recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

"الدكتور طه حسين" إصدار جديد لمجمع الخالدين

الصفحة الرئيسية

"الدكتور طه حسين" إصدار جديد لمجمع الخالدين
 
 
كتبت - فتحية حماد
 
 
أصدر مجمع اللغة العربية ضمن سلسلة "من تراث المجمعيين" الكتاب الثاني فيها، وهو بعنوان "الدكتور طه حسين". هذا العمل الذي قام على إعداده وتصنيفه وترتيبه فريق عمل دءوب من أ.د.صلاح فضل (رئيس المجمع السابق، المشرف العام)، وأ.د.أحمد زكريا الشلق، وأ.د.حافظ شمس الدين عبدالوهاب (عضوي المجمع، رئيسي التحرير)، والأساتذة كبيري محرري المجمع: حسين خاطر، وجمال عبد الحي، وخالد مصطفى، وإلهام رمضان علي. 
 
 
جدير بالذكر أن هذا العمل العلمي الرفيع القدر قد استغرق العمل فيه عدة سنوات، وقد كتب أ.د.أحمد زكريا الشلق (عضو المجمع) في التمهيد لهذا السِّفْر القيِّم ما يلي: "هذا هو العَلَمَ الثاني الذي اختارت الهيئة المسؤولة عن إصدار هذه السلسلة من تراث أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة (مجمع الخالدين)، هذا العالم هو عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الذي شغل منصب رئيس مجمع اللغة العربية، ورئيس المجمع العلمي المصري. وبالرغم من أن هناك مؤلفات كثيرة عن طه حسين؛ فإنه لم يصدر كتاب يتناول جهوده ونشاطه في مجمع الخالدين.
 
 
يتناوب هذا الكتاب عناصر رئيسة، أولها ملامح عن سيرة الدكتور طه حسين، وثانيها جمع للبحوث التي قدمها طه حسين إلى المجمع في مناسبات مختلفة، وكذلك لآرائه المجمعية والعلمية التي عبَّر عنها الراحل الكريم في جلسات المجمع المختلفة، وفي مناقشات اجتماعات المجمع، وبرزت هذه الآراء في: عضوية المجمع ونشاطه ولجانه، وفي المصطلحات العلمية وألفاظ الحضارة، وفي الأدب والقصص الجاهلي، وفي تيسير الكتابة العربية.
 
 
وفي القسم الرابع من هذا الكتاب سُجِّلت كلمات طه حسين في استقبال أعضاء مجمعيين وفي توديع بعضهم، وهي كلمات تنطوي على حياة مَن كتب عنهم، وعلى أفكارهم وآرائهم العلمية، ومن هذه الكوكبة: عبد الحميد بدوي، وتوفيق الحكيم، ومحمود تيمور، وعبد العزيز فهمي، وتوفيق دياب، وأحمد حسن الباقوري، ومحمد حسين هيكل، وإينو ليتمان، وعبد الوهاب عزام، وأحمد لطفي السيد.
 
 
وبعد ذلك تناول الكتاب مقالات وكلمات المجمعيين عن طه حسين وفكره، كتبها تلاميذه وأصدقاؤه وزملاؤه، وأبرزها: كلمات الدكتور إبراهيم مدكور الذي خلفه في رئاسة المجمع، والدكتور شوقي ضيف الذي رأس المجمع بعد الدكتور مدكور، وكذلك الأستاذ محمد خلف الله أحمد، والدكتور عبد الحليم منتصر، والدكتور محمود الربيعي، والدكتور محمد يوسف حسن. وتنتهي مادة الكتاب بالكلمات التي ألقيت في وداع طه حسين وتأبينه".
 
 
وقد أردف أ.د.أحمد زكريا الشلق هذا التمهيد بمقال افتتاحيّ بعنوان "رحيق من سيرة العميد طه حسين (1889- 1973م)" جاء فيه: "وُلد عميد الأدب العربي، الناقد والمفكر والمبدع الكبير طه حسين في قرية عزبة الكيلو عام 1889م بمحافظة المنيا. وكان أبوه حسين علي سلامة عاملًا بسيطًا يعول أسرة كبيرة العدد. وقد أصيب طه في طفولته بمرض في عينيه أدى إلى فقدانه البصر نتيجة الجهل والإهمال. وكان لذلك تأثير خطير في حياته، فتزايدت حساسيته وفرضت عليه نوعًا من العزلة والحياء.
 
 
ولكنه نجح في تجاوز ذلك واستقرت في نفسه إرادة قوية جعلته يتحدى هذا الواقع الذي لم يكن جحيمًا كله، فقد نعم بمشاعر الأمن في أسرته التي تمتع بينها بثقافة شفوية وفولكلورية، كما كان يستمع في طفولته إلى أحاديث أبيه مع أصحابه إلى قصص الغزوات والفتوح وأخبار الأنبياء والصالحين.. والواقع أن والده كان على شيء من الثقافة، متفتحًا طموحًا؛ فقد أرسل أبناءه إلى المدارس المدنية وإلى الأزهر، فلم يقنع بتحفيظه القرآن ليصبح فقيها في القرية، وإنما صمم على إرساله إلى الأزهر راجيًا أن يكون عالمًا من علمائه.
 
