الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: إحصائيات القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 2024
كشف تقرير "إحصائيات القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 2024"، الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) في يوليو الجاري، أن العالم يخاطر بعدم تحقيق الهدف الذي حدده مؤتمر الأطراف (COP28) بمضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وذلك بالرغم من النمو القياسي لقدرات إنتاج الطاقة المتجددة.
هذا، ولكي يتمكن العالم من المضي في تحقيق هدف مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة فإنه يتعين على دول العالم أن تعمل الآن على زيادة قدرتها الإنتاجية للطاقة المتجددة بمعدل لا يقل عن 16.4% سنويًّا حتى عام 2030. وفي هذا الصدد أوضح التقرير أن عام 2023 سجل أداءً قياسيًّا من حيث نمو القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة بنسبة 14%، ويشكّل ذلك زيادة بنسبة 10% في معدل النمو السنوي المركب للأعوام (2017-2023). ومع التناقص المستمر في إضافات القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة غير المتجددة، بات العالم يقف الآن على أعتاب مرحلة جديدة تتجاوز فيها الطاقة المتجددة الوقود الأحفوري من حيث القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة في العالم.
ومع ذلك، إذا لم ترتفع معدلات الزيادة عن نسبة الـ 14% المسجلة عام 2023، فإن الهدف الذي حدده سيناريو "آيرينا" بخصوص وقف ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية – والمتمثل في مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات لتبلغ 11.2 تيراواط بحلول عام 2030 - سيواجه عجزًا بمقدار 1.5 تيراواط مع تأخر بنسبة 13.5% عن الهدف المنشود. علاوة على ذلك، إذا حافظ العالم على نفس المستوى السابق لمعدل النمو السنوي بنسبة 10%، فلن يتمكن من إنتاج سوى 7.5 تيراواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، ويشكل ذلك تأخرًا بنحو الثلث تقريبًا عن الهدف المنشود.
وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من أن القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة تفوقت بشكل كبير على الوقود الأحفوري، فإن ذلك ليس كافيًّا لتحقيق الأهداف المرجوة، وإنما يتطلب الأمر نموًا أسرع في القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة وتوسيع نطاق انتشارها. ويسلط التقرير الضوء على مسارات الهدف المحتملة؛ فإذا واصلت معدلات النمو مستوياتها الحالية، سيتخلف العالم عن هدف مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات الذي حدده مؤتمر الأطراف (COP28)، وبذلك يتم المخاطرة بعدم تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ وأجندة التنمية المستدامة 2030.
هذا، وقد أضاف التقرير أن الوكالة تلتزم بمراقبة التقدم المنجز ودعم مساعي البلدان في تحقيق هدف مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030، حيث أن العالم بحاجة ماسة إلى تطبيق سياسات فعالة وتوظيف تمويلات ضخمة بأسرع وقت ممكن حتى يتم تحقيق الأهداف المنشودة. ومن جانب آخر، فإن الإحصائيات الإجمالية لقدرات الطاقة المتجددة العالمية لا تتوزع بشكل متوازن جغرافيًّا، مما يعمّق الفجوة القائمة في جهود إزالة الكربون، ويعيق تحقيق هدف مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة بمقدار ثلاث مرات.
وفيما يتعلق بتوليد الطاقة، أكدت بيانات الوكالة لعام 2022 التفاوت الإقليمي في نشر مصادر الطاقة المتجددة، حيث استأثرت آسيا بالحصة الأكبر عالميًّا في مجال توليد الطاقة المتجددة، تليها أمريكا الشمالية. وكان التحول الأكبر من نصيب أمريكا الجنوبية، حيث زادت نسبة توليد الطاقة المتجددة فيها بنحو 12%، ويعزى ذلك إلى ازدهار مشاريع الطاقة الكهرومائية والحصة المتنامية للطاقة الشمسية، في حين سجلت إفريقيا نموًا متواضعًا بنسبة 3.5%، وذلك بالرغم من الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها القارة وحاجتها الملحة للنمو السريع والمستدام.
وفي الختام، دعا التقرير إلى تسريع وتوسيع نطاق جهود تطوير هذه المصادر من خلال تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات متعددة الأطراف والمجتمع المدني. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومات وضع أهداف محددة لزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة، واستكشاف سبل اتخاذ خطوات فعالة في هذا المجال مثل تسريع إجراءات إصدار تصاريح إنشاء وربط شبكات الطاقة المتجددة وتوسيع نطاق انتشارها، وتنفيذ سياسات ذكية لتشجيع كافة القطاعات على تكثيف جهودها للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فيها. وأوضح التقرير أن هناك الآن فرصة حقيقية أمام كافة الدول لتحديد أهداف طموحة للطاقة في المساهمات المحددة وطنيًا للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية. وقبل كل شيء، يجب تبني نظرة ذهنية إيجابية تنظر إلى الاستثمارات المناخية بوصفها فرصة غير مسبوقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للجميع وليست عبئًا على اقتصادات الدول.