منارة العلم.. كيف غيرت جامعة المنصورة وجه التعليم الرقمي؟
بقلم: حسن سليم
تُعد جامعة المنصورة واحدة من أبرز الجامعات المصرية التي لا تقتصر إنجازاتها على التعليم فحسب، بل تمتد لتشمل الابتكار والبحث العلمي، مما يضعها في طليعة المؤسسات الأكاديمية في المنطقة. تأسست الجامعة في عام 1972، ومنذ ذلك الحين شهدت تطورات هائلة في جميع المجالات الأكاديمية والإدارية، وهي اليوم تُعتبر نموذجاً يُحتذى به في التحول الرقمي.
ويشهد العالم اليوم تحولاً رقمياً غير مسبوق، ويتعين على المؤسسات التعليمية مواكبة هذا التطور لضمان تقديم تعليم فعال ومتميز.. وتعتبر جامعة المنصورة رائدة في هذا المجال، حيث وضعت استراتيجية شاملة للتحول الرقمي تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتعزيز كفاءة الإدارة.
وتتضمن هذه الاستراتيجية إنشاء منصة تعليمية رقمية متكاملة تتيح للطلاب الوصول إلى المحتوى الأكاديمي والمصادر التعليمية بسهولة. كما أن الجامعة استثمرت في تطوير أنظمة إدارة التعلم التي تدعم التعليم عن بُعد، مما يساهم في توسيع نطاق التعليم ويضمن استمرارية التعلم في ظل التحديات التي قد تواجهها البلاد.
حققت جامعة المنصورة إنجازاً عظيماً بفوزها بجائزة اليونسكو كونفوشيوس 2024، بالشراكة مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، وهو ما يعكس تفانيها في تعزيز جودة التعليم وتقديمه بطرق مبتكرة، كما تعكس هذه الجائزة قدرة الجامعة على تقديم برامج تعليمية تتسم بالتنوع والشمولية، بما يتماشى مع متطلبات العصر الحديث.
كان لهذا الفوز تأثير كبير على مكانة الجامعة في الساحة الأكاديمية الدولية، حيث تم الإشادة بتجربتها الفريدة في تقديم برامج تعليمية مبتكرة تجمع بين النظرية والتطبيق، وتعمل على تطوير المهارات اللازمة لسوق العمل.
ويُعد الأستاذ الدكتور شريف يوسف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، أحد أبرز الشخصيات الأكاديمية التي ساهمت بشكل فعال في تحقيق هذا النجاح. منذ توليه رئاسة الجامعة، عمل على وضع رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى تعزيز التميز الأكاديمي والبحث العلمي.
تركز جهود الدكتور شريف على تطوير البنية التحتية الرقمية للجامعة وتحديث المناهج الدراسية لتكون أكثر توافقاً مع الاحتياجات المعاصرة. كما أن له دوراً محورياً في تعزيز التعاون الدولي مع الجامعات ومراكز البحث العلمي حول العالم، مما يساهم في تبادل الخبرات وتطوير برامج دراسات عُليا متميزة.
ولا يمكننا إغفال الدور الكبير الذي يلعبه الأستاذ الدكتور محمد عبد العظيم، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، في تنفيذ رؤية الجامعة نحو التحول الرقمي. تحت إشرافه، تم إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة للمجتمع المحلي وتعزيز دور الجامعة كمؤسسة خدمية.
يعمل الدكتور محمد على تطوير برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تنمية مهارات الطلاب والمواطنين في مجالات التكنولوجيا والمعلومات. كما يسعى دائماً إلى تعزيز الشراكة بين الجامعة والقطاع الخاص، مما يساعد على إيجاد فرص عمل للخرجين ويعزز من قدرة الجامعة على تلبية احتياجات سوق العمل.
تعكس الجهود المبذولة في مجال الابتكار والبحث العلمي التزام جامعة المنصورة بتقديم تعليم يتسم بالجودة والحداثة. يتم دعم البحث العلمي من خلال إنشاء مراكز بحثية متخصصة توفر للباحثين بيئة ملائمة لإجراء أبحاثهم.
لقد أحرزت الجامعة تقدمًا كبيرًا في مجالات متعددة مثل الطب والهندسة والتكنولوجيا، حيث تمتلك مرافق بحثية متطورة ومختبرات مجهزة بأحدث التقنيات. ويُعَدّ البحث العلمي في جامعة المنصورة جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية، حيث يتم تشجيع الطلاب على الانخراط في مشاريع بحثية تعزز من مهاراتهم وتفتح أمامهم آفاق جديدة.
وتعتبر جامعة المنصورة رمزاً للالتزام بخدمة المجتمع، حيث تُعقد مجموعة من الفعاليات والمبادرات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المجتمع المحيط. يتم تنفيذ برامج توعوية وتدريبية تُعنى بتثقيف المواطنين في مجالات الصحة، التعليم، والتكنولوجيا.
وتسعى الجامعة أيضاً إلى استقطاب الخبراء والمختصين لتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية تُعزز من قدرة المجتمع على مواجهة التحديات الراهنة. يتمثل هدف الجامعة في تنمية وعي المجتمع المحلي وتحسين مستوى المعيشة من خلال التعليم والتدريب.
إن جامعة المنصورة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي علامة بارزة في مسيرة التعليم العالي في مصر. من خلال قيادتها الحكيمة والالتزام بالتطوير والابتكار، تساهم الجامعة في تشكيل مستقبل أكثر إشراقاً للطلاب والمجتمع ككل. إن فوزها بجائزة اليونسكو كونفوشيوس ليس سوى بداية لرحلة مستمرة نحو تحقيق مزيد من الإنجازات.
تمثل رؤية جامعة المنصورة وتجاربها المبتكرة في التحول الرقمي نموذجًا يُحتذى به لبقية الجامعات في مصر وخارجها. وبقيادة الأستاذ الدكتور شريف يوسف خاطر والأستاذ الدكتور محمد عبد العظيم، فإن الجامعة على يقين من أنها ستستمر في تحقيق المزيد من النجاح والتأثير الإيجابي على المجتمع وعلى مستوى التعليم العالي.