 
بعد أن حفظ طه القرآن بدأ دراسته بالأزهر عام 1902م حيث أقام بالقاهرة مع أخيه الأكبر. وكان الأزهر بداية التحدي الذي كان عليه مواجهته، ولما كان يعتبره مهد العلم المطلق، فقد شعر بالخذلان مما يدرس به ومن أسلوب التدريس فيه، كما كان يشتبك في نقاشات مع شيوخه الذين ضاقوا به، حتى لقد طرده بعضهم من دروسه، وازداد ضيقا بالأزهر أكثر عندما رأى شيوخ الأزهر يبعدون الإمام محمد عبده عنه. وفي سنته الرابعة بالأزهر اتجه إلى الأدب الذي كان أحد الموضوعات الجديدة التي يدرسها الشيخ حسين المرصفي، فدرس مؤلفات الزمخشري والمبرد وأبو تمام وغيرهم.
 
 
وعندما أنشئت الجامعة المصرية (الأهلية) عام 1908م سجل طه اسمه بها، وإن ظل مقيدًا بالأزهر الذي بدأ ينفصل عنه نفسيًّا، وفي هذه الفترة تعرف على لطفي السيد، ومن خلاله تعرف على بيئية "المطربشين" الذين تعلموا تعليمًا مدنيًّا مثل محمد حسين هيكل ومحمود عزمي وغيرهما ممن كانوا يكتبون مقالات في صحيفة "الجريدة" الناطقة بلسان حزب الأمة، وعن طريق لطفي السيد تعرف طه حسين على الفلسفة اليونانية وانفتح أمامه مجال الصحافة والنشر. وفي الفترة نفسها تعرف على الشيخ عبد العزيز جاويش الذي لعب دورًا مهمًّا في تشكيل اتجاهات طه حسين.
 
 
فساعده في نشر كتاباته الأولى في صحف الحزب الوطني خلال عامي 1909 – 1910م، كما أنه ألقى في روعه فكرة السفر إلى أوربا، وأوحى إليه بضرورة تعلم اللغة الفرنسية في مدرسة مسائية كان جاويش من مؤسسيها. المهم أن الشاب طه حسين كان ينشر مقالاته الأدبية والإصلاحية وقصائده في صحافة الحزبين الكبيرين آنذاك، وهما حزب الأمة والحزب الوطني، دون أن ينضم إلى أحدهما، لأنه كان يرى نفسه أدبيًا مفكرًا وليس سياسيًّا محترفًا، وإن أبدى ميلًا إلى حزب الأمة بحكم المناخ الفكري والثقافي الذي خلقه لطفي السيد وصحيفته.
 
 
والمعروف أنه لم يهجر الأزهر تمامًا خلال هذه السنوات، ولذلك تقدم لامتحان العالمية به عام 1912م لكنه وجد عنتًا شديدًا من لجنة الممتحنين؛ ومع ذلك تقدم بعد عامين لامتحانٍ آخر برسالة عن أبي العلاء المعري ليحصل على شهادة العالمية، التي نوقشت مناقشة علنية بدار الجامعة، وألحقها بالامتحان في مقررين آخرين، وبعد انتهاء المناقشة والامتحان فاز طه حسين "بالعالمية" التي أطلق على حاملها لقب "الدكتوراه" في مايو 1914م، وكانت أول رسالة يمتحن فيها طالب بالجامعة المصرية، ولذا أثارت اهتمامًا كبيرًا في الصحافة وسهلت له السفر في بعثة دراسية إلى فرنسا التي سافر إليها بالفعل في نوفمبر عام 1914م.
 
 
حددت له سلطات الجامعة موضوع دراسته هناك، وهو "دراسة العلوم التاريخية" في جامعة مونبلييه، التي التقى فيها بالفتاة التي قدر لها أن تصبح زوجه فيما بعد. ولكن طه لم يمكث كثيرًا، فلم تلبث ظروف الجامعة التي أوفدته أن تعثرت ماليًّا بسبب ظروف الحرب، فعاد إلى مصر ليقيم فيها ثلاثة أشهر، حتى أقال السلطان حسين كامل عثرات الجامعة المالية، مما يسر عودة طه ورفاقه إلى فرنسا عام 1915م.
 
