نصر اكتوبر المجيد لأحمد الافيوني نقيب الصحفيين بقنا
كتب - ممدوح السنبسى
تمر بنا ذكرى النصر، فنتذكر بكل الفخر والاعتزاز جيلا صامدا من المصريين، رفض هزيمة ١٩٦٧، لم يستسلم أو يضعف أو تنكسر إرادته، عاش صدمتها وتحمل معاناتها، وقف بجانب جيشه بعطاء دون حدود، خلال حرب استنزاف مريرة وحرب تحرير شرسة، قدم خلالها العديد من التضحيات من أجل استرداد أرضه المحتلة، واستعادة عزة الوطن وكبريائه، تحية حب واعتزاز فى ذكرى أكتوبر المجيد لهذا الجيل العظيم.
فلقد برهنوا على صلابة معدن هذا الشعب، وقدموا لأجياله اللاحقة القدوة والمثل، تحية لرجال قواتنا المسلحة فى يوم عيدهم وانتصارهم، تحية لعزيمتهم وشجاعتهم وبطولاتهم، وتحية لأرواح شهداء عند ربهم يرزقون، بذلوا دماءهم فوق أرض سيناء الحبيبة، وقدموا حياتهم - عن طيب خاطر - فداء لهذا الوطن، ﻭﺭﻏﻢ ﻣﺮﻭﺭ "٥٠" ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺏ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ١٩٧٣، ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻨﺤﺖ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺩﺭﻭﺳﺎً ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﺜﻴﺮﺓ.
ﻳﺤﻜﻴﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻣﻤﻦ ﺧﺎﺿﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﻭ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻭﻗﺘﻬﺎ، ﻓﻠﻢ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻳﻮﻧﻴﻮ ١٩٦٧ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺣﻴﺚ ﻓﻘﺪ الجيش المصرى ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٨٥ % ﻣﻦ اﺳﻼﺣته ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻢ ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺳﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺑﺎﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ يحكيها ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻦ ﺷﻌﺐ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺣﻘﻘﻪ، ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺮﺏ ﺍﻧﺘﺼﺮﻧﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ الصهيونى، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺣﻴﺎﺓ ﻧﺘﺬﻛﺮﻩ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﻞ ﺑﻨﺎ ﻛﻞ ﺗﺤﺪﻱ ﺟﺪﻳﺪ.
إﻥ ٦ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻳﻮﻡ ﻣﺠﻴﺪ، ﻭﺳﻴﻈﻞ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ لما ﺣﻘﻘﻪ ﺟﻴﻞ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ الابطال الذين ابهروا العالم ليصبح هذا اليوم ﻣﺒﻌﺚ ﺍﻋﺘﺰﺍﺯ وفخر ﺷﻌﺐ ﻣﺼﺮ العظيم ﺑﻘﻮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﺭﺟﺎﻟﻬﺎ الابطال، وﻟﻘﺪ ﺣﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺟﺴﺪ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺷﻌﺐ ﻣﺼﺮ ﻭﻗﻮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﻋﻈﻤﺔ ﻭﻻﺋﻬﻢ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﻔﺪﻯ ﺑﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮﻩ ﻣﻦ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﻭﺑﻄﻮﻻﺕ ﻭﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أجمع ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻬﺎﻭﻥ ﻣﻌﺘﺪ ﻭﻻ ﺗﻔﺮﻳﻂ ﻓﻲ ﺣﺒﺔ ﺭﻣﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ، ﻭﻻ ﺗﺴﺎﻣﺢ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺳﻴﺎﺩﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ أراضينا.