عرض. طارق أبو حطب
"الخانقاه"
تجربة صوفية جديدة تستبيك بجمع من المتناقضات حرص الشاعر من خلالها على إبراز عوالمه الصوفية في ملمح جديد يبهج ويتعب يحزن ويطرب يغني ويصدم يلوح ويختفي تحت عنوان شائق مفعم
جوايا زاهد مسقي من دمّ الفرات
جوايا فاجر راضع العمر بدودوك
فيّا الحسين لملمني من بعد انفراط
وفيا نَص عتاب من المولى ف تبوك
الرمح واصل في الوغى قطعوه بهمزة
مع إنه تاب السمهري من بعد حمزة
مطرود بغمزة وساكن الليل عالجبال
مجذوب بترس يكرّ من شيبتي العيال
مجزوب بحكمة إني ما يشغلّي بال
در الخطيّة الشر منبوذ النعوت
ابن الناسوت الغر ولا ابن اللاهوت
ما احتارش لكن سبتهم يحتاروا فيّا
أنا شُفت مريم في رُبا حوريب نبيّة
كان التجلي لما صلبوني ورأتني
بيت لحم ويا الناصرة مني رقتني
محسود وصاعد في العُلا قلبه انتبه
يشرق بسهم تقيد له من كل اتجاه
أنا الحقيقة فقلبها وبينهم شبه
عايش معاها كإبن مش عايش إله
وهويت بعين واحدة فديت شوكها بنعل
رومية وقت الحرب صرَخت حنبعل
أقرب لقط فأسرها مع إني وعل
أشبه بثورة نوتة في وتر الكمان
مذنب لأنه رغم ضعفه قال كمان
طالع بعفو الملك داخل محكمة
مسجون بسحب العفو داخلها كما
يا نرجس اللّأة يا غصن الكمكمة
مرمي في جوف الأرض متكال بالرخيص
حبة في وسط القمح شايفة النور بصيص
يعقوب.. تشاور على أنسي تقول الله
قدم لذاته الحب قدم لُه القميص
أنا ابن أدم ودهري منذ ماء الدهر
أنا الحُجة اللي شقّت للعصاية النهر
تأوّل آيتي تحرمني فنون القهر
تنوّل غايتي تحرمني عذاب الروح
أنا أُحُد اللي هيصدك منين ما تروح
لأني صانع الفقار وأنا المدبوح
تراني بالمرض أيوب في نجوة حاج
واسُك العربي في زهوي كما الحجاج
تراني في التراخي العاج ولا كالفيل
تراني في العطا يوسُف بلا تنفيل
تراني في الصحابة زر غفاري
تراني في ممالك كسري نفّاري
تراني لا تراني في غيوم الخدر
تراني لا أراني في غموض الخضر
أنا أبيض لكن ميت في قلبي اللون
وبظهر في المدى فارس كنابليون
واتوه في الملح كالرملة في صحن الهون
غريب في الطعم في الطبخة غريب في الكون
ورجلي في البوادي تتوه مع الغزلان
بصيّف سرب وبشتي مع الخذلان
بحايل من لسان يحي في يوم الدبح
لعل الرغبة تتنغبش بعلم الدوس
بموت قبل الزئير ما يسد جوف النبح
وببرك والصنم شامخ على هيرودوس
حصان أعرج ودمعه من رحيق النحل
قطع عسله صهيله من عذاب السحل
يجوز الجلد كان أتقل من الحكمة
وخيط الحب كان أعمى في نول الوحل
هيباتيا كانت الغصة في حلقي المر
هيباتيا العشق بيفرفط وانا اللي بجُر
عقدت الشمس في الخلوة بروح تَبريز
ووسط الحضرة في قونية يفوح تلميذ
أيا صاحب يدوب في ملفت الخدين
يا ضرع الحب يا ساقي جديب أرضين
أنا شيخك وعهدك يا جلال الدين
والله حي في الحانة وفي الجامع
مدد تصدح وتنزع مهجة السامع
أنا طامع أتوه في ضيك المجدول
أدور الحول على وجهك كما البندول
ومين ضايع وشايل في حشاه الله
ومين واصل وفوق قلبه الغوا مسدول
أنا مقلد وجدي لأمي برهامي
ولي سؤدد في وحدة أصلي وفصامي
ولي شاعر وداعر في زوايا الضنك
سيفي الكلمة تشطر لحمة بعضامي
شجاع لكن.. عنيد لكن.. نبي لكن
يحضّرني غياب داكن على الدواوين
هتقراني ولو بالماندرين لاكن
أنا بس اللي بسأل نفسي أطلع مين؟