صدر عن دار يسطرون للنشر والتوزيع ديوان
(الرسم بالكلمات)للشاعر والكاتب المسرحى محمد ناجى الابطاوى
عضواتحاد كتاب مصر ومقرر لجنة أدب الرحلات وأحد الأصوات المغردة الصداحة بنادي أدب دسوق
والشاعر محمد ناجي الإبطاوي شاعر متيم و حكاء من الحكائيين الماهرين يجيد امتلاك سرده الحكائي وينتقل بك بين ضروب من الأفنان المختلفة بأسلوب ساخر يجعلك لا تشعر بوقتك مهما طال معه أوامتد فأنت لن تشبع منه أبدا
وربما مرجع ذلك إلى البيئة الثرية التي ولد وترعرع ونما وعاش فيها محمد ناجي الإبطاوي حيث ولد في إبطو الاسم المستحدث لبوتو "تل الفراعين" عاصمة مملكة الشمال إبان العصر الفرعوني
وهذا ما يظهر بجلاء في شخصية الإبطاوي المستمدة عبقها من نسائم تاريخ الأجداد الثابتة ثبات نقوش الفراعين المترنمة بما تحمل من ترانيم الحب والجمال والخلود فتشبع الأرجاء عبقا وءصالة وفنا تليدا
عرفنا الشاعر الإبطاوي ناحتا في الصخر منقبا عن كل طريف فهو كالبركان الثائر الذي لا يهدأ حتى يحرك ما حوله مفجرا طاقاته الكامنة متعطشا إلى كل شائق وكائن
ودوان "الرسم بالكلمات" يقع فى مائة وثلاثين صفحة صفحة من القطع المتوسطيحتويه غلاف أنيق ويضم ثلاثا وعشرين قصيدة أوقل ثلاثاوعشرين حكاية شعرية نذكر لك منها هذه القصيدة:
حلم ضايع
يا وﻻد الحلال
محدش شاف حلمي
اللي عشت العمر أحلم بيه
ياوﻻد الحلال
اللي يلاقيه يجيبه
أو يوديه لحبيبه
يمكن تحن عليه
ياوﻻد الحلال
حلم ضايع عشت سنين كتير ابنيه
ياوﻻد الحلال
محدش يطمنِّى بكلمة تبل الريق
ياوﻻد الحلال
حلمي كان ضلي وليا رفيق
يا وﻻد الحلال
يكفيكوا شر الضيق
حد يدل عليه
هو اللي هيلاقيه وح ياخده
ح يفيده ب إيه ؟؟؟
مشفتش حلمى يا بيه
مشفتيش حلمي يا ست
أصلها كانت بنت
غير كل البنات
طاهرة زى الندى
وأول حلمي ما إبتدا
كنا ف ابتدائى
مرايلنا تشبه بعض
حتى أقلامنا الرصاص
تشبه بعض
وكيسة كتبنا
برضو تشبه لبعض
كان حلم سهل
مكنش صعب
وكل ماتكبر
حلمي ب يكبرشويه
وهيا تبعد شويه
لكن عاشت معايا زى ضلى
هي راحت
وهو فضل لي
ب يطبطب عليا
إيه القضيه
وإزاي يسيبني
وانا اللي عشت أبنى فيه
بالحقيقة وبالتمني
كان ابن شرعي مش بالتبنى
يسبني ليه
والله العظيم
وح اشيل وزر اليمين
لما اتقابلنا بعد السنين
حسيتها طفله
بنفس الملامح ونفس التسامح
ونفس الطهاره
وعنيها حبه دبلانين
ومليانه شجن وحنين
ورحلة سنين
عدت ثواني
وف لحظه أخَدِت مكاني
والكرسي اللي ب احبه
قعدت عليه
وبصت للبحر
حسيتها بتسأل البحر ب حيرة
أناجايه ليه
قلبي العليل حسيته ب يئن
وسكن جوايا خوف و ظن
إن لقانا آخر لقا
ولحظه ابتدا جوايا شيء
وقالت محمد
قلتلها اسكتي
ممكن أكمل
حبيبتي هنفضل خوات
هنفضل سند
هنفضل حبايب بالشكل الجديد
قالت أكيد
قلت اكيد
ياوﻻد الحلال
حلمي منى
وهى منى
ومش بالتمني تكون الحياة.
فالشاعر هنا يتخذ الحكاية وسيلة للعمل الإبداعي لكي يستطيع البوح من خلالها بين " قالت " و "قلت" كاشفا عن تفاصيل اللقاء المحتدم في تجربة لم تخل من اندهاش وحيرة وترقب