 
وكان عليه أن يدرس ليحصل على درجة الليسانس ليتأهل للدراسة في جامعة السوربون، فشرع في ذلك مع البدء في إعداد رسالة الدكتوراه التي كان موضوعها عن فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، تحت إشراف الفليسوف "دوركايم" والمستشرق "كازانوفا". ولما كان طه قد أتم دراسة مرحلة الليسانس في أغسطس 1918م وكان عليه العودة إلى مصر، فإن مجلس الجامعة سمح له بالبقاء حتى النصف الثاني من عام 1919م لإكمال دراسة الدكتوراه.
 
 
وعندما عاد إلى مصر عمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة، وبقي في وظيفته هذه حتى عام 1925م حين اندمجت الجامعة (الأهلية) في الجامعة المصرية (الحكومية). وخلال هذه الفترة استأثرت الثقافة الكلاسيكية بنشاطه، فصدر له كتاب بعنوان آلهة اليونان ضم ملخصًا لمحاضراته عن الظاهرة الدينية عن الإغريق، كما نشر صحفًا مختارة من الشعر التمثيلي عن اليونان (1920م) ثم ترجم كتاب نظام الاثنيين لأرسطوطاليس في العام التالي، وألَّف كتابه عن قادة الفكر عام 1925م.
 
 
وخلال هذه المرحلة أبدى اهتمامًا بدراسة اللغات القديمة التي لم تكن هدفًا في ذاتها، وإنما كانت دراسة الحضارات القديمة هي الهدف، فكان يؤمن بأن الحضارة العربية الإسلامية في أزهى عصورها نقلت عن اليونان، وأن ذلك من أبرز تقاليد الفكر الإسلامي المتحضر، وبالرغم من أن طه حسين لم تنقطع صلته بالحياة الثقافية في مصر خلال دراسته في باريس، حيث كان يكتب بين الحين والآخر كتابات تتسم بالبساطة في الصحف المعاصرة، إلا أن إسهامه الأساسي بدأ بعد عام 1919م، عندما عاد متفرغًا للتدريس والكتابة أستاذًا وكاتبًا، صاحب فكر ورأي وكلمة.
 
 
وفي عام 1922م بدأ يكتب مقالات منتظمة في صحيفة "السياسة" الناطقة بلسان "حزب الأحرار الدستورين" اليومية ورفيقتها "السياسة الأسبوعية" دون أن يرتبط تنظيميًّا بالحزب الذي كان يضم صفوة من أصدقائه المثقفين من تلاميذ لطفي السيد مثل الدكتور هيكل، ومحمود عزمي، ومنصور فهمي، وعلي عبد الرازق، ومصطفى عبد الرازق. فبدأ طه حسين يتناول الأدبين العربي والغربي في سلاسل شبه منتظمة في الصحيفتين، وبينما كان الشيخ علي عبد الرازق ينادي بفصل الدين عن الدولة، برز طه حسين يدعو للفصل بين الدين والعلم. 
 
 
وبالرغم من أن مجال عمله الأساسي كان التاريخ وفلسفة الاجتماع، إلا أن صلته بالأدب العربي وتراثه لم تنقطع، وقد نشر ثمرة كتاباته فيه بكتاب حديث الأربعاء. بينما نشر مقالاته عن الأدب الغربي في كتابيه لحظات وصوت باريس. كما اهتم ببث أفكاره التنويرية، وبتطبيق مناهج العلم والفلسفة الأوربية برؤى جديدة في دراسته للتراث العربي، وعبر عن ذلك في شكل رسائل جمعها في كتابه المهم من بعيد الذي كتبه بين عامي 1923 و1926م.
 
 
ويلاحظ أنه عندما كان يكتب مقالات "حديث الأربعاء" أبدى تشككه في الشعر القديم، وأثار مسألة انتحاله، وكان ذلك مقدمة لكتابه الخطير في الشعر الجاهلي، حيث جعل يهتم به اهتمامًا خاصًّا عند تدريسه للأدب العربي وتاريخه بالجامعة المصرية التي انتقل إليها عام 1925م.
وفي الجامعة الجديدة انصرف عن تدريس التاريخ وبدأ تدريس الأدب العربي الذي أحبه وقيض له أن يكون عميده بغير منازع. وعندما شرع الأستاذ الشاب يلقي محاضراته على طلابه في بداية عام 1926م في موضوع الشعر الجاهلي، بعد أن أخضعه لتأمل طويل وجعل يلقي نتائج دراسته على الطلاب أولًا بأول.
 
 
بعد أن رأى ضرورة دراسة آداب وتاريخ العرب استنادًا إلى منهج علمي مستفيدًا من مذهب "ديكارت" الذي يتخذ من الشك طريقًا إلى اليقين، ووصل إلى نتيجة مؤداها أن ما أضيف إلى العرب قبل الإسلام من شعر، لم يكن لهم، وإنما نسب إليهم، فكان منتحلًا. وبالرغم من أن قضية الانتحال في الشعر لم تكن جديدة تمامًا، فقد طرقها الأقدمون كما طرقها المستشرقون. لذلك لم يلفت الموضوع نظر أحد، ولكن لم يكد طه حسين ينشر خلاصة دراسته في كتاب عنوانه في الشعر الجاهلي في أبريل عام 1926م حتى قامت الدنيا ولم تقعد.
 
