إعلان

recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

على تراب الوطن.. معلمة تصنع المعجزات

الصفحة الرئيسية
على تراب الوطن.. معلمة تصنع المعجزات



على تراب الوطن.. معلمة تصنع المعجزات

كتب - حسن سليم

في قلب صعيد مصر، حيث تتشابك تلال الرمال مع خضرة النخيل، وفي قرية أطسا الهادئة بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، كانت هناك قصة عن معلمة تدعى سحر عبد السلام، مدرسة تعليم الكبار، قصة عن الإصرار والعزيمة والإيمان بقضية التعليم.


كانت الأستاذة سحر قد استعدت بكل حماس لعقد لجنة امتحانية لمحو الأمية في مدرسة أطسا الابتدائية. كانت ترى في كل متعلم فرصة لبناء مستقبل أفضل لمصر، فرصة لإضاءة شمعة صغيرة في الظلام، فرصة لإعطاء الأمل لمن فقدوه.


وصلت الأستاذة سحر إلى المدرسة في الموعد المحدد، ومعها جموع المتعلمين المتلهفين لبدء الامتحان. لكن المفاجأة كانت في انتظارها! فوجدت بالمدرسة مغلقة، ولم يكن هناك أي أثر للمسؤولين عنها. حاولت الاتصال بهم، لكن دون جدوى. بدا وكأنهم نسوا تمامًا أهمية هذه اللجنة وأهمية دورهم في بناء الوطن.


في تلك اللحظة، كان من الممكن أن تيأس الأستاذة سحر، وتقرر تأجيل الامتحان إلى وقت آخر. ولكنها رفضت الاستسلام. فقد كانت تعلم جيدًا أن التعليم هو السلاح الأقوى في بناء الأمم، وأن كل دقيقة تأخير تعني ضياع فرصة ثمينة.


وبدلاً من أن تستسلم للإحباط، قررت الأستاذة سحر أن تجعل من هذه العقبة دافعًا أقوى للمضي قدمًا. فجمعت المتعلمين أمام سور المدرسة، وجلسوا على الأرض، مستخدمين التراب الذي يمثل أرض الوطن كطاولة للامتحان.


كانت الشمس تشرق عليهم، والرياح تهب في وجوههم، لكنهم كانوا صابرين ومصرين على إكمال امتحانهم. كانت ابتساماتهم دليلًا على إيمانهم بقضيتهم، وعلى ثقتهم في أن التعليم هو السبيل الوحيد لتحقيق التقدم والازدهار.


إن قصة الأستاذة سحر تعد رمزًا للإصرار والعزيمة والإيمان بالقضية. لقد أثبتت أن المعلم الحقيقي هو الذي لا ييأس ولا يستسلم، وأن التعليم هو قوة قادرة على تغيير المجتمعات.


هذه القصة هي رسالة لكل معلم وكل مسؤول عن التعليم، بأنهم ليسوا مجرد موظفين يؤدون وظيفة روتينية، بل هم صناع المستقبل، وبناة الأوطان. وأنهم قادرون على تحقيق المستحيل إذا آمنوا بقضيتهم وعملوا بجد واجتهاد.


وفي النهاية، يبقى سؤال واحد: من هو المتفوق حقًا؟ من جلس في بيته ولم يحرك ساكناً، أم من جلس على الأرض تحت الشمس الحارقة ليعلم أبناء وطنه؟ الإجابة واضحة، فالأستاذة سحر أثبتت أن المعلم الحقيقي هو الذي يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.


لم تكن قصة الأستاذة سحر مجرد واقعة فردية، بل هي انعكاس لروح التحدي والإصرار التي تسود فرع تعليم الكبار بمحافظة المنيا. فرغم التحديات والمصاعب التي تواجه العملية التعليمية في بعض المناطق، إلا أن الفرع يبذل قصارى جهده لتوفير فرص التعلم للجميع، مهما كانت الظروف. ففرع تعليم الكبار بالمنيا ليس مجرد مؤسسة حكومية، بل هو حاضنة للأحلام وآمال الآلاف من الباحثين عن المعرفة، وهو مثال حي على أن الإرادة والعزيمة قادرتان على تخطي كل العقبات.



على تراب الوطن.. معلمة تصنع المعجزات

على تراب الوطن.. معلمة تصنع المعجزات

على تراب الوطن.. معلمة تصنع المعجزات

على تراب الوطن.. معلمة تصنع المعجزات

على تراب الوطن.. معلمة تصنع المعجزات

على تراب الوطن: معلمة تصنع المعجزات

على تراب الوطن.. معلمة تصنع المعجزات


google-playkhamsatmostaqltradent