في ندوة تثقيفية.. تجارة أسيوط وفرع تعليم الكبار يسلطان الضوء على دور الطلاب في محو الأمية
كتب- عبداللطيف محمد عبداللطيف
في إطار التعاون المستمر بين الجامعات المصرية وهيئات تعليم الكبار، نظمت كلية التجارة بجامعة أسيوط ندوة توعوية لطلابها تحت عنوان "كل ما تريد معرفته عن مشروع محو الأمية وتعليم الكبار".
الندوة، التي عُقدت صباح اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر 2024، جاءت تنفيذًا لقرار إلزام طلاب الفرق الأولى والثانية والثالثة بالكلية بمحو أمية عدد 2 دارس ضمن الجهود الوطنية لدعم مشروع محو الأمية وتعليم الكبار، حيث استقبل أ.د. علاء عبد الحفيظ، عميد كلية التجارة بجامعة أسيوط، بمكتبه الأستاذ نادي إبراهيم عبد العال، مدير عام فرع هيئة تعليم الكبار بأسيوط، والوفد المرافق له، بحضور أ.د. أمل الدالي، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وأ.د. أحمد عبد الله الصغير، مدير مركز تعليم الكبار بكلية التربية، والدكتورة مروة السمان، المدير التنفيذي لمركز تعليم الكبار.
افتتح أ.د. محمود عبدالعليم، نائب رئيس جامعة أسيوط، الندوة بكلمة ترحيبية أكد فيها على أهمية إشراك الطلاب في القضايا الوطنية الكبرى، وخاصة مشروع محو الأمية. وقال: "إن محو الأمية يمثل أحد أهم الأولويات التي نعمل على تحقيقها ضمن خطة الجامعة للتنمية المستدامة. إن إلزام طلابنا بمحو أمية دارسين اثنين ليس مجرد واجب أكاديمي، بل هو مساهمة فعالة في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتقدمًا. نحن في جامعة أسيوط نفخر بشبابنا ودورهم المحوري في نشر العلم والمعرفة داخل المجتمع، وهذه المبادرة تعكس التزامنا تجاه وطننا ومستقبل أجيالنا".
وأكد أ.د. علاء عبد الحفيظ ، أهمية دور الجامعات المصرية في تعزيز المبادرات الوطنية الهادفة إلى تنمية المجتمع، مشددًا على أن محو الأمية هو أحد أهم أولويات التنمية البشرية.
وأضاف "عبدالحفيظ": محو الأمية ليس مجرد مشروع تعليمي، بل هو مشروع وطني وإنساني. إن قدرتنا على دعم هذه الفئة من المجتمع هي مؤشر على تقدمنا كأمة، والجامعة، كونها مركزًا للعلم والمعرفة، لا يمكنها أن تكون بمعزل عن هذه الجهود.
وفي كلمته، أشار الأستاذ نادي إبراهيم عبد العال، مدير عام فرع هيئة تعليم الكبار بأسيوط، إلى أن هذا التعاون بين الجامعات والهيئة يعكس رؤية الدولة في إشراك المؤسسات التعليمية في المشاريع القومية.
وقال "إبراهيم": تعمل الهيئة على تقديم كل الدعم والمساندة للطلاب في إطار إلزامهم بمحو أمية عدد من الأفراد. ونحن نثق بأن شباب الجامعات هم العنصر الأهم في تحقيق هذه المهمة الوطنية.
وأشاد مدير عام الهيئة العامة لتعليم الكبار بجهود جامعة أسيوط في تحفيز الطلاب على المشاركة، مؤكدًا أن الهيئة توفر كافة الوسائل التعليمية والتدريبية لمساعدتهم في أداء دورهم بكفاءة.
من جانبها، أوضحت أ.د. أمل الدالي، وكيل كلية التجارة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن هذه الندوة تأتي كجزء من سلسلة ندوات توعوية تهدف إلى تعريف الطلاب بمسؤولياتهم تجاه المجتمع وتنمية روح الانتماء والمشاركة الفعّالة.
وأضافت "الدالي": إن إلزام الطلاب بمحو أمية الأشخاص يعزز من إحساسهم بالمسؤولية الاجتماعية ويضعهم أمام تحدٍ حقيقي يُظهر قدراتهم في التأثير الإيجابي على المجتمع.
