التحول الرقمي للمجمع اللغوي: حوار مع الدكتور محمد فهمي طلبة حول مستقبل اللغة العربية
حوار - فتحية حماد
الأستاذ الدكتور محمد فهمي طلبة هو واحد من أبرز العلماء المصريين في مجال هندسة الحاسبات، وتكنولوجيا المعلومات، وهندسة اللغة، وعضو مجلس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وهو أيضا عضو بارز في جمعيات وهيئات علمية في مجال الحاسب الآلي، منها: أنه عضو المجمع العلمي المصري (2020م)، وعضو اللجنة التأسيسية للجمعية المصرية لهندسة اللغة 1995م، ورئيس مجموعة العمل الخاصة بخارطة الطريق لبرمجيات تكنولوجيا الفضاء - أكاديمية البحث العلمي 17/7/2016م، ورئيس اللجنة الفنية لتعديل مناهج الحاسب وتكنولوجيا المعلومات بوزارة التربية والتعليم، وعضو مجلس بحوث الفضاء والاستشعار عن بعد 2015م، وعضو المجلس التنفيذي لمركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية - المجلس الأعلى للجامعات 2014م، وعضو اللجنة الدائمة العليا لتكنولوجيا المعلومات - أمانة المجلس الأعلى للجامعات 2014، ونقيب العلميين بجمهورية مصر العربية 2011م، ورئيس لجنة قطاع علوم الحاسب والمعلوماتية من 2008 حتى 2015م، وعضو مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات بوزارة الاتصالات والمعلومات SOFTWARE ENGINEERING COMPETENCE CENTER - SECC، وعضو لجنة الإشراف للتنسيق بين صناعة تكنولوجيا المعلومات والمراكز البحثيةINFORMATION TECHNOLOGY ACADEMIC COLLABORATION - ITAC بوزارة الاتصالات والمعلومات، وعضو بارز SENIOR MEMBER في معهد الإلكترونيات والهندسة الإلكترونية IEEE، وعضو في جمعية الحساب الآلي (ACM) الولايات المتحدة الأمريكية، وعضو في الهيئة الدولية للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية (IASTED) – كندا، وعضو في الهيئة الدولية للحاسبات الآلية وتطبيقاتها - الولايات المتحدة الأمريكية (ISCA)، وعضو في الجمعية المصرية لنظم المعلومات وتكنولوجيا الحاسبات.
أما عن إنتاجه العلمي؛ فقد نشر سيادته أكثر من مئتين وثمانين بحثًا في مجال علوم الحاسبات والحسابات العلمية، وأشرف على ما يزيد على ستين رسالة ماجستير وخمس وثلاثين رسالة دكتوراه في جامعة عين شمس وعدد من الجامعات المصرية، كما حكَّم ما يزيد على مئة رسالة ماجستير وخمسين رسالة دكتوراه في العديد من الجامعات المصرية والعربية والدولية. كما أنه حكَّم أكثر من ثلاثمئة وخمسين بحثًا في مجال علوم الحاسبات لإجازتها للنشر؛ وذلك لعدد من المجلات والمؤتمرات المحلية والدولية. كما أنه ساعد في إنشاء وتركيب العديد من مكتبات برامج الحاسب العلمية – لمعهد BARTOL بجامعة ديلاوير DELAWARE الولايات المتحدة الأمريكية، وأشرف على إصدار الدوريات والمجلات العلمية المنشورة في مجال الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات بجامعة عين شمس وبكلية الحاسبات والمعلومات، وكذلك بوزارة الاتصالات والمعلومات مثال المجلة الدولية لهندسة البرامج (IJSE) والمجلة الدولية لعلوم المعلومات والحاسبات الذكية (IJICIS).
وبمناسبة انطلاق الموقع الإلكتروني لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، الذي يشرف سيادته على فريق العمل من الباحثين الذين يعملون على تطويره، وتشغيله، وافق سيادته على أن نجري معه الحوار الآتي:
من منطلق تخصص حضرتك؛ ما أهمية إطلاق موقع إلكتروني لمجمع اللغة العربية في الوقت الحالي؟
يأتي مشروع إنشاء موقع إلكتروني يليق بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وتاريخه الممتد لما يقارب القرن من الزمن (29 عاما)؛ بوصفه وسيلة عصرية من وسائل تحقيق أهداف المجمع وأغراضه، ويأتي في مركزها خدمة اللغة العربية، وحرصا منا على أن يتبوّأ مجمعنا اللغوي مكانته اللائقة بتاريخه الطويل الممتد طوال اثنين وتسعين عاما، قضاها علماء المجمع، وباحثوه في الحفاظ على اللغة العربية بحثا، وتحقيقا، ودفاعا، وتنمية، وتيسيرا، جاءت فكرة المشروع؛ فالموقع الإلكتروني لمجمع اللغة العربية هو وسيلة لنشر المحتوى العلمي، وتيسير الانتفاع به، وإتاحته للجمهور، في أي وقت، ومن أي مكان، وهو في الوقت نفسه وسيلة لا غنى عنها من وسائل حماية تراث المجمع من الضياع من جهة، ومن السرقة من جهة أخرى.
