إجراءات حكومية للتعامل مع أزمة انقطاع الكهرباء.. فيديو
كان المؤتمر الصحفي الذى عقده الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بالأمس بشأن التعامل مع أزمة انقطاع الكهرباء وخطة تخفيف الأحمال، هو محور اهتمام كافة البرامج الحوارية، والتي حرصت على استضافة عدد من المسئولين واستعراض آراء المختصين في هذا الصدد.
أشار المستشار محمد الحمصاني المتحدث باسم مجلس الوزراء إلى أن السيد رئيس مجلس الوزراء سعى من خلال المؤتمر الصحفي لتوضيح طبيعة أزمة الكهرباء التي حدثت أول أمس وتوضيح رؤية الحكومة لكيفية التعامل مع الأزمة خلال الأشهر القادمة، حيث أوضح أن الأزمة ليست مرتبطة بقصور في شبكة الكهرباء، فالشبكة لديها القدرة الكاملة على استيعاب أي زيادة في الاستهلاك لكن الأزمة تتلخص في توفير موارد دولارية لاستيراد الوقود سواءً غاز طبيعي أو مازوت من أجل تشغيل المحطات بأقصى طاقة ممكنة، وما حدث خلال الفترة الأخيرة أننا شهدنا ارتفاعًا في الاستهلاك نتيجة ثلاث موجات متتالية من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، إضافة إلى حدوث أمر طارئ أول أمس وهو توقف أحد حقول الغاز بالشبكة الإقليمية بشرق المتوسط عن الخدمة لمدة 12 ساعة نتيجة عطل فني، تم إصلاحه، ولكن لعودة العمل به بصورة طبيعية تطلب ذلك 24 ساعة، وفي ظل هذا الوضع كان لابد من زيادة ساعات تخفيف الأحمال، معبرًا عن أسفه عن هذا الأمر الخارج عن إرادة الدولة، مؤكدًا أن الحكومة ستعمل على اتخاذ إجراءات استباقية للتعامل مع أي زيادة طارئة في الاستهلاك نتيجة الارتفاعات في درجات الحراة وبناءً عليه تقرر زيادة الاحتياطي الاستراتيجي من المازوت من خلال استيراد 300 ألف طن بقيمة 180 مليون دولار، وبدءًا من الأسبوع المقبل سيتم استلام أولى الشحنات، وسيتم توفير مليار دولار لاستكمال فترة الصيف دون أي انقطاع في الكهرباء، وسيتم التنسيق بين وزراء البترول والمالية والكهرباء ومحافظ البنك المركزي لتوفير الاعتمادات اللازمة، مشيرًا إلى أنه سيتم الاستمرار في تخفيف الأحمال لمدة 3 ساعات يوميًا حتى 1 يوليو، ثم سيتم تخفيض الفترة إلى ساعتين يوميًا، والعمل على تخفيض الفترة قدر المستطاع حتى الأسبوع الثالث من شهر يوليو "موعد وقف تخفيف الأحمال نهائيًا"، منوهًا أنه تم وضع خطة لغلق المحال التجارية الساعة 10 مساءً بما يساعد على تقليل الاستهلاك بدءًا من شهر يوليو.
أكد الإعلامي أحمد موسى أن ما يميز المؤتمر الصحفي بالأمس هو ابتداء رئيس مجلس الوزراء المؤتمر بتقديم الاعتذار للشعب المصري عن الأزمات المترتبة على انقطاع الكهرباء، خاصةً وأن سيادته يتابع حجم الأزمة جيدًا من واقع التقارير التي تقدمها أجهزة الدولة المعنية ومنها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الذي يرصد آراء وشكاوى المواطنين من واقع ما تتناوله وسائل الإعلام، موضحًا أن الدكتور مصطفى مدبولي قد أعلن خبر "سار" وهو وقف تخفيف الأحمال بشكل نهائي بدايةً من الأسبوع الثالث من شهر يوليو القادم، ولكن تحفّظ "موسى" على قرار غلق المحال والمراكز التجارية الساعة العاشرة مساءً لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة، ولهذا اقترح إلغاء التوقيت الصيفي أو تأخير توقيت غلق المحال ساعة إضافية.
أشارت الإعلامية عزة مصطفى إلى أن الحكومة لا تتعمد مضايقة المواطن أو السير عكس مصلحته إنما تسعى لإرضائه وحل مشاكله، وتحترم غضب المواطن نتيجة قطع الكهرباء، لذا قدم الدكتور مصطفى مدبولي اعتذارًا بالأمس للمواطنين، ولكن على المواطنين أيضًا احترام ظروف الدولة وترشيد الاستهلاك قدر الإمكان، لافتةً إلى أن سبب تلك الأزمة هي: 1) التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق على مستوى العالم وبالتالي تأثرت العديد من الدول بذلك واتخذت إجراءات تخفيف الأحمال مثل الكويت والعراق بالرغم من أنهما من الدول الغنية بالنفط، إضافةً إلى العديد من الدول الأوروبية ودول أمريكا الجنوبية، 2) سبب اقتصادي متعلق بالسيولة الدولارية والتي نحن في حاجة لتوفيرها للحصول على الغاز والمازوت لتشغيل محطات الكهرباء.
اقترح الإعلامي شريف عامر أن يتم إرسال رسائل نصية للمواطنين بالمناطق التي ستنقطع عنها الكهرباء قبل ساعة من انقطاعها، مشيرًا إلى أن هذا المقترح يمكن أن يكون مفيدًا وقابلاً للتطبيق لاسيما وأنه تم تطبيقه من قبل خلال جائحة فيروس كورونا بإرسال رسائل نصية للمواطنين لتلقي التطعيمات.
أكد الدكتور محمد السبكي رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة الأسبق أن الخطوات التي أعلنها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء لإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء هي خطوات جيدة جدًا وستساعد على حل الأزمة، ولكن مع ضرورة الإبقاء على مستوى احتياطي من الوقود السائل أكثر مما هو موجود حاليًا، وتقوية شبكات الكهرباء وصيانتها، إضافةً إلى العمل على الإسراع من الانتهاء من مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة التي أعلنت عنها وزارة الكهرباء والإسراع في تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها في هذا الشأن.