أبعاد الحلم في قصة "بائعة الأحلام" للأديبة سوسن حمدي
دراسة نقدية للدكتور سعيد محمد المنزلاوي
كتب: سعيد محمد المنزلاوي
البيع يكون للعروض القابلة لأن تدركها ببعض حواسك، أما الأحلام، فهي محض خيال، شيء غير ملموس وغير مادي، وإن كان له أثر بعيد الغور في النفوس.
فالعلاقة بين طرفي العنوان ترمز إلى شيء من الميتافيزيقا، من الخيال، من اللاممكن واللامعقول؛ فالحلم في حقيقته، هو ما يراه النائم في نومه، وهو أيضًا ما يبدو بعيدًا عن الواقع، فهو أقرب شيء إلى التمني. وبهذين المعنيين كانت تلك القصة، والتي جعلت من المعنى الأول مطية لتحقيق المعنى الثاني.
وثمة جملة من الرموز يطرحها النص، والذي يأخذنا إلى عالم الأساطير والتنبوءات والأحلام من خلال شخصية جنحت بها الكاتبة بعيدًا، وأبت إلا أنت تكسوها غلالة من الرمز الشفيف، نحا بها نحو الأسطورة، ولكن ليس بالمعنى الميثولوجي للأساطير والخرافات.
تبدأ القصة من جغرافية غيبية حين " أخبرتها القابلة وهي ترى المولودة لأول مرة أن مصير تلك الفتاة متعلق بالأحلام، وأن كلامها ونبوءاتها سيملأن الاّفاق". للقصة أبعاد ميتافيزيقية، ما وراء الطبيعة، تمتح من عالم الغيبيات، أبعادًا سيريالية، خيالية؛ نحن الآن بحضرة مولودة غير طبيعية، وأمام مستقبل لها غير عادي.
ولكن من أين جاءت القابلة بنبوءتها، وهل بدت على الطفلة الوليدة علامات النجابة، وهي لما تزل في المهد؟ أم كان ذلك مما تحفظه من أجل مزيد من الأجر؟ ولذلك لم نستغرب موقف الأم عندما "لم تعر كلام القابلة أي اهتمام"، بالرغم من محدودية ثقافتها، إلا أننا نندهش منها حين "فكرت في اسم لمولودتها السابعة، كانت الأسماء قد نضبت من مُخيلتها فتركتها وحيدة بدون اسم يؤنسها".
ترتيبها بين إخوتها السابعة، بدون اسم يؤنسها، وغياب الاسم، غياب للهوية، محو للانتماء، وهو كذلك إقرار بالرفض. وبقاؤها بدون اسم طيلة السنوات السبعة الأولى، مما يمثل لها مرحلة المخاض والتنوير للخروج إلى الدنيا بتلك الرسالة السامية، وهي التغيير عن طريق الأحلام.
ترى كيف كانوا ينادونها طيلة السنوات السبعة، وكيف كانت تدرك كنهها خلال تلك السنوات السبعة العجاف كسني يوسف؛ لتختار هي بعد ذلك اسمها المركب "ست البنات"، ونتساءل عن دلالة تلك التسمية التي اختارتها لنفسها، أن تكون ست البنات، وكأنها تنتصر بهذه التسمية من والديها اللذَيْن أنكراها وضنَّا عليها بالتسمية. كما يحمل هذا الاسم إدراكًا داخليًّا بتميزها، حسبها أنها في هذه السن الصغيرة اختارت اسمًا لها بعد سنوات عاشتها بدون اسم، فاختارت اسمًا يحمل من الجلال والكمال ما يحمل؛ فهي ست البنات، ليس أخواتها وفقط، وإنما كل البنات، وهذا إرهاص بالمنزلة التي ستتبوأها، والتي تنبأت بها القابلة قبل سبع سنوات.
