.png)
تطورات ومستجدات التصعيد في جنوب لبنان.. فيديو
سلطت غالبية البرامج الحوارية المُذاعة بالأمس الضوء على التصعيد العسكري الذي وقع فجر الأمس بالجنوب اللبناني، في أعقاب الضربات الاستباقية التي وجهتها إسرائيل لعدد من المواقع بالجنوب اللبناني، ورد حزب الله بإطلاق نحو 300 صاروخ في عملية عسكرية أطُلق عليها مسمي "يوم الأربعين"؛ للانتقام لمقتل قائده العسكري فؤاد شكر.
وفي أعقاب الهجوم، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيان دعت خلاله إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، والعمل على إقرار التهدئة واحتواء التصعيد، وحذرت من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، مُشددة على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة.
كما سيطر التصعيد على المباحثات التي جرت بالأمس بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق أول "تشارلز براون" رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية والوفد المرافق له خلال زيارتهم لمصر.
وتعقيبًا على ذلك:
أكد الأستاذ محسن الشوبكي المحلل الأمني والاستراتيجي أن كلاً من بين حزب الله وإسرائيل استهدفا منصات وقواعد عسكرية وأمنية، حيث ركز حزب الله على أهداف عسكرية إسرائيلية فيما استهدفت إسرائيل قواعد عسكرية لحزب الله، وإحدى الحقائق البارزة هي وصول حزب الله إلى عمق 100 كيلومتر داخل إسرائيل، حيث استهدف مقرات أمنية معروفة، مثل وحدة 8200، وقد أنهى حزب الله عمليته الأولى، وأوقفت إسرائيل عملياتها ما لم يبادر حزب الله برد آخر. ونوه أن العمليات تمت دون سقوط مدنيين من الطرفين، مما يؤكد أنها حدثت وفق قواعد الاشتباك المتفق عليها لتجنب انزلاق المنطقة نحو تصعيد أكبر.
رأت الدكتورة إيمان شويخ الباحثة السياسية أن التصريحات التي صدرت عن حزب الله بعد العمليات العسكرية التي تمت فجر الأمس تؤكد أنه انتهى من الرد، لكن "حسن نصر الله" زعيم الحزب فتح الباب أمام وجود رد إيراني آخر مرتقب ضد إسرائيل بسبب اغتيال إسماعيل هنية، وذلك بتأكيده أن ما قام به الحزب منفصل عن الرد الإيراني. وتوقعت "شويخ" ألا تلجأ إيران لتوجيه ضربات مباشرة إلى إسرائيل، وإنما قد تلجأ إلى وكلائها بالمنطقة للقيام بهذا الدور؛ للحفاظ على منشآتها النووية من أي استهداف، كذلك لن يكون الرد الفترة الراهنة؛ من أجل إتمام سير المفاوضات الجارية في الدوحة والقاهرة بخصوص الحرب على غزة.
أشار اللواء سمير فرج المفكر الاستراتيجي إلى أن ضربات حزب الله أحدثت حالة من الرعب بالداخل الإسرائيلي وتم على إثرها توجيه بعض المواطنين إلى الملاجئ للاحتماء بها، لكن إسرائيل لم تصمت وقامت بتوجيه ضربات استباقية لكل أهداف حزب الله ساهمت في إضعافه ومقتل 3 من مقاتليه، في حين أصيب خمس عساكر إسرائيليين وقُتل جندي واحد فقط. وفور انتهاء العملية العسكرية المتبادلة أعلن الحزب انتهاء هجومه، كما أعلنت تل أبيب عدم رغبتها في حرب شاملة، وربما يعود ذلك إلى زيارة وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا لإسرائيل خلال الفترة الماضية وإعلانهما رفض بلديهما هجوم إسرائيل على لبنان. المزيد هنا
أشار الدكتور مكرم رباح الباحث السياسي في بيروت إلى أن لبنان وشعبها أصبحا رهائن لما تقوم به إيران وإسرائيل، وما حدث بالأمس أثبت أن حزب الله غير قادر على المواجهة العسكرية مع إسرائيل، ويُعرض لبنان لمزيد من العزلة الدولية.
ذكر الدكتور نصر سالم المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن إسرائيل الآن وصلت لأفضل حال على المستوى العالمي منذ عقود؛ إذ يؤيدها مرشحي الانتخابات الأمريكية هاريس وترامب بقوة ويطلقان الوعود بحمايتها، كما تُحرك الإدارة الأمريكية الراهنة أساطيل حربية للمنطقة من أجل حمايتها، وربما نشهد الفترة المقبلة تمادي إسرائيل باستفزازاتها وتوجيه ضربات إلى البرنامج النووي الإيراني والقضاء عليه، بعد إنهاء أهدافها بالقضاء على حزب الله في لبنان، والسيطرة الكاملة على قطاع غزة.
وعن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية لبحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، أكد السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هذه الزيارة شديدة الأهمية وتأتي في توقيت خطير للغاية يستلزم إتباع الطرق الدبلوماسية للتهدئة، مضيفًا أن السيد الرئيس بحث خلال اللقاء بشكل واضح شروط الهدنة في غزة؛ للحد من المخاطر المحدقة في الشرق الأوسط، لاسيما بعد تصاعد حدة المشهد بين حزب الله وإسرائيل وتطور المواجهات بينهما والتي من الممكن أن تجر أطراف جديدة للدخول على خط المواجهة- إيران مثلًا- ولذلك الوضع يستلزم تضافر الجهود الدولية مع مع جهود مصر لاحتواء المشهد وتحقيق الهدنة المنشودة. ورأى أن جولة رئيس هيئة الأركان الأمريكية للمنطقة لها دلالة مهمة وهي أن الولايات المتحدة تُدرك خطورة الوضع في المنطقة، وتُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لاحتواء المشهد.