كما أنه ليس من اللائق ونحن في عصر تكنولوجيا المعلومات، والثورة الرقمية، أن يبقى إنتاجنا العلمي، وتراثنا اللغوي، الذي أسهم في إنتاجه علماء المجمع وباحثوه، قابعا في الأوراق، وعلى الأرفف، سواء في خزانات الكتب، أو داخل الأدراج، وما دامت رؤية الدولة المصرية لعام 2030م، تتجه نحو تعظيم الاستفادة من الوسائل الرقمية والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات، وتتجه نحو الرقمنة بوصفها وسيلة من وسائل التنمية المستدامة، وتحقيق نقلة حضارية، ومعرفية لبلادنا، ومادامت هناك وسيلة ممكنة لنشر هذا التراث، وتيسير إتاحته، والاطلاع عليه؛ فمن واجبنا أن نستثمر هذه الوسيلة المهمة عملا بقانون المجمع، الذي نص في إحدى مواده على أن يتخذ المجمع كل الوسائل الممكنة؛ لتحقيق أغراضه في خدمة اللغة العربية وحمايتها، ومن هنا، جاء إنشاء الموقع الإلكتروني لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.
ما أهم الأهداف التي أنشئ من أجلها الموقع؟ وما أهم الإنجازات التي تحققت؟
نجح فريق عمل الموقع الإلكتروني الذي أشرف عليه في مشروع تطوير الموقع الإلكتروني ومشروع رقمنة المحتوى العلمي للمجمع، وهو فريق كبير من باحثي المجمع الأكفاء، والنشطاء، ومن مسؤولي الحاسب الآلي، على اختلاف تخصصاتهم؛ فقد نجحوا في تحقيق معظم الأهداف التي حددناها منذ بداية العمل، ومنها:
(أ) نشر تراث المجمع العلمي والمعرفي الذي أنشأه على امتداد تاريخه، وتيسير الانتفاع به، والتوصل إليه، بهدف الاطلاع عليه وتوظيفه في الحياة العلمية وفي الواقع المجتمعي.
(ب) مد جسور الصلة بينه وبين المجامع العربية والأكاديميات العلمية من خلال المشاركة بما لديه من تراث معرفي، وإنتاج فكري نشط في الحوار الثقافي عبر شبكة الإنترنت مع غيره من المؤسسات المحلية، والإقليمية، والعالمية.
(ج) تحقيق التواصل مع الواقع العلمي، والواقع المجتمعي لتفعيل قرارته ونتائج أبحاثه، تحديثا وتصويبا وتعريبا وتنمية لمفرداته.
(د) تعريف جمهور المجمع، والباحثين، والمهتمين باللغة العربية من أي مكان في العالم بجهود علمائه، وأعضائه، وباحثيه، وذلك عن طريق إتاحة محرك بحث يمكن الزائرين من البحث عن الأعضاء بأسمائهم، واستكشاف سيرهم الذاتية، وعن طريق إتاحة قسم للوسائط المرئية يمكن الزائرين من الاطلاع على مقاطع مرئية لكل عضو من الأعضاء، لعل هذا المقاطع تعين الزائر على تكوين صورة واقعية حية للسادة الأعلام الذين ربما يسمع عنهم، ولكنه لم تتح له الفرصة لأن يسمع منهم، ويشاهدهم.
(ه) إتاحة فعاليات المجمع العلمية والثقافية للجمهور، ليتسنى لمن لا تمكنه ظروفه من حضورها، أن ينتفع بما يلقيه العلماء والباحثون من أوراق علمية، أو نقاشات، أو غيرها.
(و) إنشاء محرك البحث الخاص بالمحتوى العلمى واللغوي.
ما أهمية إنشاء محرك بحث للمعاجم اللغوية والعلمية؟
أنت حين تريد البحث عن معنى كلمة ما، فسيكون من الواجب عليك أن تحضر المعجم إذا كان موجودا أمامك، وتبحث عن الكلمة بعد أن تفحص عددا من الأوراق حتى تعثر على الكلمة؛ هذا إن وجدتها، ولكنك الآن ما عليك سوى كتابة الكلمة في المكان المخصص للبحث عن الكلمة داخل الموقع، وخلال ثوان معدودة، ستظهر لك نتيجة البحث في المعاجم المختلفة المتاحة على الموقع التي وردت فيها هذه الكلمة، وهذا يعني أنك ستجد تعريفا لغويا للكلمة، وتعريفا اصطلاحيا في المعاجم المتخصصة التي انتهى فريق العمل من إنجازها، وحوسبتها، كما يمكن أن تقارن بين معاني كلمة واحدة في مجالين مختلفين في معجم واحد، أو معاجم مختلفة، أو أن تبحث عن كلمتين مختلفتين في المعجم الواحد، أو كل المعاجم المتاحة.
