فن البورتريه عزف على أوتار الجمال
كتب. طارق أبو حطب
حين نقترب من عالم الصورة الشخصية وتناولها بغرض عرض دقائق تفاصيلها وإبراز مصادر الجمال فيها فإن كل ما يرض إنما هو قليل من كثير من ظواهر المشاعر والأحاسيس في الوجه الإنساني
ولذلك يؤكد نقاد الفن أن البورتريه في جوهره هو مساحة فنية غير محدودة تألقت بطول التاريخ، ولذا فهو يتجاوز الإطار الخارجي للشخصية مما يجعله تعبيرًا عن الانفعالات الداخلية
ففن البورتريه الذي تعزفه ريشة فنان ماهر متمرس كما هو الحال مع فنانة البورتريه الهالمية الفنانة التشكيليةالعالمية "هبة شيبة" يمثل أيقونة التعبير وعالم من المشاعر الراقية المعزوفة بمهارة واقتدار لتظهر العوالم الخفية في تصوير الوجه الإنساني وتجسد حالات وآفاق وملامح من الروح والصورة إلى الشكل والمعنى: الحزن والفرح، الصمت البليغ والتأمل، التفكير والسخرية، المرح والشاعرية، الابتسام والوقار،والتحضر والرقي وغير ذلك
ومن هنا كان من البديهي أن يعيعكس فن البورتريه الدهشة والشفقة وحتى الألم والرعب وعدم الرضا والأمل والحنان والحنين بتنوع الوجه الإنساني وثرائه من شخصية إلى أخرى حيث تتفاوت الصورة الشخصية بين الضرورة الفنية والدينية والاجتماعية فكانت هناك صور الفراعنة على الجداريات وفى مجسمات وتماثيل تؤكد عمق الشخصية في الفن المصري القديم.
رغم أن فن البورتريه يضرب بجذوره العميقة ممتدا في الحضارة الإنسانية عبر مراحل تطورها المختلفة فقد
انتعش وازدهر في مصر فتبدو جميلة الجميلات “نفرتيتي” في أكثر من وجه أشهرها التمثال الموجود بمتحف برلين كما وصل في العصرين الإغريقي والروماني تطور الصورة الشخصية إلى حد الكمال من الاداء الكلاسيكي، مرورا بتجسد الروح الصينية في فن البورتريه قبل وبعد الميلاد. وتمتد الرحلة أيضًا في التاريخ من الفن البيزنطي إلى الفن القوطي وعصر النهضة وفى الفن الحديث باتساع الحركات والتيارات والاتجاهات والمدارس.
وختاما نسلط الضوء على الفنانة التشكيلية العالمية الدكتورة هبة شيبة من خلال استعراض عاجل لمجموعة من إبداعاتها الفريدة في فن البورتريه نجدها تتفرد كفنانة محترفة في تناولها لكل زوايا الإبداع الإنساني فهي لا ترسم صورا مجردة لكنها تستخدم بمهارة واقتدار وفن ريشتها لتقدم للساحة معزوفات رائعة رشيقة في إطار من اللوحات الجمالية الموحية الناطقة.