رئيس لجنة الثقافة بحزب الشعب الجمهوري بنقادة يقترح 5 تصميمات جديدة للهُوية البصرية لمحافظة قنا
قنا - ممدوح السنبسى
انتهى الدكتور إبراهيم دسوقي عبدالموجود، المدرس المساعد بقسم التربية الفنية، بكلية التربية النوعية بجامعة جنوب الوادي بقنا، من تصميم شعار جديد للهُوية البصرية لمحافظة قنا، وذلك كمبادرة تطوعية منه، بعد موجة الانتقادات التي طالت شعار آخر طرحته محافظة قنا، وأعده آخرون، ولم يلق قبولا لدى المواطنين ونال سخرية واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع الدكتور إبراهيم دسوقي، إلى تصميم شعار جديد، ويقدمه للمحافظة تمهيدا لعرضه في لقاء موسع بديوان عام المحافظة خلال الأسبوع المقبل.
وتأتي مبادرة الدكتور إبراهيم دسوقي، المدرس المساعد بقسم التربية الفنية، بكلية التربية النوعية بقنا، وابن قرية الخطارة بمركز نقادة؛ كونه متخصصا في هذا المجال، ونال درجة الماجستير في عام ٢٠٢٠ عن رسالته المعنونة: "الهُوية البصرية لمحافظة قنا كمدخل لاستلهام نوافير خزفية معاصرة"، والتي أشرف ٢٠٢٠ عليها الدكتور محمد سعيد عبدالله، نائب رئيس الجامعة الحالي لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والقائم بأعمال عميد كلية التربية النوعية بقنا، والدكتورة رشا فوزي أحمد، مدري الخزف بقسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية بجامعة جنوب الوادي بقنا، كما أعد دراسة أخرى في ٢٠٢٣ بالاشتراك مع الدكتورة رشا فوزي أحمد، بعنوان: دراسة تطبيقية لتصميم وتنفيذ نافورة خزفية معاصرة قائمة على التوليف في ضوء الهوية البصرية لمحافظة قنا- المجلة العلمية لعلوم التربية النوعية, مجلد 18،عدد 18.
الشعار الجديد للهُوية البصرية لمحافظة قنا الذي أعده الدكتور إبراهيم دسوقي عبد الموجود، يحمل دلالات ورموز بشكل غاية في الجمال، ليلخص تاريخ وحضارة قنا، وأبرز الصناعات والحرف اليدوية التي تشتهر بها المحافظة، ولم يكتف بتنفيذ تصميم واحد؛ بل أعد خمسة تصميمات لطرحها في اللقاء الجماهيري الذي أعلنت عنه محافظة قنا لمناقشة المقترحات والموافقة على تصميم واحد، وذلك بعد موجة من الانتقادات وجهها متخصصون ومواطنون للتصميم الذي أعلنت عنه المحافظة قبل أيام .
الدكتور إبراهيم دسوقي عبدالموجود، رئيس لجنة الثقافة والفنون بحزب الشعب الجمهوري بمركز نقادة، قال إن التصميم المقترح لشعار الهُوية البصرية لمحافظة قنا، يحمل دلالات ورموز لها معانيها يفسرها كل حرف من كلمة "قنا"، حيث يرمز حرف ال "ق" إلى الحضارة؛ ويمثل بوابة لمعبد دندرة أحد المعالم المصرية القديمة بمحافظة قنا، أما حرف الـ "ن" فيمثل التراث، حيث يمثل الفخار القنائي كأحد أهم الحرف التراثية بمحافظة قنا، وبداخله رمز المنجل الذي يرمز إلى واقعة "البارود" في 3 مارس 1799 وهي ذكرى انتصار شعب قنا على الفرنسيين في معركة نجع البارود، هذا التاريخ الذي أصبح عيدا قومية للمحافظة، بينما يرمز "الترس" الرابط بين حرف "النون" وحرف "الألف" إلى الصناعة، فالترس يمثل صناعة الألومونيوم والسكر كأبرز الصناعات التي تشتهر بها المحافظة، بينما يرمز حرف "الألف" إلى الصناعة، ويمثل قصب السكر أحد أهم المحاصيل الزراعية بالمحافظة .
وأوضح الدكتور إبراهيم دسوقي، إن التواصل البصري عبر العصور باختلاف أدواته وتقنياته المتنوعة وباختلاف الوسائط التي استخدمت للتواصل، يُعد أحد أهم أساليب التواصل، فالإنسان منذ أن خُلق يبحث ويسعى لإيجاد طرق وأساليب للتواصل مع من حوله، ونستطيع إدراك ذلك من خلال أشكال وأساليب التواصل بين الناس على مر التاريخ، ومن أهم هذه الأساليب هو الاتصال البصري.
