عبر «الزووم».. ندوة إقليمية تجمع خبراء تعليم الكبار لتعزيز المساواة والتكنولوجيا
كتب - حسن سليم
شارك الدكتور عيد عبد الواحد في الندوة الإقليمية العربية الأولى من سلسلة "التحول الرقمي في تعليم وتعلم الكبار والتعلم مدى الحياة"، التي جاءت تحت عنوان "دور التكنولوجيا في تعزيز المساواة بين الجنسين في تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة".
نظم هذه الندوة المركز الإقليمي لتعليم الكبار بسرس الليان (أسفك)، بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار ومركز بيلر للبحث العلمي، وعُقدت عبر تقنية الزووم اليوم الثلاثاء 13 أغسطس 2024.
يأتي ذلك بناءً على توجيهات الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بضرورة تكثيف الجهود للقضاء على الأمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وفي ضوء ما تشهده الهيئة العامة لتعليم الكبار من تحول نوعي في رؤيتها واستراتيجيتها. هذه الرؤية الجديدة، التي يقودها الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، وتسعى إلى الانتقال من الأمية الأبجدية إلى ريادة الأعمال، وتعزيز التعايش الرقمي، وضمان جودة الحياة، والتعلم مدى الحياة، بما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية في الجمهورية الجديدة.
بدأت الندوة بإدارة الدكتور محمد القاضي، مدير المركز الإقليمي لتعليم الكبار بسرس الليان (أسفك)، وبمشاركة نخبة من الخبراء وأساتذة تكنولوجيا التعليم وتعليم وتعلم الكبار وحقوق الإنسان من عدة دول إقليمية، من بينها مصر، فلسطين، الأردن، العراق، السعودية، البحرين، الجزائر، المغرب، تونس، السودان، ليبيا، لبنان، جزر القمر، وتركيا.
وفي كلمته الافتتاحية، عبر الدكتور عيد عبد الواحد عن شكره وتقديره للأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على دعمه المستمر للهيئة العامة لتعليم الكبار، كما شكر الدكتور محمد القاضي على تنظيم هذه الندوة المهمة. ثم رحب بالحضور من الدول العربية الشقيقة ومصر، مشددًا على أهمية التعاون الإقليمي في مجال تعليم الكبار.
أكد الدكتور عيد عبد الواحد أن الرؤية الجديدة للهيئة تتماشى بشكل وثيق مع رؤية الدولة المصرية ورؤية وزارة التربية والتعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. وقال: "نحن نسعى إلى تحويل مصر إلى دولة خالية من الأمية، مع التركيز على جودة الحياة للمواطن المصري." وأضاف أن هذه الرؤية الجديدة تعتمد على منهجية علمية لدراسة وتقييم محتوى الاختبارات الخاصة بالأمية، بحيث يشمل الجوانب الثقافية والمهارية، فضلاً عن تعزيز ريادة الأعمال والتعايش الرقمي.
وتابع الدكتور عبد الواحد موضحًا أن الرؤية الجديدة للهيئة تتوافق بشكل كبير مع موضوع الندوة، حيث تهدف إلى التحول من الأمية الأبجدية إلى ريادة الأعمال، مع التركيز على محو الأمية الوظيفية والتوعية والتثقيف، من أجل تحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
وأشار إلى أن الهيئة ستعمل على تقديم مناهج متعددة تناسب كل بيئة على حدة، مشيرًا إلى أنه سيتم تقديم منهجين، أحدهما كتابي والآخر إثرائي، من خلال ندوات ومحاضرات توعوية تهدف إلى التوعية بالموضوعات المختلفة مثل خطورة الزيادة السكانية، والحفاظ على البيئة، والتصدي للشائعات الإلكترونية، وترسيخ قيم الولاء والمواطنة.
تضمنت الندوة محاور مهمة تناولت دور التكنولوجيا في تعزيز برامج تعليم الكبار، وخاصة في تعزيز قدرات ميسري تعليم الكبار، فضلاً عن دور التكنولوجيا في تعزيز المساواة بين الجنسين.
وقد تمحورت النقاشات حول كيفية استخدام التكنولوجيا كأداة رئيسية في تعزيز التعليم مدى الحياة وتوفير فرص تعليمية متساوية للجميع، بغض النظر عن الجنس أو العمر أو الخلفية الاجتماعية.
وأشار الدكتور عبد الواحد إلى أن الهيئة تعمل على تطوير برامج تعليم الكبار لتكون أكثر شمولية وتنوعًا، مع التركيز على تقديم فرص تعليمية متساوية للنساء والرجال.
وأكد أن التكنولوجيا تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذا الهدف، حيث تتيح الوصول إلى التعليم بسهولة وفعالية، مما يسهم في تعزيز المساواة بين الجنسين في المجتمع.
كما تناولت الندوة أهمية تعزيز قدرات ميسري تعليم الكبار، الذين يلعبون دورًا حاسمًا في تنفيذ البرامج التعليمية.
وأكد المشاركون على ضرورة توفير التدريب المستمر لهؤلاء الميسرين، لضمان قدرتهم على استخدام التكنولوجيا بفعالية في تقديم التعليم، وتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
وفي ختام الندوة، شدد الدكتور عبد الواحد على أهمية استمرارية هذه اللقاءات الإقليمية والدولية، التي تسهم في تبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال تعليم الكبار. وأكد أن الهيئة العامة لتعليم الكبار ملتزمة بتحقيق رؤية الدولة المصرية في التحول الرقمي وتعزيز التعليم مدى الحياة، من خلال تبني أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
واختتم قائلاً: إن التعليم هو حجر الزاوية في بناء مستقبل مشرق لمصر، ونحن في الهيئة العامة لتعليم الكبار ملتزمون بتقديم كل ما يلزم لتحقيق هذا الهدف النبيل. ومن خلال التركيز على ريادة الأعمال والتعايش الرقمي، نضع الأسس لمجتمع يتعلم باستمرار، ويحقق طموحات أبنائه وبناته، ويواكب التطورات العالمية.
بهذه الكلمات، أعرب الدكتور عيد عبد الواحد عن تفاؤله بمستقبل تعليم الكبار في مصر، مؤكدًا أن الهيئة ستواصل جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وضمان تعليم شامل ومستدام للجميع.