أما أ.د. أحمد عبد الله الصغير، مدير مركز تعليم الكبار بكلية التربية، فقد أشاد بالتعاون بين الهيئة والجامعات، مؤكدًا على أن الجامعة تعمل على تزويد الطلاب بكافة الأدوات اللازمة ليتمكنوا من تنفيذ هذه المهمة بنجاح.
وأضاف "الصغير": محو الأمية هو أحد أهم قضايا التنمية المستدامة، ودور الطلاب في هذا المجال يتجاوز مجرد التعليم ليصبح رسالة وطنية يجب أن يفتخروا بها.
وأشارت الدكتورة مروة السمان، المدير التنفيذي لمركز تعليم الكبار، إلى أهمية تقديم الدعم النفسي والتربوي للدارسين، قائلة: نعمل على توفير بيئة تعليمية مشجعة للدارسين، خاصة في المناطق الريفية والنائية، حيث يكون التحدي أكبر، ولكن بفضل جهود الطلاب وإشرافهم، نرى نتائج ملموسة على الأرض".
خلال الندوة، استعرض المحاضرون أبرز التحديات التي تواجه مشروع محو الأمية، مثل انتشار الفقر، قلة الموارد، والعوائق الاجتماعية والثقافية التي تعيق بعض الفئات من الالتحاق ببرامج التعليم. كما تم استعراض الإنجازات التي حققتها هيئة تعليم الكبار في أسيوط، والتي تتمثل في زيادة عدد الدارسين الملتحقين ببرامج محو الأمية وارتفاع نسب النجاح في اختبارات التعليم الأساسي.
أعرب الطلاب المشاركون عن حماسهم للمشاركة في هذا المشروع الوطني، مؤكدين إدراكهم أن محو الأمية ليس مجرد واجب دراسي، بل هو مسؤولية أخلاقية تجاه مجتمعنا.
وتُعد جامعة أسيوط إحدى الجامعات الرائدة في تطبيق قرارات إلزام طلابها بالمشاركة في محو أمية الدارسين. وتأتي هذه الندوة في إطار جهود الجامعة لتعزيز وعي الطلاب بأهمية هذا المشروع، الذي يتماشى مع رؤية الدولة 2030 الهادفة إلى القضاء على الأمية وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد أ.د. علاء عبد الحفيظ في ختام الندوة على أن هذه المبادرة ليست فقط لمحو أمية الأفراد، بل هي فرصة لبناء مجتمع أكثر تقدمًا وعدالة. وقال: "إننا نراهن على وعي شبابنا وقدرتهم على تحقيق المستحيل. محو الأمية هو السبيل لبناء مجتمع قائم على المعرفة، وجامعة أسيوط ستظل دائمًا داعمة لهذا المشروع الوطني".
وخلصت الندوة إلى عدة توصيات مهمة، أبرزها:
- ضرورة تكثيف الجهود التوعوية بين الطلاب حول أهمية مشروع محو الأمية.
- تقديم الدعم اللوجستي والتقني من قبل هيئة تعليم الكبار لتسهيل مهام الطلاب.
- إنشاء منصات إلكترونية تسهل التواصل بين الطلاب والدارسين، وتوفر لهم الموارد التعليمية اللازمة.
- تشجيع التعاون بين الجامعات والهيئات الحكومية لتحقيق هدف محو الأمية في أسرع وقت ممكن.
وفي الختام، أكدت الندوة أن مشروع محو الأمية ليس مهمة مؤقتة، بل هو التزام طويل الأمد يحتاج إلى تضافر الجهود من جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجامعات، من أجل بناء مستقبل أفضل لمصر.
بهذا الأسلوب، يمكن أن يسهم الطلاب في جعل التعليم حقًا للجميع، ليس فقط من خلال التحصيل العلمي، بل أيضًا من خلال مساهمتهم الفعّالة في محو أمية الآخرين.
حضر اللقاء كل من الأستاذ خالد المصري مدير عام إدارة المتابعة ومنسق كلية التجارة والأستاذة مفيدة عادل الأمير مدير عام مركز المعلومات.