 
فأحدث نشر الكتاب عاصفة من النقد، فثارت ثائرة المحافظين وهاجمه شيوخ الأزهر واتهموه بأنه يُكذِّب القرآن الكريم وأنه يطعن على النبي - صل الله عليه وسلم - ونسبه الشريف، وطالبوا بمصادرة الكتاب ومحاكمة المؤلف، وجمعت نسخ الكتاب وحفظت في مخازن الجامعة، كما أثيرت المشكلة في البرلمان وطالب بعض النواب برفع دعوى عمومية ضد طه حسين وفصله من الجامعة، ومال المؤلف للعاصفة حتى تمر، عندما اتخذت المسألة بعدًا سياسيًّا بين قطبي الوزارة: الوفديين وعلى رأسهم سعد زغلول ومعه الأغلبية الوفدية، والدستوريين وعلى رأسهم عدلي يكن وعبد الخالق ثروت وهم الذين ساندوا طه حسين ووقفوا إلى جانبه.
 
 
وقد أجرت النيابة تحقيقًا مع المؤلف في مارس 1927م وأصدر النائب العام قراره بأن المؤلف لم يهدف إلى الطعن في الدين، وأن العبارات الماسة بالدين التي وردت في بعض المواضع من الكتاب، وردت في سبيل البحث العلمي، وأن القصد الجنائي غير متوفر في القضية؛ ومن ثم حفظت أوراق القضية إداريًّا، وكان حكمًا تاريخيًّا انتصر لحرية البحث العلمي، مما يشهد بأمانة وثقافة النظام القضائي في مصر. وبعد نشر هذا التقرير عرض طه حسين استقالته من الجامعة ولكنها لم تقبل. وعلى المستوى الفكري والثقافي في العام نفسه فقد ألفت كتب لتفنيد آراء طه حسين والرد عليها.
 
 
كما شغلت القضية الصحافة والرأي العام زمنًا، واستمرت تثار بين الحين والآخر حتى عام 1932م، والمعروف أن طه حسين أعاد طبع كتابه تحت عنوان في الأدب الجاهلي عام 1927م، بعد أن حذف منه الفصول الأولى التي أثارت نقد المعارضين. كما يلاحَظ أنه بالرغم من ذلك كله لم يفقد طه حسين وظيفته بالجامعة، وإنما اختير عميدًا لكلية الآداب عام 1928م، وكان أول مصري يشغل هذا المنصب، وحين عارضت بعض السفارات الأجنبية أن يحل مصري محل العميد الفرنسي (الأوربي) وتدخل رجالها لدى وزير المعارف للحيلولة دون تولِّي طه حسين المنصب، طلب الوزير من طه حسين.
 
 
الذي كان محبًّا له مقدرًا إياه، أن يعتذر عن تولي المنصب، لكن طه حسين أصرَّ على أن يعين رسميًّا أولًا ثم يستقيل بعد ذلك، فتسلم المنصب بوصفه عميدًا في الصباح واستقال منه بعد الظهر. ولكنه انتخب عميدًا للمرة الثانية بعد انتهاء فترة العميد الفرنسي في نوفمبر عام 1930م، والمعروف أنه خلال هذه الفترة 1926 – 1932م تركزت كتاباته في الأدب، ويبدو أنه راح يستعيد سيرة حياته فأخرج لنا تحت وطأة هذه الحالة سيرته الفذة الأيام التي أملى جزئها الأول سنة 1926م واستكمل جزئها الثاني عام 1927م.
 
 
كما كتب سلسلة مقالات عن رحلاته وأصدرها عام 1928م بعنوان رحلة الصيف، وكذلك أضاف فصولًا جديدة لكتاب في الشعر الجاهلي تدعم المنهج الذي طبقه، وأصدره عام 1927م بعنوان فى الأدب الجاهلي، لقد انتخب طه حسين عميدًا لكلية الآداب في عهد وزارة إسماعيل صدقي الأولى (يونيو 1930 – يناير 1933م) تلك الوزارة التي ألغت دستور 1923م وحكمت البلاد حكمًا دكتاتوريًّا مستندة إلى دستور أعدته عام 1930م يوسع من سلطات الملك ورئيس وزرائه على حساب سلطة الأمة، ولم يكن صدقي يستند إلى قوة شعبية.
 
