مبادرة مشتركة لتفعيل الدور المجتمعي لطلاب الخدمة الاجتماعية في مكافحة الأمية بأسيوط
كتب - عبداللطيف محمد عبداللطيف
في إطار الجهود الحثيثة لتفعيل التعاون بين المؤسسات التعليمية والمجتمعية لدعم قضايا التعليم ومحو الأمية، عُقد اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024، لقاء متميز بين الأستاذ نادي إبراهيم عبد العال، مدير عام فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بمحافظة أسيوط، والأستاذة الدكتورة إيمان عبد العال، عميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسيوط، بحضور الأستاذة الدكتورة راندا محمد سيد، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وفي هذا السياق، تم التأكيد خلال اللقاء الذي عقد بمكتب عميد الكلية، على أهمية تمكين الطلاب من مهارات الاتصال ومفاهيم التعلم النشط، فضلاً عن التعلم من أجل المتعة، باعتباره نهجًا يدعم التحفيز الذاتي والتفاعل الإيجابي مع المحتوى التعليمي. كما تتضمن البرامج المقدمة مناقشة الخصائص النفسية للكبار، وكيفية التعامل مع الأميين، وسبل التعرف على احتياجاتهم وتحدياتهم. وتم خلال اللقاء التنسيق لتنظيم ندوات وورش عمل، بالإضافة إلى قوافل إعلامية تستهدف تعزيز الوعي المجتمعي بضرورة فتح فصول محو الأمية، ودور الشباب في دعم هذه الجهود.. وجاء هذا اللقاء استجابةً لتوجيهات الهيئة العامة لتعليم الكبار برئاسة الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، لتوسيع نطاق الشراكات مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لتبني قضية محو الأمية كقضية قومية ذات أولوية.
وقد أشار الأستاذ نادي إبراهيم عبد العال خلال اللقاء إلى أهمية الدور الذي تلعبه كلية الخدمة الاجتماعية في تنمية الوعي المجتمعي وتعزيز المشاركة الطلابية في مشروعات محو الأمية.
وأضاف "إبراهيم": نحن نؤمن بأن طلاب الخدمة الاجتماعية، من خلال نشاطاتهم الميدانية، لديهم القدرة على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع، وأن هذه الندوات ستسهم في توسيع آفاقهم المعرفية وتشجيعهم على تبني قضية محو الأمية كجزء من رسالتهم المجتمعية.
وتم الاتفاق على تنظيم سلسلة من الندوات التثقيفية على مدار الفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي الحالي، تستهدف طلاب الفرق الدراسية الأولى والثانية والثالثة. وستركز هذه الندوات على توعية الطلاب بأهمية محو الأمية ودورهم كأعضاء فاعلين في المجتمع في نقل الرسالة إلى الأجيال القادمة، وذلك من خلال تقديم محاضرات تفاعلية ومناقشات تفتح المجال لتبادل الآراء والخبرات بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمتخصصين في مجال تعليم الكبار.
وفي هذا الصدد، أكدت الأستاذة الدكتورة إيمان عبد العال أن الكلية تحرص دائماً على تعزيز دورها المجتمعي وتقديم كل ما هو جديد لدعم القضايا الوطنية المهمة، وعلى رأسها قضية محو الأمية.
وقالت: "إن الشراكة مع الهيئة العامة لتعليم الكبار في أسيوط تأتي في إطار إيماننا العميق بأهمية التعليم للجميع، وسنعمل جاهدين على تمكين طلابنا من الإلمام بكافة الجوانب المتعلقة بهذه القضية، وتأهيلهم ليكونوا سفراء لنشر الوعي والتغيير".
كما أشارت الدكتورة راندا محمد سيد، وكيلة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى أن هذه الندوات ستسهم في تنمية مهارات الطلاب القيادية والتواصلية، وتساعدهم على فهم أعمق لاحتياجات المجتمع المحلي والعمل على تلبيتها.
وأوضحت: "نحن نسعى من خلال هذه الندوات إلى تحويل الأفكار النظرية إلى تطبيقات عملية تلمس احتياجات المجتمع، ونؤمن بأن طلابنا قادرون على تحمل المسؤولية والمشاركة بفاعلية في مشروعات التنمية المجتمعية".