لا تزال تتكرر تيمة الرقم سبعة، وللرقم (7) سر؛ فعدد السماوات سبعة، وكذلك عدد الأراضين، وأيام الأسبوع سبعة، والتي تعيد كرَّتها كل سبعة أيام. إن الرقم (7) يمثل الكمال الروحي. وبضم الرقمين لبعضهما: "لمولودتها السابعة"، "وبعد سبع سنوات من ولادتها"، يتكون لدينا العدد (77)، والذي يرتبط بالحرية والمغامرة والإثارة والتأمل؛ وهذا ما جعلها "تفكر متى وكيف ستهرب؟".
إنها رحلة لتحقيق التنوير الروحي وتطوير مهارتها الفطرية في رحلة لاكتشاف نفسها الحقيقية، لا سيما بعد أن "تولدت لديها فكرة أن وجودها كعدمه.
واضح شعورها بالاغتراب بين أسرتها حتى إنها لم تتحدث عن إخوتها الذكور أو أخواتها البنات اللاتي يشاركنها الشعور بالدونية والكراهية من والديها؛ حتى إن موت اثنتين منهما بالملاريا مر عليهما كحدث عابر لم يلحظه أحد في بيئة لا تفرح لاستقبال البنت، ولا تأبه لشأنها. وهذا يرسم لنا ملامح تلك البيئة الزراعية، والتي يمتهن أصحابها الزراعة، ويحتاجون إلى سواعد أبنائهم الذكور، فيم تمثل البنات عبئًا يدق ناقوس الخطر في كل آن. وهذا يفسر لنا عدم فرحة الأم بنبوءة القابلة عن ابنتها، ولو كان قيل نحو ذلك عن ولدها لسرت أيما سرور، ولذلك تجاهلت النبوءة والبنت وتسميتها، حتى إن ابنتها لما افتقدت لاسمها افتقدت وجودها بينهم، فلما أصبح لها اسم، شعرت بالغربة بينهم؛ فارتحلت عنهم.
ولم يكن أقرب لـ"ست البنات" في هذه البيئة التي لفظتها سوى دجاجتها الأثيرة، والتي تمثل لها الوجه المقابل من العالم الذي رفضها، إنها تعيش في هذه البيئة على فطرتها وصدقها وبساطتها، متخذة من دجاجة عجماء صديقة لها وكاتمة أسرار، لذلك كانت تقضي معها أغلب وقتها، حتى تكونت بينهما ما يشبه الألفة ولغة يتفاهمان بها ما جعلها تفكر "كيف ستخبر الدجاجة بالأمر"؛ حتى لا تفتقدها الدجاجة، والتي سيكون "رحيلها ربما لن يلحظه أحد ما عدا الدجاجة التي تمرح معها كل صباح". ولنا أن نتساءل: أين تقضي بقية يومها وليلتها بعد أن ينقضي ذلك الصباح المرح، لا شك أن تخلد إلى وحدتها والتي تمثل لها خلوة تفكرٍ وتدبرٍ أهَّلها لتأويل الأحلام.
ولتلك الصلة بالدجاجة كان عليها أن تخبرها عما اعتزمته؛ "فوضعت بجانبها عقدًا من حبات الخرز الملون كان أعز ما تملكه". إنها تريد الرحيل دون أن تحمل معها شيئًا، تترك ذكرياتها، وكل ما تملكه، بل وأغلى ما تمتلك. ستودع دجاجتها الأثيرة، وأنسها بها.
ترى، ما الدافع لها للرحيل؟ أهو تجاهل أهلها لها وعدم اكتراثهم بها؛ لأنها أنثى، لكنه نفسه حال بقية أخواتها، فلماذا فكرت دونهم في الرحيل في هذه السن الصغيرة؟
الدافع للهروب مجهول، أهو نداء الطبيعة؟ نداء الغيب؟ سيرورة قدر مرسوم لها تدرك كنهه وأبعاده وحدوده؟ هل ثمة نداء داخلها دعاها للرحيل فلبت؟ إن المسكوت عنه في القصة أكثر من المنطوق، وأيًّا كان الدافع للهروب، فإنها قد اتخذت له ما أسميه بسيناريو الهروب، والذي تمثل في خطوات أربعة:
أولها: الانعتاق، بأن تترك عقدها الخرز الملون بجانب دجاجتها الأثيرة، وللعقد دلالته الرمزية، فهو خيط يُنظم فيه الخرز، وهي حبات ملونة، يحيط بالعنق للزينة. وفي تركه انعتاق لها وتحرر من كل ما كان يقيدها، فقد "ودعت الخوف مع عقدها".
