في ندوة تثقيفية.. التربية النوعية وتعليم الكبار بأسيوط يعززان جهود محاربة الأمية وتكريم المتميزين
كتب - عبداللطيف محمد
في إطار تعزيز الشراكة والتعاون بين المؤسسات الأكاديمية والهيئات الحكومية، انعقدت اليوم ندوة تثقيفية تحت عنوان "إجراءات فتح فصول محو الأمية والآليات المتعلقة بها" بجامعة أسيوط. حضر الندوة نخبة من الأكاديميين والمسؤولين المتخصصين في مجال التعليم، بهدف تسليط الضوء على أهمية محو الأمية كعامل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، وتوضيح الإجراءات المتعلقة بفتح الفصول التعليمية المخصصة لهذه المهمة.
ترأست الندوة الأستاذة الدكتورة ياسمين الكحكي، القائم بأعمال عميد كلية التربية النوعية بجامعة أسيوط، التي أكدت في كلمتها على أهمية التعاون بين الجامعات والمؤسسات الحكومية لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى المتعلقة بمحو الأمية. وأشارت إلى أن الجامعة، بمختلف كلياتها، تعمل على تقديم الدعم اللازم للهيئة العامة لتعليم الكبار بهدف توسيع نطاق فصول محو الأمية ورفع مستوى كفاءة التعليم في هذه الفصول.
وقالت الدكتورة الكحكي: "إن مسألة محو الأمية تتجاوز الجوانب التعليمية البحتة، فهي تؤثر بشكل مباشر على التنمية الشاملة للمجتمع. ولهذا، فإن الجامعة تسعى إلى إحداث تأثير حقيقي من خلال تعزيز الشراكة مع الهيئة العامة لتعليم الكبار لضمان الوصول إلى كل فرد في المجتمع يحتاج إلى التعليم".
واستعرض الأستاذ الدكتور محمد عبدالباسط محمد، وكيل كلية التربية النوعية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الآليات التي يتم اتباعها لفتح فصول محو الأمية. وأوضح أن الكلية تسعى إلى تسهيل إجراءات فتح هذه الفصول بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، مع التركيز على ضمان أن تكون هذه الفصول في متناول كل مواطن يسعى للحصول على التعليم، خصوصاً في المناطق الريفية والمحرومة.
وأشار الدكتور عبدالباسط إلى أن الكلية تعمل على تطوير طرق التعليم والتدريس التي يتم اعتمادها في فصول محو الأمية، بحيث تكون أكثر فاعلية وتناسب احتياجات المتعلمين من مختلف الأعمار. كما أكد على ضرورة تحسين البرامج التدريبية الموجهة للمعلمين الذين يعملون في هذه الفصول، قائلاً: "نحن بحاجة إلى أساليب مبتكرة تساهم في جذب المتعلمين وتحفيزهم على استكمال رحلتهم التعليمية".
وفي السياق نفسه، ألقى الأستاذ نادي إبراهيم، مدير عام فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بأسيوط، كلمة أشاد فيها بالجهود المشتركة بين الهيئة والجامعة. وأكد أن الهيئة تعمل على تسهيل جميع الإجراءات اللازمة لفتح فصول محو الأمية في مختلف أنحاء المحافظة، بهدف تحقيق الهدف الأسمى وهو القضاء على الأمية تمامًا.
وأوضح إبراهيم أن الهيئة تعتمد على تنظيم دورات تدريبية مكثفة للمعلمين والمشرفين الذين يديرون فصول محو الأمية، بهدف تطوير مهاراتهم وقدرتهم على التعامل مع المتعلمين بمختلف أعمارهم واحتياجاتهم التعليمية.
وأضاف: "تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات التي نعمل على تنظيمها مع شركائنا في الجامعات لتحقيق التكامل بين الجهود الأكاديمية والميدانية".
وأكد إبراهيم أن الهيئة تسعى أيضًا إلى تطوير المحتوى التعليمي المستخدم في فصول محو الأمية ليكون أكثر ملاءمة للفئات المستهدفة، وذلك من خلال تحديث المناهج التعليمية لتتناسب مع احتياجات الأفراد غير المتعلمين في المجتمع.
