نجيب محفوظ: الجانب المجهول في أدبه وإبداعه.. قراءة نقدية في مسرحياته
بقلم: مصطفى الكومي
يُعرف نجيب محفوظ كأحد أهمّ رواد الأدب العربي، وله إسهامات ضخمة في مجال الرواية والقصة القصيرة. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنّ محفوظ خاض تجربة الكتابة للمسرح أيضًا، حيث كتب ثماني مسرحيات قصيرة جمعها في مجموعات قصصية متفرقة.
الجانب المجهول في أدب محفوظ:
لم تحظَ مسرحيات محفوظ بنفس القدر من الاهتمام والبحث النقدي مثل أعماله الروائية والقصصية. يرجع ذلك إلى سببين رئيسيين:
تأخر محفوظ في كتابة المسرحيات: حيث كتبها بعد أن أصبح كاتبًا مشهورًا وله قاعدة جماهيرية واسعة.
نشر مسرحياته ضمن مجموعات قصصية متفرقة: مما أدى إلى عدم وضوح عددها وخلطها مع أعماله الأخرى.
مُقاربة نقدية لمسرحيات محفوظ:
تتميز مسرحيات محفوظ بأسلوب رمزي، وتركيز على الحوار الداخلي للشخصيات، ونهايات مفتوحة تدعو للتفكير. وتتناول موضوعات إنسانية عامة تصلح لكل زمان، مثل التسامح، والانتقام، والصراع بين الجنسين، والبحث عن حلول للمشاكل.
أمثلة من مسرحيات محفوظ:
يميت ويحيى: تدور حول صراع بين التسامح والانتقام.
التركة: تتناول موضوع العائلة والميراث.
المهمة: تتحدث عن المسؤولية والعدالة.
الجبل: تنتقد ظاهرة الفتوات والبلطجة.
الشيطان يعظ: مستوحاة من حكايات ألف ليلة وليلة.
أهمية مسرحيات محفوظ:
تُعد مسرحيات محفوظ إضافة هامة لأدبه وإبداعه، وتكشف عن جوانب جديدة في فكره ورؤيته للحياة. على الرغم من عدم حظيها بنفس القدر من الاهتمام مثل أعماله الروائية والقصصية، إلا أنها تستحق القراءة والتحليل لفهم أفكار محفوظ وتأثيره على الأدب العربي.
تُفتح مسرحيات محفوظ نافذة على عالم جديد من إبداعه، وتُقدم لنا رؤية ثاقبة للطبيعة البشرية وصراعاتها. فمن خلال شخصياته وأحداثه، يدعونا محفوظ للتأمل في قضايا إنسانية جوهرية، ويُثير أسئلة فلسفية عميقة.