ورشة عمل أونلاين لمناقشة معايير جودة تعليم الكبار ضمن استراتيجية محو الأمية
كتب - حسن سليم
في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة العامة لتعليم الكبار لدفع عجلة التنمية المستدامة ومحو الأمية في مصر، نظمت الهيئة بالتعاون مع المركز الإقليمي لتعليم الكبار التابع لليونسكو بمدينة سرس الليان ورشة العمل الرابعة تحت عنوان "معايير جودة تعليم الكبار"، أونلاين عبر تطبيق zoom، وجاءت الورشة في إطار المبادرة الاستراتيجية التي تتبناها الهيئة لتعليم الكبار، والتي تسعى لتحقيق التحول من الأمية الأبجدية إلى ريادة الأعمال والتعايش الرقمي، بهدف تعزيز القدرات ومواكبة التحديات المعاصرة.
تأتي هذه الورشة بناءً على توجيهات السيد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الذي أبدى دعمه الكامل للجهود المبذولة للقضاء على الأمية وتعزيز التعليم مدى الحياة. وقد أكد الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، أن الهيئة تسير وفق خطة استراتيجية جديدة تتماشى مع رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة. وأشار إلى أن الهيئة تسعى إلى تقديم تعليم يتجاوز الأبجدية، ليشمل المهارات الوظيفية والريادية، بما يعزز قدرات الأفراد على التكيف مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة.
وأوضح عبد الواحد أن الشراكات المتعددة التي تعقدها الهيئة مع المؤسسات الحكومية والخاصة تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق الأهداف المرجوة. فقد أكد على أهمية المسؤولية المجتمعية التي يجب أن تضطلع بها جميع الأطراف في مواجهة التحديات المرتبطة بالأمية، والتي لا تزال تمثل عائقًا أمام تطور المجتمع المصري.
كما أشار إلى أن هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة ورش العمل التي تنظمها الهيئة لتدريب وتأهيل العاملين في مجال تعليم الكبار، وتعزيز قدراتهم بما يتماشى مع التطورات الحديثة. وأكد على أهمية التزام المؤسسات المختلفة بدورها الوطني في دعم مشروع محو الأمية الذي يعد من القضايا الحيوية التي تمس جميع فئات المجتمع.
وركزت ورشة العمل على مناقشة "معايير جودة تعليم الكبار" التي تعد حجر الزاوية في تحسين جودة العملية التعليمية، وتوحيد المفاهيم والتوجهات بين العاملين في المجال. وأوضحت الورشة أن معايير الجودة ليست مجرد أدوات لتقييم الأداء، بل هي منهجية متكاملة تهدف إلى رفع مستوى التعليم وتحقيق التنمية المستدامة.
وقد تناولت الورشة عدة موضوعات رئيسية من بينها:
1. لماذا الحاجة إلى المعايير في مجال تعليم الكبار؟
- تم مناقشة أهمية وضع معايير دقيقة وموحدة لضمان تقديم تعليم عالي الجودة يتناسب مع احتياجات المتعلمين ويساهم في تحقيق الأهداف الوطنية.
2. ما قبل التحديد للمعايير
- تطرقت المناقشات إلى مراحل وضع المعايير وأهمية التحضير الجيد قبل اعتمادها لضمان تحقيق الفائدة المرجوة.
3. أهداف المعايير في مجال تعليم الكبار
- تم تسليط الضوء على دور المعايير في تحسين كفاءة التعليم وتعزيز قدرات العاملين في هذا المجال.
4. المصطلحات والمفاهيم
- ركزت الورشة على توحيد المصطلحات المستخدمة في مجال تعليم الكبار لضمان وضوح الرؤية وتجنب أي لبس.
5. منهجية العمل في معايير تعليم الكبار
- تم توضيح كيفية تطبيق المعايير وتقييم نتائجها على أرض الواقع لضمان تحقيق الأهداف المحددة.
6. لمن توجه معايير تعليم الكبار؟
- تمت مناقشة الفئات المستهدفة من هذه المعايير، سواء كانوا من المعلمين أو المتعلمين أو الجهات الحكومية والخاصة الشريكة.
وفي كلمته خلال الورشة، نقل الدكتور عيد عبد الواحد تحيات وزير التربية والتعليم للسادة المشاركين، مشيدًا بدعم السيد محمد عبد اللطيف لمشروع محو الأمية وجهوده المستمرة في تعزيز دور التعليم كركيزة أساسية للتنمية المستدامة. كما هنأ عبد الواحد الحضور بفوز مصر بجائزة اليونسكو لمحو الأمية، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز هو تتويج للجهود المشتركة التي بذلتها الهيئة بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة.
وأعرب عبد الواحد عن شكره للدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، والأستاذ الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، على دعمهما وتعاونهما المستمر مع الهيئة. كما قدم شكره لفريق العمل في الهيئة وجامعة المنصورة على جهودهم المبذولة في تحقيق هذا النجاح.
وشارك في الورشة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال تعليم الكبار، حيث قدم كل من الدكتور حجازي إدريس، مستشار وزير التربية والتعليم لمحو الأمية، والدكتورة نادية هاشم، خبيرة تعليم الكبار، والأستاذ السيد مسعد عبد الجواد، مدير المكتب الفني لرئيس الهيئة، أوراق عمل حول "معايير جودة تعليم الكبار". تضمنت الأوراق عرضًا شاملًا للمجالات والمعايير والمؤشرات التي يجب اتباعها لضمان تقديم تعليم متكامل ومؤثر.
كما شهدت الورشة مشاركة عدد كبير من العاملين في مجال تعليم الكبار، من بينهم مديرو فروع الهيئة، ومدربو ومعلمو الهيئة، بالإضافة إلى الجهات الشريكة التي تعمل مع الهيئة في هذا المجال. وقد تفاعل المشاركون مع الموضوعات المطروحة وقدموا مداخلات قيمة تسهم في تعزيز جودة التعليم وتحقيق الأهداف المرجوة.
وفي ختام الورشة، أكد المشاركون على ضرورة الاستمرار في تنظيم مثل هذه الورشات التي تعزز من كفاءة العاملين في مجال تعليم الكبار، ودعوا إلى تفعيل الشراكات مع الجهات المختلفة لضمان توفير بيئة تعليمية ملائمة تسهم في تحقيق الأهداف الوطنية لمحو الأمية.
كما أوصى المشاركون بأهمية توحيد المعايير وتطبيقها على مستوى وطني لضمان تقديم تعليم يتماشى مع متطلبات العصر ويعزز من قدرة المتعلمين على التكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل.
يظل الهدف الأساسي من هذه الورشات هو تحويل محو الأمية إلى قضية مجتمعية مشتركة، تتضافر فيها الجهود الحكومية والخاصة، بحيث يصبح التعليم حقًا متاحًا لكل مواطن مصري. ومع استمرار الجهود المبذولة من الهيئة العامة لتعليم الكبار، يبدو المستقبل واعدًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء مجتمع مصري خالٍ من الأمية قادر على مواجهة تحديات العصر.
ورشة عمل أونلاين لمناقشة معايير جودة تعليم الكبار ضمن استراتيجية محو الأمية