وثانيها: المغافلة، بأن "انطلقت في الصباح الباكر قبل استيقاظ أحد في المنزل"، هي لا تريد أن يعرف أحد وجهتها؛ حتى لا يثنيها عن عزمها.
وثالثها: الانطلاق، فـ"هواء الصباح البارد كان يدفعها للتحرك وعدم الوقوف، حتى علمت أنها ستمضي بقية حياتها وحدها"، كل شيء حولها يدفعها إلى طريقها حتى الطبيعة، إنه قدر تسعى إليه.
ورابعها: الرحيل، فعندما سألها سائق الشاحنة: "ماذا تفعلين في هذا الصباح وحدك يا صغيرتي؟" أجابته بـ"أن عليها الرحيل من تلك القرية والتواجد في مكان آخر".
وهنا تبدأ شفرات النص في إلقاء غلالة من الرموز والإيحاءات في جملة "وحدك يا صغيرتي"، والتي تؤكد إدراكها أنها "ستمضي بقية حياتها وحدها"، بعيدًا عن أبويها وإخوتها، ويعززها قولها: "الرحيل من تلك القرية والتواجد في مكان آخر". ودلالة كلمة "الرحيل"، والتي تعني الترك والانتقال معًا؛ فهي ستترك قريتها، وترتحل إلى غيرها.
لقد اختارت الترحال في هذه السن الصغيرة. فهل كانت تشعر بغربة في موطنها أو بين أهلها؟ وما هي بضاعتها؟ وما الذي ادخرته للرحيل سوى مقدرتها على تأويل الأحلام، فهو بضاعتها وجواز مرورها. وكما تحررت من ربقة العقد، وهو ما يرمز إلى المرحلة الأولى من تحقق حلم التحرر من القيود، ولذا كان الانطلاق "نحو بلاد بعيدة لم تكن تعرف عنها شيئا سوى أشعة الشمس الموجودة بها، والتي تشبه تلك التي ألفتها فوق سطح بيتها المتواضع".
في الحوار القصير الذي دار بين "ست البنات"، وبين سائق الشاحنة، تغير لديها زعم كان خاطئًا، ومنحت السائق حلمًا؛ فأما ما كان خطأ فكانت تظن أن الأطفال يموتون صغارًا؛ "لأن آباءهم لا يحبونهم"، وكانت تظن أن الرحيل هو مغادرة المنزل، لكن الرحيل كان يعني كذلك الموت. ولكي تُسرِّي عن السائق الذي ماتت ابنته الصغيرة، منحته حلمًا تنبأت له فيه بأنه سيرزق بالبنين وبالبنات. وهنا "شعرت بأهمية وجود حلم للإنسان، وارتباط ذلك بسعادته، وتمنت أن تملك أحلامًا تكفي جميع الناس؛ ليشعروا بالسعادة".
وكما في الأساطير، "هبطت عند أطراف قرية استيقظ أهلها للعمل"، وأخبرها السائق "أن هذه هي بلدتها الجديدة". وراحت تقوم بمهمتها: "سارت في شوارع القرية؛ لتعرف ما الذي يشغل الناس؟ ثم إلقاءه إليهم ثانية في صورة أحلام مشروعة تتنبأ لهم بحدوثها". وهناك "وجدت بعض الفتيات يتحلقن حول أنفسهن يشكلن دائرة صغيرة تتشابك فيها أياديهن الغضة ليقمن بعدها باللف والدوران حول أنفسهن وهن يغنين ويبتسمن"، لكنها "لم تشعر بالرغبة في الانضمام إليهن". أما إقامتها فكانت "في بيت الفتاة ذات الضفائر العالية التي صحبتها بعد نهاية اللعب إلى المنزل"، وتلك الإشارة بالضفائر الطويلة يشير إلى سن تلك الفتاة، والتي لا شك أنها تكبر "ست البنات" في عمرها.