ومن جانب آخر، أوضح الأستاذ نادي إبراهيم عبد العال أن الهيئة ستقدم الدعم الفني والتدريبي اللازم لنجاح هذه الندوات، من خلال توفير خبراء متخصصين في محو الأمية وتعليم الكبار، بالإضافة إلى المواد العلمية والإعلامية التي ستساعد الطلاب في الإلمام بكافة الجوانب المتعلقة بهذه القضية.
كما تناول اللقاء مناقشة إمكانية تنظيم مبادرات مجتمعية لطلاب الكلية للمساهمة في محو الأمية بالمناطق الريفية والمجتمعات الأكثر احتياجاً في محافظة أسيوط. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين الجانبين لوضع خطة تنفيذية لهذه المبادرات، تشمل إعداد برامج تدريبية للطلاب وتعريفهم بأساليب التدريس والتواصل مع المتعلمين البالغين، بالإضافة إلى تنظيم حملات إعلامية لنشر الوعي بأهمية التعليم ومحو الأمية.
حضر اللقاء كل من الأستاذة الدكتورة أسماء جمال عبد اللاه أبو زيد، مدير عام وحدة تعليم الكبار بكلية الخدمة الاجتماعية، والأستاذة رباب أحمد كامل، المدير الإداري لوحدة تعليم الكبار، وذلك في إطار حرص وحدة تعليم الكبار بالكلية على تفعيل التعاون المشترك مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، وتنسيق الجهود لتنظيم الأنشطة والبرامج التدريبية لطلاب الكلية، بما يسهم في تعزيز وعيهم المجتمعي ودورهم في دعم مشروعات محو الأمية.
وفي ختام اللقاء، أكد الجانبان حرصهما على استمرار التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة، وعبرا عن تطلعهما لتوسيع نطاق الشراكة ليشمل كليات أخرى في جامعة أسيوط، بهدف خلق جيل من الخريجين المثقفين والمساهمين في بناء مستقبل أفضل لمجتمعهم.
وفي تصريحات خاصة لجريدة «صدى الأمة» قال الأستاذ نادي إبراهيم عبد العال، مدير عام فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بأسيوط: نهدف من خلال هذه الشراكة إلى تعزيز وعي الطلاب بأهمية قضية محو الأمية، وتوجيه طاقاتهم نحو خدمة المجتمع والمشاركة الفاعلة في مشروعات التنمية المستدامة.
وأضافت الأستاذة الدكتورة إيمان عبد العال، عميدة كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة أسيوط: إن قضية محو الأمية ليست مجرد قضية تعليمية، بل هي قضية تنمية مجتمعية. ونحن في كلية الخدمة الاجتماعية نحرص على إعداد جيل من الطلاب يدركون مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم، وقادرين على مواجهة تحديات الأمية بوعي ومعرفة.
وأوضحت الدكتورة راندا محمد سيد، وكيلة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة: هذه الندوات هي فرصة لطلابنا للتعرف على التحديات التي تواجه المجتمع في مجال محو الأمية، وتطوير حلول إبداعية لدعم جهود الهيئة العامة لتعليم الكبار في القضاء على هذه الظاهرة.
وأكدت الأستاذة الدكتورة أسماء جمال على أهمية هذا التعاون المثمر بين الهيئة العامة لتعليم الكبار وكلية الخدمة الاجتماعية، مشيرة إلى دور الوحدة في دعم الطلاب وإعدادهم للمشاركة الفاعلة في مشروعات محو الأمية.
جدير بالذكر أن هذا اللقاء يمثل خطوة هامة نحو بناء شراكات فاعلة بين المؤسسات التعليمية والمجتمعية، ويسهم في تعزيز جهود محو الأمية في محافظة أسيوط. ومن خلال تضافر الجهود بين الجانبين، يمكن خلق بيئة تعليمية داعمة تُمكّن الطلاب من تحقيق رسالتهم المجتمعية والمساهمة في بناء مستقبل واعد لمصر خالٍ من الأمية.