الفنان منجي خطاب.. محطات في طريق الفن و الريادة والإبداع
كتبت. هبة شيبة
الفن مسيرة وعطاء، وموهبة تدعمها الخبرة، والفنان العظيم هو الذي ينتقل من كل محطة في حياته إلى التي تليها بفكر جديد وتطوير للذات، وخروج عن الأطر المألوفة
ونحن على هامش مشاركتنا في معرض ملتقى الحضارات العاشر للفنون التشكيلية بقاعة الفنون بمؤسسة الأهرام كان لنا شرف اللقاء بالفنان العالمي الرائع رائد فن الهاندميد والأشغال اليدوية في العالم العربي، بل والعالم كله الفنان منجي خطاب
بداية قدمنا له التهنئة على أعماله المبهرة البديعة للتي شارك بها في المعرض فخطفت القلوب والانظار
واقترحنا ان
يحدثنا عن مولده ونشأته وذكريات للطفولة والشباب والموهبة اكتشافها وتطورها وسبب تميزه العبقري فأجاب:
بداية يسعدني ويشرفني أن أحل ضيفا على صفحات جريدة وموقع صدى الأمة وتزداد سعادتي أن يكون الحوار الخاص مع الفنانة التشكيلية الإعلامية الدكتورة هبة شيبة كما أتقدم بالشكر للأستاذ الصحفي الكبير حسن سليم على دعمه وحسن اختياره لرفقاء التميز والنجاح
بداية اسمي منجي خطاب فنان تشكيلي ومدرب ومحترف فن الهاند ميد
مصري أعشق تراب مصر، من مواليد محافظة الغربية تحديدا مدينةالمحلة الكبرى مركز صناعةالغزل والنسيج..وكانت البلد معظمها نول يدوى، وكان لدينا أنوالا فى مكان يسمى القاعة..
وكان جدى يمتلك مصبغة للخيوط القطن والحرير، وكان والدي يعمل فى مجال الغزل والنسيج.. وقد انتقل بنا من المحلة للقاهرة نظرا
لخبرته فى مجال الغزل، ثم انتقل إلى طنطا لنفس السبب
وفى طنطا وبالتحديد فى عام ١٩٦٩م وأنا في المرحلة الثانوية التحقت بفريق الجوالة البحرية وفيها علمت بعض العقد للبحرية
والمراكب حيث كنا نحضر المعسكرات وفى العطلة الصيفية نذهب إلى معسكر أبي قير للجوالة البحرية بمدينة الإسكندرية وكان دوليا يحضر فيه الأجانب والمصريين فتبادلت معهم الخبرات كان ذلك في عهد الرئيس جمال عبدالناصر
ثم عدنا إلى المحلة مرة أخرى لأن والدى قرر أن يفتتح مصنعا للنسيج فى المحلة وكنت قد أنهيت دراستي والتحقت بالخدمة العسكرية زكان لي شرف المشاركة في حرب الكرامة انتصارات أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣م
ثم تغيرت الاحوال وبدأت العمل بعدة ءشغال إضافة إلى وظيفتي الحكومية، لكن عشقي للرسم تغلب تنلكني خاصة الرسم بالأسمنت على الأرضيات "البلاط"، حتى إصابتني إصابة بالغة بالعمود الفقري نتيجة حادث وعلى إثرها منعني الطبيب من أي مجهود أبذله فتوقف بذلك عملي الإضافي الذي كان يأتيني بدخل يساعد على المعيشة بجانب الراتب الذي أتقاضاه من وظيفتي الحكومية
وأذكر هنا موقفا طريفا حينما زارني ابن عمي ليخبرني انه يريد أن يعلمني شيئا تعلمه وعلى مدار أربع زيارات في العمل يحدثني وأنا أوهمه أني أنصت إليه وبسبب حرصه على تعليمي وخوفا من افتضاح أمري بتجاهل التعلم وكانت عقدة تعلمها من أحد المهرة في هذا المجال وكان يأتي معه بالخيط طلبت منه ان يتركه ونتقابل في الغد
هنا لمعت الفكرة في ذهني أسرعت إلى المنزل وأخذت في تنفيذ كل العقد التي سبق أن تعلمتها في الجوالة وكان ابن عمي في قمة الدهشة لما شاهدني أنفذ العقد حتى إنه أخبرني أن أستاذه ليس بهذه المهارة
حقيقة لم أكن أعلم فائدتها لأننا كنا نستخدم هذه العقد فقط في المراكب والخيام لكنه أخبرني عن محل لبيع المكرميات واصطحبني للمحل وكانت البداية وكانت المحلات تبيع الخامات بالصور لتشاهد وتتعلم وتطبق ما شاهدته في الصورة حسب الموديل
كان ذلك تحديدا عام ١٩٨٠م وكنت أمتلك ثروة ضخمة" ستة جنيهات ونصف "اشتريت بها كلها خامات ورفضت أن آخذ صور الموديلات التي سأقوم بتنفيذها ثم عدت للمنزل وشرعت في عمل أول مكرمية فى حياتى من خيالي.. وأخدتها فى الإدارة وطبعا كانت دهشة زملائي وعلامات التعجب بسبب الدقة والمهارة لدرجة أن إحدى زميلاتي وهي مهندسة قررت فورا شراءها ودفعت لي مبلغ ثمانية جنيهات ونصف ووعدتها أن أسلمها لها في الغد ثم ذهبت إلى المحل لأشتري بالمبلغ كله خامات وحينما شاهدوا المكرمية أنكر بعضهم عملي مدعين أنني ربما اشتريتها من مكان آخر
وعدت بالخامات للمنزل ونفذت مكرمية ثانية ثم استمر العمل والطريف كلما أتممت عمل مكرمية أخذتها للإدارة فتباع على الفور وكانت انطلاقة للرزق والخير والشهرة حيث ذاع صيتي وانتشر سريعا في المحلة لدرجة جعلت المدرسين ومنهم الذي علم ابن عمي حينما يعجزون عن عمل شيء يرسلون إلي لتنفيذه
وتأتي المفارقة العجيبة حين كان أحد زملائي مسافرا بالسعودية وطلب مني تجهيز منزل الزوجية وكلفني بالديكورات وبعد الزفاف سافر ومعه شريط فيديو ليشاهد زملاؤه وصاحب العمل شقته فكانت تلك بداية المنح الإلهية حيث طلب السعودي صاحب العمل مظ زميلي التواصل معه لأقوم بتصدير ما أنفذه من مكرميات ليعرضها في المكان الذي خصصه لمشغولاتي في المول التجاري الكبير الذي يمتلكه
ثم أصبحت بعد هذه النقلة أذهب إلى شركات ومصانع الخامات بالقاهرة لءشتريها بالجملة وكان في عام ١٩٨٦م