تماثيل عين غزال تتصدر واجهة جوجل، ما قصتها؟ وسر الأقنعة الآدمية (صور)
أمنية عبدالعال
تصدرت تماثيل عين غزال واجهة محرك بحث شركة جوجل والأشهر على شبكات الإنترنت، ليتساءل البعض عن قصة هذه التماثيل وسر احتفاء جوجل بها.
تماثيل عين غزال الجصية، التي تقع في موقع عين غزال بالأردن، تعد أحد أقدم التماثيل التي صنعها الإنسان، إذ يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث قبل الفخاري، أي إلى 8 آلاف عام قبل الميلاد، مما يجعلها ذات أهمية تاريخية كبيرة، باعتبارها دليلا على استيطان الإنسان للمنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ.
الكثير من التشكيليين يرون فيها بدايةً لانطلاقة الفن التشكيلي المتكئ على خيال الإنسان ورؤاه الجمالية والروحية للعالم المحيط.
وفقًا لوسائل إعلام أردنية، من بينها صحيفة الدستور، يبلغ عدد التماثيل التي تم اكتشافها 36 تمثالًا، كان لها عظيم الأثر في لفت الانتباه وجذب الاهتمام إلى موقع عين غزال، لا سيما أن هذه المجموعة من التماثيل ذات أهمية خاصه، نظرًا لأهمية الأفكار والمضامين المرتبطة بها وبصفاتها الشكلية، وطريقة حفظها ونحتها.
عندما عثر على هذه التماثيل كانت متأثرة بالاهتزازات والأوزان الثقيلة التي كانت قد عملت في الموقع، في أثناء عملية شق الطريق كما هو معروف، أدى ذلك إلى تهشم نواة التماثيل المكونة من سيقان نباتي الحلفا والقصب، والتي كانت تشكل الهيكل الداخلي للتماثيل، ونتيجة لذلك تشققت القشرة السطحية الجبسية للتماثيل بشكل كبير جدًّا.
وخلال الكشف عن محتويات هذه الكتل تبين أنها تضم عددًا من التماثيل البشرية الجبسية الكاملة والنصفية، وقد لحق بها ضرر كبير أدى إلى تحطيم الفراغ الداخلي الناشىء عن المواد العضوية النباتية المكونة للهيكل الداخلي للتماثيل، إذ امتلأت التماثيل بالطين الذي يحتوي نسبًا عالية من الجبس، الذي كان بالأصل متداخلًا مع المحيط غير المنتظم للنواة العضوية النباتية المنشأ، وعندما انضغطت التماثيل إلى الأسفل نتيجة الأحمال الثقيلة على الأرض فوقها، تناثر الجبس أو اتخذ شكلًا جديدًا من خلال تشكيل عشرات من شبكات التصدع الناعمة في جسم التماثيل.
كما عُثر في موقع عين غزال على 3 أقنعة جصية تمثل وجوها آدمية تعاصر في تاريخها التماثيل الآدمية في الموقع ذاته.
وحتى الآن لم يعرف وظيفة هذه الأقنعة على وجه التحديد، علما أنها ربما تمثل نسخا لوجوه أشخاص متوفين، ولا يمكن الجزم فيما إذا كانت ذات علاقة بالعقيدة والمعبود في عين غزال.
وللتغلب على الضرر الذي لحق بها، تم ترميم تماثيل عين غزال في بريطانيا، وعرضت على مدى 3 عقود في المتحف الوطني بجبل القلعة، ونقل جزء منها ليعرض في متحف الأردن برأس العين، في قاعة خاصة مجهزة وفق أحدث المقاييس العالمية للحفاظ على الآثار والحؤول دون تلفها أو تهالكها.
وضمن الاتفاقيات الثنائية بين دائرة الآثار الأردنية ومتحف اللوفر، يُعرض الآن في المتحف تمثالان من المجموعة.
هذه التماثيل الأقدم في العالم لم تكن الأثر الوحيد الذي تم العثور عليه في منطقة عين غزال الغني بالمكتشفات الأثرية العائدة للعصور الحجرية، من مدافن وبيوت وحلي وغيرها.
فعين غزال عبارة عن موقع أثري يقع في الشمال الشرقي من مدينة عمان، على الطريق الرئيس الذي يربطها مع مدينة الزرقاء، وكانت بلدة ومستوطنة زراعية ورعوية اكتُشفت في أثناء بناء الشارع العام بين الزرقاء وعمان في عام 1972.
أما الحفريات الرئيسة في الموقع فتم اكتشافها عام 1982، وكشفت الحفريات الأثرية عن بقايا قرى زراعية تعود بدايتها إلى النصف الثاني من الألف الثامن قبل الميلاد، واستمر السكن فيه حتى منتصف الألف الخامس قبل الميلاد.
ويرتفع الموقع 720 مترًا عن سطح البحر، بالإضافة إلى مجاورته لنبع ماء، وموقعة ضمن سلسلة جبال، وكذلك امتداده على جانبي نهر الزرقاء السابق.