من حروف جامدة إلى عالم رقمي نابض بالحياة.. رؤية هيئة تعليم الكبار الجديدة
بقلم: حسن سليم
تخيل عالمًا لم يعد فيه الكتاب والورق سيد المعرفة، عالمًا لم تعد فيه الكلمات حبيسة الصفحات، بل طائرة حرة في فضاء الإنترنت.
هذا هو عالم "التعايش الرقمي"، يصبح التعليم متاحًا للجميع، في أي مكان وزمان، بفضل التكنولوجيا الرقمية.
فتلاميذ المدارس ليس عليهم حمل الكتب الثقيلة، بل يكفيهم جهاز لوحي صغير يُتيح لهم الوصول إلى ملايين الكتب والمعلومات بلمسة واحدة.
والعامل في المصنع لن يصبح مقيدًا بالروتين اليومي، بل يمكنه تطوير مهاراته واكتساب خبرات جديدة من خلال برامج التعلم عبر الإنترنت.
ولا تقتصر فوائد التكنولوجيا الرقمية على التعليم فقط، بل تشمل جميع مجالات الحياة، من الصحة إلى الزراعة إلى التجارة.
فالطبيب قادر على تشخيص المرضى عن بعد، والفلاح قادر على مراقبة محاصيله وريه عن طريق التطبيقات الذكية، والتاجر قادر على الوصول إلى زبائنه من جميع أنحاء العالم عبر الإنترنت.
ويصبح الناس أكثر وعيًا بأهمية المعرفة والتعلم، وأكثر رغبة في مشاركة خبراتهم ومعارفهم مع الآخرين، وقادرين على الوصول إلى الفرص المتاحة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
هذا هو عالم "التعايش الرقمي"، عالم يُمثل ثورة حقيقية في مسيرة البشرية نحو التنمية المستدامة.
عالم يُؤكد على أن المعرفة هي مفتاح التقدم، وأن التكنولوجيا الرقمية هي أداة قوية لنشر هذه المعرفة وتحقيق العدالة للجميع.