وقال "دسوقي" أن أي شيء يتعلق بالهوية البصرية من المواضيع المثيرة للاهتمام في الاتصال البصري وسبب ذلك أن الرمز القوي والعلامة البصرية القوية تعني تواصل بصري فعال ومستمر ونجاح على المدى البعيد، كما تضمن ولاء المتلقي وتزايد اهتمامه بهذه العلامة البصرية وتذكره الدائم لها.
وأكد الدكتور إبراهيم دسوقي، أنه قد يتبادر إلى الذهن أن بناء الهوية البصرية أحد مفاهيم التصميم والتسويق الحديثة لكن لو بحثنا في المفهوم سنجد أنه قديم قدم الزمان، حيث أشار "ميجاس" (Meggs) إلى الهوية البصرية مرتين واحدة للأختام المنقوشة المستخدمة في حضارات بلاد ما بين النهرين ومصر والأخرى للهوية البصرية في إطار الهوية والنظم الجماعية. وتُعرف الهوية البصرية بأنها "مزيج بين الرمز، والنظام المرئي (المحرف (***)، ألوان، أشكال) تتناغم للعمل معاً لتشكيل رسالة فريدة ومتماسكة لسمة أو شخص أو كائن أو فكرة .
أضاف: أن الهوية البصرية تعتمد في تحقيقها على بناء الصورة الذهنية التي يتم بناءها من خلال تحليل وابتكار مفهوم محدد لما يمكن أن ترتبط به العمليات الذهنية لدى المتلقي في محاولات لبناء صورة ذهنية تكون جزءاً من هوية تعريفية مميزة ويتم ذلك عبر مفردات لغة الشكل. ويعني الشكل طبيعة الشيء نفسه التي وجد عليها في مجال الإدراك البصري؛ حيث أن لجميع العناصر المرئية طبيعتها الخاصة بها والتي تتكون من خطوط ومساحات وكتل وغير ذلك، ولما للأشكال من أهمية قصوى في التصميم فهي تُعرف الأشياء وتوصل الفكرة بالإضافة إلى أنها تقوم بعملية الاتصال وتلفت الانتباه. وتمثيل الهوية البصرية قد يكون بقصد استاطيقي (جمالي) أو قد يشير إلى عنصر أو عناصر ترمز إلى مفهوم معين، كما يمكن تحديد الهوية البصرية العامة من خلال تطبيق خامات وأنماط وزخارف وعلامات متجانسة، ومثل هذا التفسير للهوية البصرية هو ما يسمى بالهوية البصرية العامة.
وقال "دسوقي" إن الهوية البصرية العامة تنقسم إلى نوعين: مباشرة وغير مباشرة، النوع الأول يفي بالاحتياجات بقصد استاطيقي أو نحو الهوية، والثاني ينقسم إلى هوية بصرية طبيعية وهوية بصرية مصطنعة.
وأكد الدكتور إبراهيم دسوقي، إن محافظة قنا تجمع بين الأصالة والمعاصرة في منابعها التي تربط بين الحاضر والماضي فهي تقع على مفترق طرق الحضارات المصرية، وهناك العديد من الوجهات الهامة والملهمة في محافظة قنا والتي تتسم بمميزات فريدة يمكن استغلالها لتجسيد الصورة الكاملة لهوية محافظة قنا التاريخية والتراثية والثقافية، والتي لها دور فعال في تحسين القيمة الحضارية للمدينة.
أضاف أن الصورة البصرية للمدينة تنبع من العملية الطبيعية لتشكيل وهيكلة وإدراك المشهد الحضاري، كمظهر ملموس لطابعها وعناصرها الهيكلية، من المعالم، والأنشطة، والمهرجانات، والأحداث، والتراث والعمارة.
وأكد أن طبيعة الهوية البصرية لمحافظة قنا وكيفية تمثيلها يعتمد بشكل أساسي على السيميولوجيا البصرية لثقافة وتراث وفلكلور المحافظة، وعلى هذا الأساس فإن الحفاظ على الرموز والدلالات البصرية في شكل الهوية البصرية لمحافظة قنا يثري الهوية القنائية، وهنا تكمن محاولة اختزال هوية محافظة قنا بكل ما تحتويه من معالم وثقافة وتراث وفولكلور في تمثيل مرئي يخلق هوية بصرية محددة.
