رواية "زاهين" للأديبة حنان الهواري صرخة الأنين في عالم منعزل حزين
كتب - طارق أبوحطب
مطالع ومتابع صفحات جريدة وموقع صدى الأمة نقدم اليوم لك وجبة أدبية دسمة بنكهات مختلفة تنتظم فيها سردية الدهشة مع ترانيم العزلة والوجع في تآلف بديع مع الرؤى المتباينة في إطار من الصور المتراكمة الموحية إيقاعا وجمالا النازفة أحيانا غضبا مصبوبا ورفضا محموما مكتوما تارة ومسكوبا بصوت الاعتراض والشعور بالاضطهاد تارات أخرى.
إننا بين يدي رواية أخاذة تسلبك من عالمك لتحيا المتناقضات سامقا حينا إلى الأفاق العلوية مرددا مع الكاتبة الروائية "حنان الهواري" قولها في مفتتح الرواية في قبس بديع زينت به إهداءها القشيب المفعم بالصدق المدثر بالأمل "ما دامت الروح تختلج فبإمكان الأمل أن يستحم بنور الحياة".
من هنا تنطلق الكاتبة معلنة بداية حربها الضروس على كل أعراف الظلم السائدة وتقاليد العصبية الجائرة منتصرة لضعف الرمز الأنثوي" زاهين "التي جسدت الصراع في عالم عرقي ضج بالمتناقضات وعمد إلى إلصاق التهم جزافا" هناك حياة يمكن أن نعيشها بمنأي عن القوالب الزجاجية التي تفرضها علينا الحياة، إلى زاهين وكل امرأة سرق منها حلمها".
ونعود أدراجنا معك ل. نلقي قبسا من نور الجلاء والإبهار على الأديبة الروائية المختلفة المدهشة" حنان الهواري "هذه الموهوبة العملاقة التي تحمل في كل دفقاتها الإبداعية عوالم كاملة من جواهر الأدب والإبداع الفكري الرفيع الذي يمثل كل حرف منه خلقا متكاملا إعجازيا لا يتشابه مع غيره ويستحيل أن يشبهه حرف أو بوح أو إبداع مهما تعدد المبدعون وأدهشت كتاباتهم.
إن الأديبة" حنان الهواري "نموذج حي صادق متجسد للفكر المستنير والثقافة الواسعة والمعارف الغزيرة المتأصلة تشبه في مفرداتها وصياغتها وانتظام كلماتها وموسيقاها المعبرة مغني التروبادور" Troubadour"، فهي تعزف روايتها بلغة موسيقية متدفقة تتآلف أنغامها في إطار إيقاعي كأنها أهازيج سيمفونية لمؤلف موسيقي عبقري مما جعلها جديرة رغم أنها في باكورة إبداعاتها ونتاجها الأدبي أن تكون رائدة من رواد الأدب الروائي العالمي دون مبالغة.
يكفي أنها بحس المثقف الواعي المتفرد استوحت روايتها كما تراءى لنا من بعض مفرداتها من هذه الطائفة العرقية المتفردة "الإزيدية" تلك التي حوصر أبناؤها البالغ عددهم ما يقرب من خمسين ألف إزيدي محاصرين في تلك الجبال التي تقع في الشمال الغربي من بلاد العراق كنتيجة ليعض المكاسب المادية لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة للشرق الأوسط واتهمت ببعض ما ألصق بمنتسبيها ظلما بأنهم يمثلون "عبدة الشيطان"، فهل تستطيع الرواية الماتعة دفع هذه الشبه والتهم عن هؤلاء؟