 
لذلك سعى لتأليف حزب جديد من أنصاره ومؤيديه، أسماه "حزب الشعب"، وأصدر له صحيفة تحمل الاسم نفسه، ثم أجرى انتخابات قاطعها الوفد والدستوريون، وأتى بمجلس نواب يضم أغلبية من أنصاره ومؤيديه، وكان طه حسين يتابع هذه التطورات بقلق وتشاؤم، ولم يلبث صدقي أن عرض عليه رئاسة تحرير صحيفة الحزب، لكن عميد كلية الآداب اعتذر، بل واعتذر عن كتابة المقال الافتتاحي للصحيفة عندما طلب منه ذلك، وقال مقولة مشهورة "إنه لا ينبغي لعميد كلية الآداب أن يُسخِّر نفسه للكتابة في صحف الحكومة فيتعرض بذلك لازدراء الزملاء والطلاب جميعا". هكذا وضع طه حسين نفسه في مهب الريح.
 
 
وكان طبيعيًّا ألا يتعاون مع هذا النظام الدكتاتوري. ولم تشأ وزارة صدقي أن تترك عميد كلية الآداب وشأنه، وسرعان ما اتبعت معه أساليب سياسية أبت نفسه أن تخضع لها، فأصدر وزير المعارف قرارًا بنقله من كلية الآداب إلى وظيفة مراقب للتعليم الأولي بوزارة المعارف، بعد أن لم تجد الوزارة مسوغًا قانونيًّا لفصله، فاكتفت بنقله إلى ديوان الوزارة لتنتزعه من مكانته ومعقله، نفذ طه حسين قرار النقل ولكنه رفض مباشرة العمل بالوزارة، وكان ردُّ فعل الجامعة، مجلسها وطلابها، غاضبًا، وسرعان ما انتقل الغضب إلى الصحافة والرأي العام، الذي انتقد فيه مسلك الحكومة لاعتدائها على استقلال الجامعة وحرمة الأساتذة.
 
 
واحتج مجلس كلية الآداب بشدة وأضرب الطلاب وتظاهروا، واندفعت مظاهرة منهم إلى منزل العميد، ولما خرج إليهم حملوه على الأعناق. وفي 9 مارس 1932م قدم لطفي السيد، مدير الجامعة، استقالته من منصبه احتجاجًا على هذا التصرف، فكان موقفًا تاريخيًّا من لطفي السيد. وفي 29 مارس ذهبت الحكومة إلى ما هو أبعد من ذلك فقررت إحالة طه حسين إلى المعاش، وسحبت منه مسكنه الحكومي، وسعت لحرمانه من كل وسيلة للعيش.
 
 
لم يكن أمام طه حسين سوى أن يعمل بالصحافة، ولما كان حزبا "الأحرار الدستوريين" و"الوفد" قد ائتلفا في معارضة نظام إسماعيل صدقي، فقد أخذ طه حسين على عاتقه معارضة الوزارة في صحيفة الدستوريين "السياسة" في البداية، ثم انتقل إلى صحيفة "كوكب الشرق" الوفدية التي أقالت عثراته المادية. لقد كان عام 1932م عام تحول فكري وسياسي كبير في حياة طه حسين، فقد فرضت عليه ظروف السياسة أن يترك مجاله الأثير والمحبب إلى نفسه في جامعته وكتبه وطلابه، ليتحول إلى كاتب سياسي، وسياسي معارض عنيف.
 
 
كما مر بتحول فكري وروحي عميق وهادئ استقر به في كنف الوفد وجماهيره الواسعة. لقد انشغل طه حسين خلال هذه الفترة، من آخر مارس 1932م منذ فُصل من الجامعة وحتى عاد إليها أستاذًا في منتصف ديسمبر 1934م، بكتابة المقالات السياسية شبه اليومية ضد طغيان إسماعيل صدقي ونظامه، مما صنع له شعبية كبيرة، وأخرجه من المحنة أصلب عودًا، كما أنه خلَّف لنا تراثًا من المقالات السياسية على درجة كبيرة من الأهمية (صدرت في ستة مجلدات عن دار الكتب المصرية). 
 
 
الحاصل أنه لم يكفّ قلمه عن وزارة صدقي حتى سقطت وسقط معها نظامه. ومنذ أن حملته جماهير الطلاب على الأعناق، وكانت غالبيتهم من الوفديين، بدأ طه حسين يدرك أن انحيازه لهذه الجماهير أصبح اختيارًا ضروريًّا، وأن الرأي العام الذي كان منصرفًا عنه بدأ يقبل عليه ويمنحه تأييدًا وتقديرًا؛ ومن ثم اقتنع بضرورة نقل عتاده الفكري والسياسي من معسكر الصفوة المنعزلة عن الجماهير (الأحرار الدستوريين) إلى معسكر الجماهير العريضة (الوفد). وانتقل طه حسين من الدعوة إلى مجرد التجديد في الفكر إلى دعوة أخرى هي التجديد في المجتمع نفسه، فطالب بعد ذلك بتعميم التعليم ومجانيته.
 
