الزمالك يروي قصة الصمود والعزيمة
بقلم: حسن سليم
في أجواء مشحونة بالتوتر والإثارة، شهدت الرياض يوم 27 سبتمبر 2024، مباراة السوبر الأفريقي التي تجمع قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، على ملعب المملكة أرينا. هذه المباراة لم تكن مجرد لقاء رياضي، بل كانت بمثابة تجسيد للمنافسة التاريخية بين الفريقين، حيث أضفى التوتر والرغبة في الانتصار أبعادًا جديدة للقاء، الذي انتهى بالتعادل 1-1 قبل أن يحسمه الزمالك بركلات الترجيح 4-3.
انطلقت المباراة بشغف متزايد من جماهير الفريقين، التي ملأت المدرجات بالأعلام واللافتات. الأهلي بدأ المباراة بشكل قوي، حيث نجح وسام أبو علي في تسجيل هدفه في الدقيقة 44، مما أعطى الجماهير الأحمر دفعة من الحماس والتفاؤل. ولكن حتى مع هذا الهدف، كانت هناك مؤشرات على أن الزمالك لن يستسلم بسهولة.
في الشوط الثاني، دخل الزمالك المباراة بإصرار أكبر، مُدركًا أن الكأس التي طالما سعى للحصول عليها أصبحت قريبة. ومن هنا، جاءت اللحظة الحاسمة عندما سجل ناصر منسي هدف التعادل بعد دقائق من دخوله الملعب، مما أطلق صرخات الفرح من مشجعي الزمالك في كل أنحاء الملعب. كان هذا الهدف بمثابة إعادة إحياء آمال الفريق في تحقيق اللقب.
انتهت المباراة بالتعادل، مما أدى إلى الاحتكام لركلات الترجيح، وهي لحظة تتجلى فيها كل الضغوطات والمشاعر. هنا، تألقت عقول اللاعبين، حيث أظهر الزمالك قوة نفسية غير عادية. مع تسديدات دقيقة وهادئة، نجح الفريق في تحقيق الفوز ليحتفل بلقب كأس السوبر الأفريقي للمرة الخامسة في تاريخه، محدثًا ضجة كبيرة بين مشجعيه.
بعد انتهاء المباراة، كانت مشاعر جماهير الزمالك تتأرجح بين الفرح الغامر والفخر العظيم. لم يكن الانتصار مجرد فوز على الأهلي، بل كان انتصارًا على التحديات والصعوبات التي واجهها الفريق في السنوات الأخيرة. الأعلام البيضاء ارتفعت في الهواء، والصيحات ترددت في أرجاء الملعب، حيث عبرت الجماهير عن سعادتها بعودتها إلى منصة التتويج.
يقول أحد المشجعين: "هذا اللقب يعني لنا الكثير. لقد أظهرنا للجميع أن الزمالك لا يزال قويًا وقادرًا على المنافسة في أعلى المستويات". ويعكس هذا التصريح الروح الجماهيرية التي تتأصل في نفوس مشجعي الزمالك، الذين ظلوا يقفون بجانب فريقهم في الأوقات الصعبة.
اللقب الخامس للسوبر الأفريقي لا يعد مجرد إنجاز رياضي، بل هو رسالة قوية لمستقبل الفريق. تشير التحليلات إلى أن هذا النجاح يمكن أن يكون نقطة انطلاق جديدة للزمالك، حيث يعزز الثقة لدى اللاعبين والجهاز الفني ويزيد من دعم الجماهير.
تظل هذه المباراة محفورة في ذاكرة الجماهير، ليست فقط بسبب النتيجة، ولكن لأنها كانت تجسيدًا للروح القتالية والعزيمة التي تميز بها فريق الزمالك. كل لحظة في المباراة كانت تحمل قيمة خاصة، وكل هدف كان يحمل وعدًا بمستقبل أفضل. ومع انتهاء الاحتفالات، يتطلع مشجعو الزمالك إلى المستقبل، متأملين المزيد من الإنجازات والنجاحات، لأن الزمان قد أثبت أن الزمالك لا يزال أحد أعظم الفرق في القارة الأفريقية.
تُظهر هذه المباراة بوضوح أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي مجموعة من المشاعر والتاريخ والثقافة، حيث يجتمع الجميع للاحتفال بالشغف والانتصار. وفي نهاية المطاف، لا يمكن إنكار أن الزمالك قد حقق انتصارًا أكبر من مجرد الفوز، فقد أعاد بناء الثقة في نفسه وفي قاعدته الجماهيرية العريضة.