المسجد الكبير بجريس..منارة العلم وقبلة العلماء
بقلم- فتحية حماد
المسجد الكبير بقرية جريس مركز أشمون بمحافظة المنوفية لم يكن كأي المساجد فهو الأول الذي شيد منذ مئات السنين، ومنذ بنائه حتى الآن يعد تاج جوامع القرية ومجمع الفضائل ومحل العبادة .
ورغم توالي بناء المساجد بعده إلا أن مكانته مازالت محفورة داخل وجدان أبنائه حتى الطيور المهاجرة من أبناء القرية، فهو مرتع الصبا، والجموح، والبدايات، والحنين إلى الذكرىات التي لم تبرح الخيال. وللمسجد بصمته الواضحة في تشكيل شخصية أبنائه الذين أصبحوا شيوخا في التجربة وشيوخًا في المكانة وشيوخًا في العلم وشيوخًا في الحزم. وسفراءً لدولة التلاوة في القرآن الكريم والفقه الإسلامي.
رواده من القاصي والداني يتهافتون على حلقاته الإيمانية ويتذكرون ذكرياتهم مع المسجد كالصلاة فيه واستماع الدروس الدينية من المشايخ والعلماء الكبار في القرية أو حتى ذكريات اللعب حول المسجد مع الأقران الصغار من الأطفال. والجميع كبيرا وصغيرا لا يعلم سر جاذبية هذا المكان وهذا الشعور الروحاني الذي يرقق القلب.
يقع المسجد الكبير في شارع يسمى بالشارع الوسطاني تم إعادة بنائه بالجهود الذاتية في يونية 1991م لهذا يعتبر حديثاً من حيث البناء قديمًا من حيث الإسم على مساحة وفي 2024 تم عمل إحلال وتجديد للمسجد وبني على مساحة 800متر بالجهود الذاتية أيضا وأصبح في ثوبه الجديد هذا الشكل المعماري الفريد من نوعه عندما تقع عينيك على مأذنته أو تتجول داخل ساحته تشعر أنك في رحاب الجامع الأزهر.
ربما يكمن السر في شغف وحب الكثير للمسجد الكبير هو العلماء الأجلاء الذين يحاوطونه من كل الاتجاهات يظلهم بظلاله ويشملهلم بعطاءه ويغمرهم بتمام الفيض فالجميع يشهد بكرمه وفضله فتجد في الناحية الغربية له وباتجاه جسر البحر يقع العالم الجليل العلامة الدكتور كيلاني المهدي الذي تشعر وانت تستمع إلى أحاديثه أو خطبه في المسجد كأنك تستمع إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي من سلاسة أسلوبه وسهولة سرده للقصص الدينية وتفسير الايات القرآنية أيضا في هذا الاتجاه تجد الشيخ عبدالعاطي التش معلم ومحفظ القرآن الكريم الذي يشعرك وأنت تستمع إليه يؤذن للصلاة بصوته العذب بأنك تستمع إلى الشيخ نصر الدين طوبار والمشايخ والمبتهلين الكبار ومن الناحية القبلية شارع الشرايفة الذي يوجد به الشيخ محمد شاهين محفظ القرآن الذي تعلم على يديه الكثير من المشايخ الموجودة الآن والناحية الشرقية شارع داير الناحية وكتاب الشيخ عبدالعزيز تقي محفظ القرآن أيضا ،وبالتالي تجد نفسك وانت في حضرة المسجد الكبير انك محاط بعلوم القرآن من كل جانب الأمر الذي يجعل روحك تهفو نحو هذا الصرح الديني الكبير كما أن الجامع الكبير هو مسجد الإجابة والفلاح والعبادة والرجاء ورغم كل ذلك لم نعرف من الصغر حتى الكبر سر هذا الجذب الإلهي في ذلك المسجد.