 
وطالب برفع الظلم عن الطبقات الشعبية، وأصبح من قادة التغيير الاجتماعي. غير أن ارتباط طه حسين بالوفد وقياداته وصحافته لم يكن يعني أنه صار عضوًا منتظمًا في سلك حزب الوفد بوصفه حزب سياسيًّا، وإنما اكتفى بأن يكتب في صحفه وعلى هدى مبادئه وسياسته، وهو ما هيَّأ له، إلى جانب قدراته وكفاءته، أن يكون وزيرًا للمعارف في وزارة الوفد الأخيرة (1950-1952م)، وفي مايو 1936م انتخب طه حسين عميدًا لكلية الآداب مرة أخرى، وكانت مصر تستقبل آنذاك عهدًا جديدًا شكل فيه زعماؤها السياسيون جبهة للتفاوض مع الإنجليز لتوقيع معاهدة عام 1936م.
 
 
وظل طه عميدًا للكلية حتى عام 1939م عندما ترك منصبه في عهد وزارة محمد محمود باشا (1938-1939م) التي لم ترغب في تجديد عمادته، بالرغم من تمسك مجلس الكلية به، فظل أستاذًا يلقي دروسه بالكلية وينشر المقالات والفصول ويعكف على تأليف كتبه وبحوثه. وقد أتيح له أن يتولى وظيفة جديدة كان يتوق إليها وهي وظيفة "المراقب العام للثقافة بوزارة المعارف" عام 1939م، ولم تكن مصر قد عرفت وزارة للثقافة آنذاك، فكانت هذه الإدارة بمثابة وزارة للثقافة. وكان توليه هذه الوظيفة بداية لارتقاء طه حسين سلَّم من الوظائف الإدارية بعد ذلك.
 
 
وقد سعد بهذه الوظيفة التي يستطيع من خلالها أن يحقق أفكاره عن التعليم والثقافة، تلك الأفكار التي سجل بعضها في كتابه الخطير مستقبل الثقافة في مصر الذي أصدره عام 1938م. ولعله رأى أن هذه الوظيفة تتيح له فرصة تنفيذ ما كان يحلم به بشأن مجانية التعليم ورفع مستواه، ونشر الثقافة من خلال إنشاء إدارة للترجمة والنشر، وتطوير دور الآثار والإشراف عليها وتمصير مناصبها، وتفعيل شؤون المسرح والموسيقى والأوبرا، وبالرغم من قيام طه حسين بجهود كبيرة خلال توليه منصب "مراقب عام الثقافة" (1939- 1942م) إلا أنه لم يكن مقتنعًا بنظرة وزارة المعارف لشؤون الثقافة.
 
 
وربما لم يكن مقتنعًا بصلاحيات دوره فيها. وعندما عاد حزب الوفد إلى السلطة في فبراير 1942م رشَّحه وزير المعارف الجديد نجيب الهلالي باشا لمنصب جديد في الوزارة وهو منصب "المستشار الفني لوزير المعارف" الذي ظل يشغله حتى رحيل الوزارة الوفدية في أكتوبر 1944م، أي بعد أكثر من ثلاث سنوات (1942- 1944م) كان فيها طه حسين بمثابة الوزير الفعلي للوزارة معضدًا الهلالي باشا الذي كان من أساطين القانون في مصر. وكان طه حسين خلال عهد هذه الوزارة جمَّ النشاط ، ففي عهدها أنشأ جامعة الإسكندرية، التي انتدب مديرًا لها، فأرسى دعائمها ونظَّم دراساتها وإعداد كوادرها، حتى استوت بفضله جامعة من أرقى الجامعات.
 
 
وخلال الفترة (1945- 1950م) التي ابتعد فيها طه حسين عن المناصب العامة، ركَّز اهتمامه على شؤون الثقافة وعالم الفكر والأدب، فقبل أن يكون مستشارًا لـ"دار الكاتب المصري" في الفترة (1945- 1948م) التي نشرت عشرات من الكتب المؤلفة والمترجمة، إلى جانب مجلتها الشهرية الفكرية. ولما كانت هذه الدار يملكها عدد من الشخصيات اليهودية المصرية، فقد تعرضت لحملة اتهمت فيها بأنها تعمل رأس حربة لليهود في مصر، لكن طه حسين ردَّ على هذا الاتهام داعيًا أصحابه بأن يبلوا بلاءه في خدمة العروبة والإسلام بما ينشر في مجلتها، ومع ذلك توقفت الدار عن نشاطها.
 