وفي بلدتها الجديدة حلت مشكلة الإوز، و"امتهنت تفسير الأحلام"؛ حتى "ذاعت شهرتها في تلك القرية النائية وفي القرى المجاورة، بعد تحقق الكثير من نبوءاتها"، وهناك "بعض القرى كانت تطلب مجيئها، فسافرت إلى بلاد لم تكن تسمع عنها شيئًا". إلى أن حدث التغير الكبير في حياتها؛ عندما "جاءها الحارس الشخصي لكبير الناحية"، والناحية قد تكون إقليمًا، أو تقسيمًا إداريًّا في بعض البلدان، وبإضافة الكبير إليها، والذي يمتلك "ذلك القصر المنيف الذي لم يأتها في أبهى أحلامها"، يكون مؤشرًا وإرهاصًا بنقلة كبيرة وتغير جد كبير في حياة "ست البنات"، بل وفي إدراكها؛ فقد "توقعت أن يحكي لها حلمًا تقوم بتفسيره"، لكنه أخبرها بأنه نوى "الترشح في انتخابات البرلمان هذه الدورة"، والعجيب أنها لم تعِ من جملته إلا الكلمة الأخيرة، والتي تحمل دلالة زمنية، تشير إلى مرور ما يقرب من مرور عقد من الزمان منذ حلت بهذه القرية وأقامت فيها.
ويطلب منها "كبير الناحية" المساعدة، وتبلغ الأحداث ذروتها عندما قالت له: "لكني لا أتدخل في عمل الساسة". فرد عليها في نبرة تصميم "إذن فقد حان الوقت لذلك". وتكمن المفارقة هنا والتي ارتقت بدرامية القصة في أنه "علّمها الكلمات التي يجب أن تخبرها للناس، والأحلام التي عليها زرعها في عقولهم"، لكنها لم تكتفِ ببيع الوهم للناس، وإنما "أخبرته عما يريده البسطاء ومشاكل حياتهم، والأفعال التي عليه وعلى رجاله أن يفعلوها". وهنا كانت الصفقة، وكان التحول من تأويل الأحلام، إلى منح الأحلام وتحقيقها، "هي توحي للناس بعدالته" و"رجاله يرممون المنازل والمساجد، ويبنون مدارس جديدة للأطفال"؛ حتى صار كبير الناحية "أكثر المرشحين قوة". فالتأثير متبادل بينهما؛ هو أدخلها دائرته، ولكن بطريقتها هي وليس بطريقته هو.
في عامها السابع عشر كان عليها أن تحقق حلم قلبها، والذي لم يخفق إلا مرة واحدة لذلك الشاب الذي انتصف لها أمام الصيادين، وهي تدافع عن وجود الإوز في القرية، فقال للصيادين "إن لديها الحق فيما تقوله، وأن السمك ملك للجميع، كما أن الإوز من الأطعمة المحببة إليهم". عندها شعرت "بحرارة تصعد في جسدها لم تعتريها من قبل"، لكنها "نسيته في زحام الوجوه حولها"؛ ولذا لم تمانع "كبير الناحية"، "حين اقترب منها يضع خاتم الخطبة في إصبعها"، بينما كانت "تنظر إلى السماء خلفه التي تلونت بألوان جديدة، وأصوات العصافير التي كانت تنشد لحنا فريدًا"؛ لتنتهي قصتها بـ"ملء حياته بالأحلام الجميلة طوال الوقت".