وصرح الأستاذ الدكتور أحمد عبدالله الصغير، مدير مركز تعليم الكبار بكلية التربية بجامعة أسيوط، خلال الندوة قائلاً: "إن دور الجامعات في دعم جهود محو الأمية لا يقتصر على الجانب التعليمي فقط، بل يمتد إلى بناء شراكات حقيقية مع الهيئات المعنية لتقديم حلول مبتكرة ومستدامة. نحن في مركز تعليم الكبار نؤمن بأن التعليم هو الأساس لتحقيق التنمية الشاملة، وسنواصل العمل جنباً إلى جنب مع الهيئة العامة لتعليم الكبار لضمان وصول التعليم إلى كل فرد في المجتمع".
وأكد الدكتور الصغير أن مركز تعليم الكبار يعمل على تطوير برامج تدريبية متخصصة تسهم في رفع كفاءة المعلمين الذين يعملون في فصول محو الأمية، مشدداً على أهمية الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والابتكار في أساليب التعليم لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
في نهاية الندوة، تم تكريم وفد فرع أسيوط التابع للهيئة العامة لتعليم الكبار من قبل الأستاذة الدكتورة ياسمين الكحكي، القائم بأعمال عميد كلية التربية النوعية بجامعة أسيوط. وجاء هذا التكريم تقديراً للجهود الكبيرة التي يبذلها فرع الهيئة في محاربة الأمية وتحقيق نتائج ملموسة في هذا المجال.
وفي كلمتها خلال التكريم، أعربت الدكتورة الكحكي عن تقديرها العميق للدور الحيوي الذي يقوم به فريق الهيئة العامة لتعليم الكبار في أسيوط، وأكدت أن هذا التعاون بين الجامعة والهيئة يعد نموذجاً مشرفاً للعمل الجماعي الذي يصب في مصلحة المجتمع. وقالت: "إن تكريم اليوم هو اعتراف بالجهود المخلصة لفريق الهيئة في مواجهة الأمية، ونحن في الجامعة سنواصل دعم هذه الجهود بكل ما نملك من إمكانيات".
كما عبّر الأستاذ نادي إبراهيم عبدالعال عن سعادته وفخره بهذا التكريم، مشيرًا إلى أن هذا التقدير يمثل حافزًا إضافيًا لفرق الهيئة على مواصلة العمل الدؤوب والجهود الكبيرة لتحقيق الهدف المنشود. وأضاف: "هذا التكريم يعكس حرص الجميع على تكامل الجهود، ونحن ملتزمون بالمضي قدمًا في مسيرتنا نحو تحقيق تعليم شامل ومستدام للجميع".
وقد خرجت الندوة بمجموعة من التوصيات الهامة، كان أبرزها:
1. تعزيز التعاون بين الجامعات والهيئات الحكومية في مجال محو الأمية لضمان تكامل الجهود وتحقيق النتائج المرجوة.
2. تحديث المناهج التعليمية المستخدمة في فصول محو الأمية بما يتناسب مع احتياجات الفئات المستهدفة من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية.
3. تكثيف البرامج التدريبية للمعلمين والمشرفين لضمان جودة التعليم في فصول محو الأمية وتقديم دعم تعليمي يتناسب مع متطلبات المرحلة.
4. توسيع نطاق فتح فصول محو الأمية في المناطق الريفية والنائية، مع تيسير الإجراءات وتقديم التسهيلات اللازمة لنجاح هذه المبادرات.
5. تشجيع الطلاب الجامعيين على المشاركة في برامج محو الأمية، كجزء من خدمة المجتمع وتوظيف إمكانياتهم في دعم هذه الجهود.
تمثل هذه الندوة خطوة محورية في جهود محو الأمية بمحافظة أسيوط، وتعزز التعاون المثمر بين المؤسسات الأكاديمية والهيئات الحكومية لتحقيق التنمية الشاملة. ومع تكريم وفد الهيئة العامة لتعليم الكبار، تواصل الجامعة دورها الريادي في دعم قضايا التعليم ومحو الأمية، وتعمل على تقديم كل ما يلزم من إمكانيات وأفكار مبتكرة لضمان نجاح هذه الجهود وتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة.
في ندوة تثقيفية.. التربية النوعية وتعليم الكبار بأسيوط يعززان جهود محاربة الأمية وتكريم المتميزين