يذكر أن محافظة قنا، كانت قد طرحت شعارا جديدا للهُوية البصرية للمحافظة، -قبل أيام- إلا أنه لاقى هجوما كبيرا من المتخصصين والمواطنين في محافظة قنا، وأصدرت المحافظة فيما بعد بيان رسمي، قالت إن الشعار المقترح يجرى إعداده من قبل لجنة متخصصة على أعلى مستوى في هذا الشأن بالتعاون مع أساتذة من جامعة جنوب الوادى.
وأوضح البيان، أن الشكل المقترح كهُوية بصرية لمحافظة قنا مازال تحت الدراسة والتعديل ولم يتم الاستقرار عليه بشكل نهائي لحين تلقي كافة المقترحات والملاحظات المعروضة من الجهات المختصة في هذا الشأن، فضلا عن مقترحات المواطنين التي تؤخذ بعين الجدية والاعتبار.
وأضاف البيان بأن الصفحة الرسمية لمحافظة قنا علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تتولي رصد واستقبال كافة المقترحات التى ترد من المواطنين للوصول إلى أفضل النتائج المعبره عن الهوية البصرية الحقيقية والدقيقة للمحافظة كونها سوف تستمر لسنوات طويلة تعبر عن هوية المحافظة.
وأشار البيان إلى أن الشكل المقترح والمعروض حاليا جرى تصميمه من قبل أساتذة متخصصين بجامعة جنوب الوادى وخضع لدراسة عميقة لخصائص محافظة قنا، عبر من خلالها عن طبيعة وجغرافية المحافظة.
وتابع -البيان- أن اللواء أشرف الداودى محافظ قنا، اتخذ عدد من الإجراءات، أبرزها عقد جلسة نقاشية مع مجموعة العمل المكلفة بإعداد تصور للدليل، وتم مشاركة عدد كبير من المواطنين بمختلف المراكز والمدن لأخذ الآراء فى الشعار المقترح واختيار ميدان بكل مدينة لتطويره ليكون الهوية البصرية للمحافظة، وتم عرض النتائج على المجلس التنفيذى للمحافظة بعضوية ممثل عن الأزهر الشريف، والكنيسة، والأوقاف، والبنوك، والمستشار العسكرى، و مديرية الأمن، وإدارة المرور، وهيئة السكة الحديد، ومنظمات المجتمع المدني، وذلك لضمان مشاركة جميع أطياف المجتمع، ومن المخطط عقب الإنتهاء من وضع المقترح النهائي، عقد جلسة تشاور مع أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، ثم عرض مقترح الدليل على اللجنة الفنية المشكلة من رئاسة مجلس الوزراء لاعتمادها وعرضها على فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وقال - البيان - أن الانتقادات غير البناءه التى تناولتها بعض صفحات ومواقع التواصل الإجتماعي أصدرت أحكاما غير منطقية، ولا تستند علي فهم حقيقي لطبيعة الهوية البصرية والتى تعتمد علي معايير علمية دقيقة عن طبيعة المحافظة، وليست مجرد تصميم عشوائي كما يردد البعض، خاصة أن الهُوية البصرية أكبر من مجرد تصميم لوجو يعبر عن المحافظة، فهناك آليات وخطوات أخرى يجرى الإعداد لها من ضمنها علي سبيل المثال، وجهات المنازل والمباني وحاويات القمامة والشكل العام للأشجار، و تجميل الميادين بحيث يتم تنسيق شكل ولون وطول أعمدة الإنارة المستخدمة فى الشوارع مع تنسيق وضع أكشاك الكهرباء، وتنسيق وضع لافتات الاعلانات التى توضع على الكبارى وفى الشوارع والميادين مع تنسيق اختيار ألوان الأرصفة والانترلوك.
وأكدت محافظة قنا -في بيانها- احترامها لكافة الآراء والأخذ بما يتناسب مع الدراسات العلمية والأشكال الإبداعية، آخذة في الاعتبار الأساليب الابتكارية وأنها تستقبل المقترحات لتستكمل الشكل النهائي للرؤية البصرية التى تعبر عن الهوية القنائية من خلال المراسلات عبر الصفحة الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من منطلق حرص المحافظة علي المشاركة المجتمعية وكذلك المتخصصين والفنيين والمبدعين لتستكمل الصورة التى تعبر عن التاريخ والتراث القنائي.