إن الأحلام هنا معادل موضوعي لصناعة الأمل، والحلم في القصة جاء على صور عديدة:
إحداها: ارتباط الحلم بسعادة الإنسان، حين تنبأت لسائق الشاحنة أنه "سيكون لديك أفضل منها في المستقبل، ستمتلك عددًا لا نهائيًّا من البنين والبنات"؛ لتعيد بهذه البشرى الابتسامة لشفتيه.
وثانيها: النبوءة، عندما أخبرت الفتاة التي لكمت الصبي الذي جاء يلعب معهن "لا يجب عليها فعل ذلك لأنها من الممكن أن تحتاج إليه في المستقبل".
وثالثها: الحلم في مواجهة المشكلة، عندما "باتت ليلتها تفكر في حل يرضي جميع الاطراف ثم رأت في أحلامها الإوز يطير في السماء نحو بلاد بعيدة واستطاعت تلقي رسائله قبل أن يطير وهو يقذف بها نحو البحيرة"، فأولتها للصيادين بأن "الإوز غير راضٍ عن تصرفاتهم وعليهم إتاحة الفرصة له يومًا بعد يوم للسباحة في البحيرة".
ورابعها: تأويل الأحلام، والتي امتهنتها زمنًا حتى ذاع صيتها.
وخامسها: تحقيق أحلام البسطاء من خلال كبير الناحية؛ فقد حققت حلمه في الوصول للبرلمان، وحقق لها أحلامها في رسم السعادة على وجوه البسطاء. وهذا تطور في الحلم من كونه أمنية إلى واقع ملموس.
وتلفتنا القصة إلى أهمية المال في تحقيق الأحلام، متخذة من عزم كبير الناحية على الترشح ورغبته في الفوز، مطية لها لتحقيق الأحلام التي قرأتها في وجوه البسطاء وخبرتها من واقع حياتهم، وأن هذه التمنيات المشروعة هي سفير لرسم البسمات على شفاههم القاحلة. ولأن الأحلام مشروعة، كان تحققها كفيلًا بتحقق السعادة والرضا. وهذا هو المغزى الخفي الذي ترمي إيه القصة، بعيدًا عن تقعرات الكلام عن السعادة والرضا وعلاقة ذلك بالمال، لا سيما وأن ما تحقق هو الواجب تحققه، وليس الرفاهية المستحيلة.
أما الشخصيات الرئيسة في القصة فتكاد تنحصر في "ست البنات"، فهي نفسها الحدث ومحور الأحداث، وحولها وبها تتجمع جميع خيوط القصة. ويكون حضور الشخصيات الثانوية خاطفًا كالبرق، ثم تنزوي بعد أن ترسل ومضتها؛ فالقابلة انتهى دورها عند حدود النبوءة التي بشرت بها، وسائق الشاحنة انتهى دوره عند توصيلها إلى البلدة الجديدة، وكذلك الشاب الذي نبض له قلبها، انتهى دوره عند الدفاع عنها ثم غاب مع الوجوه الكثيرة التي التقت بها في رحلتها إلى أن ألقت رحلها بين يدي كبير الناحية؛ ليتحقق مصيرها المرتبط بالأحلام وتتزوج به.
أما الأحداث، فهي كحبات العقد يسلم الواحد للآخر في تتابع بسيط يقود إلى الخاتمة والتي جاءت ترجمة للافتتاحية، كما أن القصة تتناص مع قصة سيدنا يوسف ـ عليه السلام ـ فكما بدأت قصة "يوسف" في السورة المسماة باسمه، بحلم وانتهت بتأويله، كذلك أحسنت الكاتبة حين وفقت بين البدء والختام، حيث يحمل افتتاح القصة إرهاصًا وتنبؤًا بمصير تلك الطفلة، وتسير الأحداث كلها في سبيل تحقيقه؛ ليتم بذلك المصير الذي أهَّلها له ما تميزت به من مقدرة على تأويل الأحلام ومنحها.