الرضا بالقسمة والنصيب.. جواز عبور إلى السعادة الحقيقية
كتب - حسن سليم
في خضم صخب الحياة ومتاهاتها، يبحث الإنسان عن ملاذ يهدأ فيه قلبه ويستريح فيه ضميره. ويعد الرضا بالقسمة والنصيب أحد أهم تلك الملاذات، فهو مفتاح السعادة الحقيقية وبوابة العيش الرغيد.
ما هو الرضا بالقسمة والنصيب؟
الرضا بالقسمة والنصيب هو شعور الطمأنينة والارتياح لما قسمه الله للإنسان من خير وشر، دون حزن أو سخط. وهو إيمان راسخ بأن الله تعالى هو خالق الكون ومدبره، وأن ما قسمه لعباده هو خير لهم، حتى وإن لم يدركوا حكمة ذلك في حينه.
لماذا نحتاج إلى الرضا بالقسمة والنصيب؟
لأنه يخلصنا من الحزن والهم، فالإنسان الذي لا يرضى بما قسمه الله له، سيظل حزينًا دائمًا، مثقلًا بهم الدنيا ومشاقها. أما الراضي فقلبه مطمئن، لا يعرف الحزن ولا الهم.، فمن يرضى بما قسمه الله له، يثبت إيمانه بقدرة الله تعالى وحكمته، فهو يعلم أن الله لا يريد به شرًا، وأن ما أصابه هو خير له، فالراضي لا يحسد أحدًا على ما يملكه، ولا ينظر إلى ما في أيدي الناس، بل يقدر ما قسمه الله له ويشكره عليه، مما يؤدي إلى تحسين علاقاته مع الآخرين ونشر المحبة والوئام بينهم، والراضي بنفسه وبما قسمه الله له، يكون أكثر إيجابية وتفاؤلًا، مما يساعده على بذل الجهد والسعي لتحقيق أهدافه.
كيف نصبح راضين بقسمة الله ونصيبه؟
يجب على الإنسان أن يتوكل على الله في جميع أموره، وأن يؤمن بأن اللهَ تعالى هو خير رازق وخير معين، وأن يشكر الله تعالى على ما أنعم عليه به من نعم، ظاهرة وباطنة، وأن يقلل من الشكوى والتذمر، وأن يكثر من الحمد والشكر، وينظر إلى من هو أقل منه في المال أو الصحة أو غيرهما، مما يساعده على تقدير ما قسمه الله له، ويرضى بالواقع كما هو، فما يمكن تغييره بالجهد والسعي، يجب على الإنسان أن يسعى جاهدًا لتغييره، وما لا يمكن تغييره بالجهد والسعي عليه ألا يحاول تغييره بما يخالف إرادة الله، ويصبر عليه ويؤمن بأن الله تعالى هو خير مدبر للأمور، وأن يكثر من الدعاء لله تعالى أن يرضيه بما قسمه له وأن يساعده على الصبر والرضا.
فالرضا بالقسمة والنصيب ليس ضعفًا أو استسلامًا، بل هو قوة إيمان وراحة ضمير وسعادة حقيقية. فمن يدرك حكمة الله ويؤمن بقدرته، يرضى بما قسمه له ويصبح أكثر سعادة واستقرارًا في حياته.
إن الرضا بالقسمة والنصيب هو رحلة إيمانية تؤدي إلى السعادة الحقيقية. فمن يسلك هذه الرحلة، يكسِب راحة الضمير وطمأنينة النفس، ويصبح أكثر إيجابية وتفاؤلا في حياته.