 
والمعروف أن طه حسين خلال هذه الفترة أيضًا صار يميل أكثر نحو الطبقات المتوسطة وما دونها، فكتب مجموعته القصصية المعذبون في الأرض التي نشرت عام 1949م في كتاب لم يلبث أن صودر ولم يفرج عنه إلا بعد قيام ثورة يوليو، كما سبق له أن نشر عام 1943م رواية أحلام شهرزاد، وكان قد عبر عن رؤاه واتجاهاته هذه في كتاباته النقدية والأدبية خلال هذه الفترة، فنشر كتابه جنة الشوك عام 1945م، ثم مرآة الضمير الحديث عام 1948م، وجنة الحيوان عام 1950م والتي رأى البعض أنها تضم أفكارًا تحرض على الثورة وتدعو إليها بشكل رمزي.
 
 
وثمة نشاط علمي وثقافي وأدبي قام به طه حسين خلال الأربعينيات من القرن العشرين في مجمع اللغة العربية، منذ أن انتخب عضوًا عاملًا به عام 1940م، وقد أهَّلَه نشاطه إلى أن يصبح نائبًا لرئيس المجمع عام 1960م، ثم انتخب رئيسًا له عام 1963م خلفًا للأستاذ أحمد لطفي السيد. وظل في رئاسة المجمع حتى توفي عام 1973م. وقد اشترك في لجان عديدة بالمجمع، فكان مشرفًا على لجنة المعجم الكبير، وشارك في لجنة اللهجات، ولجنة الأدب، ولجنة الأصول، ولجنة الألفاظ والأساليب وغيرها من اللجان.
 
 
كما ألقى عددًا من البحوث والدراسات اللغوية، وله كلمات لها قيمتها في استقبال الأعضاء الجدد وتـأبين الراحلين منهم. فضلًا عن تقديمه مقترحات بشأن تيسير الكتابة، وعمل معجم لألفاظ الطب. وقد مثَّل المجمع في عدة مؤتمرات في البلاد العربية والأجنبية، ويضاف إلى ذلك كله إرساء تقاليد أسلوب عمل المجمع وأعضائه بما يتفق مع مكانتهم وبما يتناسب مع المجامع الأوربية العريقة، وبالرغم من حفاظه على استقلالية فكره وشخصيته في الفكر والحياة بعيدًا عن الحياة السياسة وصراعاتها.
 
 
فإن ذلك لم يمنع مصطفى النحاس باشا من أن يضمه إلى وزارته الأخيرة التي شكلت قبل قيام ثورة يوليو 1952م، فعُيِّن وزيرًا للمعارف العمومية (يناير1950- يناير 1952م) تقديرًا لمكانته العامة وخبرته بشؤون الوزارة والتعليم. وقد عمل خلال عهد هذه الوزارة على إنصاف المعذبين في الأرض، فاتخذت في عهده سلسلة من التشريعات ذات طابع ديمقراطي، من أهمها مجانية التعليم الثانوي والفني، وقد أراد أن يمتد بالمجانية إلى التعليم الجامعي لكن الملك فاروق حال دون ذلك. ومن جهوده في هذه الوزارة وضع أسس إنشاء جامعة عين شمس عام 1950م، كما وضع نواة إنشاء جامعة أسيوط..
 
 
وبسقوط وزارة الوفد الأخيرة انتهى عهد طه حسين بالوظائف. ولكن نشاطه الأدبي والثقافي لم يتوقف، كما استمرت صلته بالجامعة قائمة يحاضر فيها أستاذا متفرغًا حتى الستيينات، وعندما قامت ثورة يوليو 1952م رحب طه حسين بقيامها وأيدها في إجراءاتها، وكتب مقالات في صحيفة "الأهرام" تعبر عن تأييده لحركة الجيش، ووصف ماحدث بأنه "ثورة"، ولم تكن هذه التسمية قد عرفت وشاعت، واعتبر أن هذه الثورة "ردت إلى مصر كرامتها فانجلت غمرة الطغيان"، ودعا الله أن يبارك الجيش فيما يفعل. وعندما أصدرت قيادة الثورة مرسومًا بتأليف لجنة لوضع دستور جديد لمصر، اختارت طه حسين بين الخمسين من أعضائها.
 
 
وكان طه حسين من الداعين لقيام نظام جمهوري منذ أُنزل الملك فاروق عن العرش. وكان من الواضح أن قادة الثورة كانوا يقدرون لطه حسين مكانته الأدبية، وما قدمه من كتابات ذات طابع ثوري قبل قيام الثورة؛ ومن هنا لم يضعوه في معسكر النظام القديم أو "العهد البائد" الذي ثاروا عليه. لقد كان طه حسين يتمتع باستقلال فكري هيأ له أن يشق طريقه في ظل التطورات الجديدة، وعندما أصدرت قيادة الثورة صحيفة "الجمهورية" لتكون لسان حال مصر الثورة ولتربط بينها وبين الجماهير في العهد الجديد، بدأ طه حسين يواليها بمقالاته منذ أعدادها الأولى في ديسمبر 1953م.
 
