البكالوريا المصرية
بقلم - طلعت الفاوي
بداية نحب أن نوضح أن أهم وأخطر مشروع قومي واستراتيجي لأي دولة هو التعليم وكل التجارب التي نجحت بدأت بمشروع التعليم وعلى سبيل المثال دولة ماليزيا التي كانت تعج بالفساد والفوضى حتى جاء مهاتير محمد بمشروع استراتيجي للتعليم وطبقه وتقدمت الدولة ونحن في مصر ما زلنا نبحث عن هذا المشروع القومي المناسب لنا للنهوض بالتعليم وبالتبعية النهوض معه بالدولة ومعظم الوزراء السابقين للتعليم اجتهدوا بداية من فتحي سرور وحسين كمال وحتى طارق شوقي وقدموا تجارب ولكن جميعها لم تنجح لأسباب مختلفة.
أما لأن التجربة لا تتوافق ولا تتناسب مع هويه مصر أو لأن التجربة كانت تحتاج إلى إعداد وتأهيل مسبق أو لأن تطبيقها لم يكن كما يجب حتى وصلنا إلى محمد عبد اللطيف الوزير الحالي والذي قدم مقترح نظام البكالوريا ومنذ إعلان المقترح وهناك حاله من التوتر داخل الأسرة المصرية وحال أخرى من الجدل بين عنصر العملية التعليمية خاصة بعد تصريحات الوزير بأنه سيتم تطبيقها من العام القادم على طلاب الصف الأول الثانوي، وحتى نطمئن الأسر وكذا عناصر العملية التعلمية نؤكد أن نظام البكالوريا هو حتى الآن مجرد اقتراح مقدم من وزير التربية والتعليم.
ولن يتم تطبيقه إلا بعد المرور على عده جهات وهى لجنة التنمية البشرية التابعة لمجلس الوزراء لبحث إليه التنفيذ ثم أخذ رأى المجلس الوطني للتعليم التي يضع السياسات للعملية التعليمية ثم طرحه على مجلس النواب ثم طرحه على الحوار المجتمعي قبل تنفيذه أي أن الموضوع لم يتم البت فيه وفى وجهة نظري أن وزير التعليم أخطأ حينما اعلن عن تنفيذ التطبيق من العام القادم قبل مرور المقترح على كل هذه الجهات وصدور تشريع من مجلس النواب لان ما سيقوم به هو تغيير في نظام تعليمي يتحتم صدور قانون أولا قبل التطبيق.
وأخيرا نبعث برسالة إلى معالي وزير التعليم ونقوله له نحن نثمن ونقدر جهد سيادتكم لمحاولة التطوير في منظومة التعليم ولكن عليكم الأخذ في الاعتبار أثناء القيام بذلك عده نقاط منها أي مقترح يحتاج إلى مزيدا من النقاش المجتمعي والتطوير التشريعي قبل تطبيقه ولابد من وجود رؤية واضحة وأهداف يستند إليها ولابد من إعداد وتأهيل مسبق للمواد الدراسية والمناهج خاصة بعد تحويل مواد إلى أساسية.
وضمها للمجموع مثل مادة التربية الدينية وعودة مواد مرة أخرى للمجموع بعد أن لغيتها هذا العام مثل اللغة الأجنبية الثانية (الفرنساوى) كما أن تدريس مواد برمجة وذكاء اصطناعي يحتاج أكيد إلى مناهج جديدة لتحقيق الهدف من دراستها وفى جميع الأحوال لا يمكن تطبيق نظام جديد في ظل غياب التحضير الكافي من حيث إعداد المعلمين والمحتوى التعليمي.