لاحظنا أن واجهة الموقع الإلكتروني لها طابع مميز؛ فهل يمكن أن تحدثنا حضرتك عن فكرة هذه الواجهة، وفلسفتها؟
نجح فريق العمل في تطوير واجهة الموقع الإلكتروني لمجمع اللغة العربية لتكون أكثر جاذبية، وأكثر قدرة على استيعاب المحتوى العلمي الضخم، المتنامي، وصارت أكثر قدرة على خدمة الزائر، ومعبرة عن عراقة مجمعنا اللغوي، وأهدافه الوطنية والقومية، ورموزه العلمية، وصار بإمكان الزائر التجول داخل المحتوى المعرفي بسهولة، وكأنه يتحرك في أروقة المجمع دون الحاجة إلى أن يأتي إليه؛ أينما كان,
كيف استثمر الموقع التراث المرئي لأعضاء المجمع؟
قام فريق العمل أولا بإنشاء قناة مرئية رسمية باسم المجمع على موقع يوتيوب https://www.youtube.com/@magmaa1932،
واستثمرنا ذلك في عرض التراث المجمعي المرئي المحفوظ لدينا، وقمنا برفع جميع فعاليات المجمع العلمية والثقافية، سواء كانت جلسات علمية مصورة في مؤتمرات سابقة، أو ندوات ثقافية، أو حفلات استقبال لأعضاء جدد، أو حفلات تأبين لأعضاء رحلوا، أو أوراق بحثية ألقاها الأعضاء والباحثون في محافل علمية مختلفة، والهدف من ذلك كله هو الاستفادة مما أتاحته وسائل التواصل الاجتماعي، من مواقع، وآليات تعين على نشر العلم والمعرفة، وتساعد على تعظيم الاستفادة بها لدى جمهور واسع من المهتمين باللغة العربية، على اختلاف طبقاتهم، وانتماءاتهم، وأماكنهم.
من جهة أخرى قمنا بتخصيص قسم على الموقع الإلكتروني تحت عنوان الوسائط، ومن خلاله تُعرض الفعاليات، والأنشطة المختلفة التي ينشرها فريق العمل على قناة يوتيوب الرسمية.
فقد نجد – على سبيل المثال - في القسم الخاص باليوم العالمي للغة العربية بعض المرئيات التي توثق احتفاء المجمع بهذا اليوم
وفي قسم صور تذكارية سيجد بعض الصور التي وثقت أحداثا تاريخية لتكريمات محلية ودولية نالها عدد من أعضاء المجمع
كيف قدم الموقع الإلكتروني للمجمع أعضاءه من العلماء إلى محبي اللغة العربية؟
طور فريق العمل القسم الخاص بأعضاء المجمع؛ فصار أكثر تعبيرا عن أصالة المجمع ومعاصرته؛ فأصبح معبرا عن تراثه من جهة، ومواكبته للعصر وتواصل أجياله من جهة أخرى:
هل صار بإمكان زائري الموقع مطالعة إصدارات المجمع العلمية وقراءتها؟
نعم خصصنا قسما خاصا بالإصدارات العلمية التي أنتجها علماء المجمع وباحثوه على امتداد تاريخه، وقمنا برقمنة كل هذه الإصدارات وإتاحتها في صورة PDF، وأصبح بإمكان الزائر مطالعة أي إصدار يحتاج إليه؛ بمجرد الضغط على الحقل المعرفي الذي ينتمي إليه الكتاب، ولكن عليه أولا أن ينشئ حسابا بإيميله الخاص، وأن يسجل الدخول إلى الموقع، ومن ثم يستطيع مطالعة كل الإصدارات التي عكفنا على مسحها ضوئيا عبر أدوات، وآليات وتقنيات حديثة، تساعدنا على تقديم صورة عالية الجودة للكتب، مع تأمين الكتب بوضع شعار المجمع في شكل علامات مائية تحفظ للمجمع حقوقه العلمية والفكرية؛ فعلى سبيل المثال أصبحت كل المعاجم اللغوية والعلمية التي أنتجها المجمع متاحة، وصارت أعداد مجلة المجمع متاحة للباحثين، وزائري الموقع بعد رقمنتها، ومراجعتها، ومطابقتها للنسخ الورقية، من العدد الأول حتى العدد 148، وكل أعمال اللجان العلمية واللغوية، وكتب التراث المحققة التي قام المجمع برعاية تحقيقها علميا وماديا؛ لتصير جزءا من نشاطه ونتاجه العلمي والمعرفي، وجميع الكتب المؤلفة بكل ما تشتمل عليه من أبحاث، ومقالات، ألفها أعضاء المجمع، وباحثوه، خلال أكثر من تسعين عاما مضت.
هل يسر الموقع للجمهور سبل التواصل والاستفسارات وتقديم الاقتراحات إلى المجمع؟
نعم خصصنا قسما خاصا لذلك عنوانه (اسأل المجمع)، وخصصنا قسما لعرض الردود والإجابات لتعميم الفائدة، كما أنشأنا بريدا خاصا لاستقبال أي استفسار أو سؤال أو اقتراح من زائري الموقع
التحول الرقمي للمجمع اللغوي: حوار مع الدكتور محمد فهمي طلبة حول مستقبل اللغة العربية