 
كما وجد فيها فرصة لمتابعة نشر أفكاره وإثارة المعارك الفكرية، فضلًا عن كتابة بعض آرائه السياسية حيثما كان ذلك ضروريًّا. والمعروف أنه تولى رئاسة تحريرها مع بعض الكتاب عام 1960م، واستمر في منصبه هذا حتى عام 1964م، حين رفع اسمه من الصحيفة، وكان قد بلغ الخامسة والسبعين من عمره، أي بعد إحدى عشرة سنة من الكتابة المنتظمة فيها، الأمر الذي أحزنه. وقد تركزت كتاباته في هذه المرحلة، التي حفلت بالإنجازات الوطنية، حول أوضاع مصر الداخلية والخارجية، فكان يكتب مقالًا أسبوعيًّا يدافع فيه عما يراه صوابًا من السياسات والإنجازات التي آمن بضرورتها وأهميتها.
 
 
وكان ينتقد من بين صفوف الثورة، ما لا يقتنع بصوابه، كما كان يصمت عما يأباه، أملًا في الاستفادة من التجربة. أما الفترة التالية لعام 1964م وحتى رحيله عام 1973م فقد عانى فيها طه حسين من مرض اقتضى عملية جراحية صعبة في ظل شيخوخته، فازداد ضعفًا، مما حال دون ممارسة نشاطه الأدبي، فلم يكتب سوى بعض المقالات والرسائل الصغيرة، ومع ذلك كان مُكبًا على القراءة ما وسعه الجهد. وقد جمعت مقالاته في هذه المرحلة في كتبه "خواطر" (1965م)، و"كلمات" (1967م)، كما كتب الجزء الثالث من الأيام الذي نشر عام 1972م، وكان يتمنى أن يكمل هذه السيرة هي وكتاب الفتنة الكبرى لكن القدر لم يمهله.
 
 
أما عن أعماله الإبداعية، فالمعروف أنه في بداية حياته الأدبية كتب عددًا من القصائد في مناسبات دينية ووطنية، وكذلك بعض المراثي، لكنه هجر الشعر مبكرًا، ولم يشأ أن يصدر ما كتبه في ديوان. كما أصدر روايات أديب (1935م)، والقصر المسحور بالاشتراك مع توفيق الحكيم (1936م)، ودعاء الكروان (1941م)، والحب الضائع التي نشرت مسلسلة (1937- 1938م)، وأحلام شهرزاد (1943م)، وشجرة البؤس (1944م)، وقصة ماوراء النهر، قصة لم تتم (1946- 1947م)، فضلًا عن عدد من القصص القصيرة أبرزها صدرت في مجموعة المعذبون في الأرض (1949م).
 
 
وبالنسبة لكتاباته الإسلامية، فلعل أبرزها على هامش السيرة (1933- 1938م) والوعد الحق (1949م) ومرآة الاسلام (1959م)، وكتابه الشيخان: أبو بكر وعمر (1960م) بالاضافة إلى كتابه في التاريخ الاسلامى الفتنة الكبرى (1947-1953م). والواقع أن الكثير من آرائه المتعلقة بالدين وإصلاح الأزهر نشرت في بعض كتبه التي جمعت مقالاته، كما قام بتحقيق ومراجعة بعض الكتب، نجد أسماءها في الببليوجرافيا التي نشرها "حمدى السكوت ومارسدن جونز" عن طه حسين وأعماله عام 1982م، والتي قدمت قوائم بأعماله المؤلفة والمترجمة والأعمال التي اشترك فيها، ومقدماته للكتب وكتاباته وأحاديثه الصحفية.
 
 
لقد كرمته الدولة فمنحته جائزتها التقديرية في الآداب أول ما أنشئت عام 1958م، وكان عضوًا مهمًّا ومؤثرًا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية منذ عام 1964م، ولعله كان صاحب الفضل في إنشائه، وكان رئيسًا للجنتي الأدب والترجمة فيه. كما كان عضوًا بارزًا في مجمع اللغة العربية ثم رئيسًا له في السنوات العشر الأخيرة من حياته. كذلك تولى رئاسة اللجنة الثقافية بجامعة الدول العربية، كما مُنح قلادة النيل.
 
 
ومن خارج مصر مُنح وسام "ليجون دونير" من فرنسا، كما منح الدكتوراه الفخرية من جامعات كثيرة منها: أكسفورد، ومدريد، وليون، ومونبلييه، وروما. كما أهدته هيئة الأمم المتحدة جائزة حقوق الإنسان، التي تلقاها قبل رحيله بيوم واحد، وقد تحول منزله إلى متحف وأطلق اسمه على الشارع الذي كان يقيم فيه بالزمالك، وعلى شوارع ومدارس عديدة في أنحاء مصر، اعترافًا بدوره العظيم في ميدان الأدب والفكر والثقافة.
"الدكتور طه حسين" إصدار جديد لمجمع الخالدين
google-playkhamsatmostaqltradent