليه باعتراف الأشقاء بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدودها الدولية المُعترف بها منذ عام 1967، والتأكيد أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتم الإ بوجود دولة فلسطينية ذات سيادة، ولفت أن القمة شهدت تشاور قادة الدول الثلاثة وتبادل الرؤي بشأن وضع رؤية وصياغة آليات تحرك تجاه التطورات الحادثة في فلسطين، ويتم التعويل على هذا اللقاء الدوري الذي يُعقد للمرة الثالثة في إحياء المبادرة العربية للسلام، وأكد أن الوقت حان لوجود تحرك دولي من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية لإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
أشار السفير أمجد العضايلة سفير الأردن في القاهرة إلى وجود آلية ثلاثية بين "مصر والأردن وفلسطين" تنعقد بشكل دوري سواءً على مستوى القادة أو وزراء الخارجية أو حتى على المستوي الأمني، لدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الحدود التي تقرها الشرعية الدولية، وتعمل كلاً من الأردن ومصر على حشد الدعم الدولي لهذا الأمر، مضيفًا أنه رغم الأزمات التي مرت بها المنطقة بعد الربيع العربي، إلا أن القضية الفلسطينية لا تزال هي القضية الأم، وهذا ما تُدركه الولايات المتحدة والقوي الدولية الفاعلة، فالجميع يعلم أنه لا استقرار بالمنطقة دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
رأى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن دورية انعقاد القمة الثلاثية بين قادة الدول الثلاثة تبعث العديد من الرسائل المهمة إلى أطراف إقليمية ودولية على رأسها ثبات الموقف العربي في التعامل مع النزاع العربي- الإسرائيلي، وقد جاء البيان الختامي للقمة ليؤكد على الولاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، إضافة إلى الدعوة لضبط المشهد بالضفة الغربية بعد الممارسات غير المسئولة من الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن القمة تتضمن رسائل مهمة تسهم في توحيد الصف الفلسطيني بالتزامن مع الجهود المبذولة على الجانب العربي والإقليمي لتوحيد الرؤي لإدانة الممارسات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية تجاه الأشقاء في فلسطين.
أشار الدكتور أكرم حسام الباحث في الشئون العربية والإقليمية والخبير الأمني إلى أن هناك تحركات مصرية جادة لعقد مجموعة من القمم سواءً على المستوى الثنائي أو الإقليمي لإعادة القضية الفلسطينية لدائرة الضوء من جديد، ولفت أن التحركات المصرية في هذا التوقيت تستهدف التأكيد على الهوية الفلسطينية في ظل المحاولات الإسرائيلية المستمرة لطمسها عبر مشروعات استيطانية متواصلة، كما أنها تأتي استغلالاً لمواجهة الحكومة الإسرائيلية مشاكل داخلية متعددة جراء أزمة الإصلاح القضائي ووجود ضغوط متزايدة عليها من الشارع الإسرائيلي، لذلك تأتي التحركات المصرية الأردنية الفلسطينية خلال فترة الضعف الإسرائيلي من أجل وضع القضية الفلسطينية على مسار السلام.
ذكر الإعلامي تامر أمين أن هذه القمة تستهدف إنعاش القضية الفلسطينية من جديد لأن البعض يظن وأولهم إسرائيل أن الدول العربية لم تعد تهتم بهذه القضية، ومن ثم من المهم أن تجتمع الدول ذات الثقل الاستراتيجي بالمنطقة كمصر والأردن كل فترة للتذكير بأهمية هذه القضية وضورة وضع حل نهائي لها وإحياء عملية السلام من جديد بعد منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.