حوار مع الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد حول ورشة عمل "تطوير الورقة الامتحانية لمحو الأمية وتعليم الكبار"
أجرى الحوار - حسن سليم
في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات، باتت الحاجة إلى تعليم الكبار ومحو الأمية أمراً بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. وبناءً على ذلك، نظمت الهيئة العامة لتعليم الكبار ورشة عمل بعنوان "تطوير الورقة الامتحانية لمحو الأمية وتعليم الكبار من منظور الجهات الشريكة والمنفذة لبرامج تعليم الكبار". تأتي هذه الورشة تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والأستاذة الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، لتعزيز رؤية جديدة ترتكز على تحديث وتطوير الورقة الامتحانية بما يتماشى مع المتغيرات العالمية ومتطلبات العصر الرقمي.
في هذا الحوار الخاص، نستضيف الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، لنناقش معه أهداف هذه الورشة وأهم المحاور التي تم تناولها، بالإضافة إلى التحديات والتطلعات المستقبلية في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية في مصر.. وإلى نص الحوار:
* معالي الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد نود أن نتحدث عن ورشة العمل التي عقدتها الهيئة العامة لتعليم الكبار حول "تطوير الورقة الامتحانية لمحو الأمية وتعليم الكبار".. بدايةً، هل يمكنك إخبارنا عن الهدف من هذه الورشة؟
- الورشة التي عقدت تحت رعاية معالي الوزير الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ومعالي الوزيرة الأستاذة الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، تهدف إلى تطوير الورقة الامتحانية الخاصة بمحو الأمية وتعليم الكبار. الهدف من هذه الورشة هو مراجعة وتحديث الورقة الامتحانية بما يتناسب مع التوجهات الحديثة للدولة المصرية نحو التعايش مع البيئة الرقمية والانتقال إلى محو الأمية الوظيفية.
* هل يمكن أن توضح لنا كيف تم التحضير لهذه الورشة وما هي الجهات الشريكة التي ساهمت في تنظيمها؟
_ بالطبع، لقد قمنا بتحضير هذه الورشة من خلال التعاون مع عدة جهات شريكة ومنفذة لبرامج تعليم الكبار. ومن بين هذه الجهات، وزارة التضامن الاجتماعي، وزارة الشباب والرياضة، الأزهر الشريف، أسقفية الخدمات بالكنيسة المصرية، هيئة إنقاذ الطفولة، ومؤسسات مختلفة مثل مؤسسة مصر المستقبل للتنمية ومؤسسة كيان لذوي الهمم. كما شارك في الورشة أساتذة وخبراء في المناهج من جامعات مختلفة مثل جامعة الفيوم وجامعة القاهرة.
* من الملاحظ أن هناك تركيزًا كبيرًا على التعايش مع البيئة الرقمية وريادة الأعمال.. هل يمكنك توضيح لماذا تم التركيز على هذه الجوانب تحديدًا؟
- نحن نعيش في عصر يشهد تحولات كبيرة نحو الرقمية والتكنولوجيا. التعايش مع البيئة الرقمية أصبح ضرورة ملحة لجميع الأفراد، بما في ذلك الكبار الذين يتعلمون الآن. لذا، نهدف إلى تطوير الورقة الامتحانية لتشمل مهارات التعامل مع التكنولوجيا والبيئة الرقمية. أما بالنسبة لريادة الأعمال، فهي جزء من تمكين الأفراد اقتصاديًا وتطوير مهاراتهم في الابتكار، مما يعزز فرصهم في سوق العمل.
* كان هناك حديث عن تطوير الورقة الامتحانية لتشمل أربعة محاور: السؤال الوظيفي، التعايش مع البيئة الرقمية، ريادة الأعمال والابتكار، والجوانب الثقافية. هل يمكن أن تشرح لنا كيف تم توزيع هذه المحاور على الورقة الامتحانية؟
- نعم، لقد حرصنا على أن تكون الورقة الامتحانية شاملة وتغطي جميع جوانب التعليم الحديث. السؤال الوظيفي يركز على مهارات العمل وكيفية تطبيق المعرفة في مواقف حياتية عملية. التعايش مع البيئة الرقمية يتناول كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل فعال وآمن. ريادة الأعمال والابتكار يعزز من التفكير الإبداعي وتشجيع الطلاب على التفكير في مشروعاتهم الخاصة. أما الجوانب الثقافية، فهي تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي لدى الدارسين.
