إندونيسيا تُعزّز مكانتها الدولية بانضمامها إلى مجموعة البريكس
في خطوة تاريخية تُبرز تحولات مهمة في موازين القوى الجيوسياسية، أصبحت إندونيسيا أول دولة في جنوب شرق آسيا تنضم إلى مجموعة البريكس، وهو تجمع اقتصادي يضم بعضاً من أقوى الاقتصادات الناشئة في العالم. جاء الإعلان عن انضمام إندونيسيا بعد موافقة الدول الأعضاء بالإجماع، وفقاً لما أكدته الحكومة البرازيلية مؤخراً.
كانت إندونيسيا قد تقدمت بطلب الانضمام أواخر العام الماضي، لكن القرار النهائي جاء في عهد الرئيس برابوو سوبيانتو، الذي تولى منصبه في أكتوبر الماضي. يُعرف برابوو بتبنيه نهجاً دبلوماسياً أكثر انفتاحاً ونشاطاً مقارنة بسلفه، جوكو ويدودو، الذي فضل التريث ودراسة جدوى الانضمام قبل اتخاذ الخطوة.
رؤية استراتيجية للتعاون
اعتبرت الحكومة الإندونيسية أن الانضمام إلى البريكس يمثل فرصة لتعزيز التعاون مع الدول النامية، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة، ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. كما ترى القيادة الإندونيسية أن هذه الخطوة تُسهم في تحقيق أولوياتها الوطنية مثل مكافحة الفقر وتطوير رأس المال البشري، فضلاً عن تعزيز مكانة البلاد كلاعب دولي مؤثر.
سياسة خارجية مرنة ومستقلة
ورغم انضمامها لهذا التكتل، أكدت إندونيسيا تمسكها بسياسة خارجية متوازنة ومستقلة. أشار وزير الخارجية الإندونيسي إلى أن الانضمام للبريكس لا يعني الانحياز لأي محور سياسي أو اقتصادي بعينه، بل يُعبّر عن التزام البلاد بالتعاون متعدد الأطراف لدعم التنمية المشتركة.
البريكس: نافذة جديدة لجنوب شرق آسيا
مع انضمام إندونيسيا، تأخذ مجموعة البريكس بُعداً جديداً يشمل منطقة جنوب شرق آسيا، ما يُعزز من تأثيرها العالمي. وبذلك، تتطلع جاكرتا إلى استثمار هذه العضوية في تعزيز مكانتها الاقتصادية والسياسية على الساحة الدولية، مُجسدةً توجهاتها نحو الانفتاح والعمل الجماعي لتحقيق أهدافها الوطنية والدولية.