* كيف تقيمون ردود الفعل الأولية على هذه التعديلات المقترحة من قبل المشاركين في الورشة؟
- كانت ردود الفعل إيجابية بشكل عام، المشاركون أشادوا بالمحاور الجديدة وأكدوا على أهمية مواكبة التطورات الحديثة في التعليم. بالطبع، كانت هناك بعض النقاشات والملاحظات حول كيفية تطبيق هذه المحاور بشكل فعلي على الأرض، ولكن هذا هو الهدف من الورشة: النقاش وتبادل الأفكار للوصول إلى أفضل صيغة ممكنة.
* لقد ذكرتم أن الورشة تناولت أيضًا إيجابيات وسلبيات الورقة الامتحانية المطورة. هل يمكن أن تشاركنا بعضًا من هذه الملاحظات؟
- بالطبع، من الإيجابيات التي أشار إليها المشاركون هي التركيز على المهارات العملية والواقعية، مما يعزز من قابلية التعلم للحياة العملية. كما تم الإشادة بإدراج جوانب الثقافة والتكنولوجيا، وهو ما يعتبر نقلة نوعية في مناهج تعليم الكبار. أما السلبيات، فقد كانت تتعلق ببعض التفاصيل التقنية وكيفية تطبيق المحاور الجديدة بشكل متساوٍ ومناسب لجميع الفئات العمرية والمستويات التعليمية. نعمل حاليًا على دراسة هذه الملاحظات وتضمينها في النسخة النهائية للورقة الامتحانية.
* وماذا عن الخطوات التالية بعد هذه الورشة؟ هل هناك خطط لمتابعة هذه التوصيات وتنفيذها؟
- نعم، بالتأكيد.. تم تشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين لمراجعة وتعديل الورقة الامتحانية بناءً على التوصيات التي تم طرحها، كما سيتم تنظيم ورشة عمل ثانية لمناقشة النسخة المحدثة من الورقة مع الجهات الشريكة والمعلمين والمشرفين. هدفنا هو الوصول إلى صيغة نهائية تكون شاملة وعادلة وتعكس الأهداف التعليمية الحديثة.
* هل هناك دعم من الجهات الحكومية لهذه المبادرة؟ وكيف تسهم هذه الورش في تعزيز التعاون بين الجهات المختلفة؟
- نعم، هناك دعم كبير من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ووزارة التضامن الاجتماعي. هذا الدعم يظهر في رعاية الورش وتمويلها وتوفير الخبراء والمستشارين. بالإضافة إلى ذلك، تسهم هذه الورش في تعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية بتعليم الكبار، مما يساهم في تبادل الخبرات والمعرفة وتحقيق نتائج أفضل.
* في ختام هذا الحوار، ما هي الرسالة التي تود توجيهها إلى المجتمع حول أهمية محو الأمية وتعليم الكبار؟
- أود أن أؤكد أن محو الأمية وتعليم الكبار هو أساس بناء مجتمع متعلم ومتقدم. لا يمكننا تحقيق التنمية المستدامة بدون تعليم الكبار وإدماجهم في العملية التعليمية. التعليم هو حق للجميع، بغض النظر عن العمر أو الظروف. وعلينا جميعًا أن نعمل معًا لتحقيق هذه الرؤية.
* شكرًا جزيلًا لكم، معالي الدكتور عيد عبد الواحد، على وقتك وتوضيحك لهذه النقاط المهمة.. نتمنى لكم وللهيئة العامة لتعليم الكبار كل التوفيق في جهودكم المستقبلية.
- شكرًا لكم، ويسعدني دائمًا المشاركة في مثل هذه الحوارات البناءة. نأمل أن نحقق المزيد من الإنجازات في المستقبل.
في ختام هذا الحوار المميز، نعبر عن امتناننا للأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد على رؤيته الثاقبة وإسهاماته الكبيرة في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية.
إن تطوير الورقة الامتحانية ليتماشى مع متطلبات العصر هو خطوة هامة نحو تعزيز التعليم والتعلم مدى الحياة، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً وثقافة. نتمنى أن يكون هذا الحوار قد ألقى الضوء على الجهود المبذولة والتحديات التي تواجه الهيئة العامة لتعليم الكبار، ونأمل أن نستمر في دعم هذه المساعي النبيلة لتحقيق رؤية تعليمية شاملة ومستدامة.
شكراً لكل من شارك ويساهم في هذه المسيرة التعليمية الرائدة، ونتطلع إلى المزيد من التطورات والنجاحات في المستقبل.