حفل تكريم المتحررات من الأمية والفائزات بمسابقة "سيدات من القرآن" بالدقهلية
كتب - حسن سليم
في مشهد مهيب يعكس انتصار الإرادة والعزيمة، شهدت محافظة الدقهلية حفل تكريم مجموعة من السيدات اللواتي استطعن تجاوز تحدي الأمية، ليس فقط بالتعلم والقراءة، ولكن أيضًا بحفظ كتاب الله عز وجل.. وجاء الحفل، الذي أُقيم برعاية بيت مال المسلمين بالحجايزة ومؤسسة أبطال مصر للتنمية البشرية والمستدامة، تتويجًا لجهود هؤلاء السيدات اللواتي حققن إنجازًا استثنائيًا في مسابقة "سيدات من القرآن".
وفي كلمته خلال الحفل، أكد الأستاذ حماد الحسيني، مدير عام فرع تعليم الكبار بالدقهلية، أن هذا التكريم ليس مجرد احتفاء بالنجاح، بل هو تقدير لرحلة كفاح طويلة خاضتها هؤلاء السيدات للوصول إلى هذه اللحظة الفارقة في حياتهن. وقال الحسيني: "هؤلاء السيدات لم يكتفين بالتخلص من ظلام الأمية، بل مضين قدمًا في نور العلم والإيمان، وها هن اليوم يتوجن جهدهن بحفظ كتاب الله، وهو شرف عظيم يستحق كل تقدير ودعم".
وأوضح الحسيني أن الجوائز التي قدمت للفائزات لم تكن رمزية فقط، بل جاءت لتعزز من دورهن في المجتمع وتساعدهن في حياتهن اليومية. حيث شمل التكريم تقديم أجهزة منزلية مثل شاشات تليفزيون، وغسالات أوتوماتيك، وبوتاجازات، وذلك تعبيرًا عن الدعم الكامل لهن في رحلتهن الجديدة نحو مزيد من التعلّم والاستقلالية.
وفي خطوة تهدف إلى استدامة هذا النجاح، أعلن الحسيني عن اتفاق رسمي بين بيت مال المسلمين بالحجايزة ومؤسسة أبطال مصر للتنمية البشرية والمستدامة، يهدف إلى فتح فصل تعليمي جديد لمواصلة تعليم هؤلاء السيدات في المرحلة الإعدادية. وقال الحسيني: "النجاح الحقيقي لا يتوقف عند محو الأمية، بل يمتد ليشمل استكمال مراحل التعليم المختلفة، وهذا ما نطمح إليه من خلال مبادرة أسرة مصرية ما بعد محو الأمية، التي تسعى إلى فتح آفاق جديدة أمام المتحررات من الأمية ليواصلن طريق التعلم والمعرفة".
حظي الحفل بحضور مجموعة من الشخصيات البارزة، الذين أكدوا جميعهم أهمية دعم مثل هذه المبادرات التي تسهم في تغيير حياة الأفراد والمجتمع نحو الأفضل. وكان من بين الحضور الدكتور عماد عبد العزيز، والأستاذ الدكتور السيد محمد أحمد الشرقاوي، عضو لجنة مراجعة المصحف الشريف، والأستاذ الدكتور عبد الباري محمد الطاهر، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الفيوم، إضافة إلى فضيلة الشيخ مصباح محمد العريفي، وكيل وزارة الأزهر الشريف بشمال سيناء، الذين أثنوا جميعهم على دور هذه السيدات في الحفاظ على القيم الإسلامية والعلمية.
كما شهد الحفل حضور العميد حسن أمين، مدير الرقم القومي والسجلات المدنية بالدقهلية، الذي أكد على أهمية توفير الدعم القانوني والإداري للمتخرجات، لضمان حصولهن على حقوقهن المدنية كاملة، بما في ذلك إصدار بطاقات الرقم القومي لكل من أنهت برنامج محو الأمية.
من جانبه، أشاد الدكتور أحمد بدران، مدير مستشفى السنبلاوين، بجهود السيدات وأكد أن محو الأمية له أثر مباشر على الوعي الصحي، حيث تُصبح المرأة القادرة على القراءة أكثر قدرة على متابعة حالتها الصحية وحالة أسرتها.
كما كانت الأستاذة مرفت السيد عبده، مدير إدارة السنبلاوين، والأستاذ عماره السيد عماره، مدير إدارة التضامن الاجتماعي بالسنبلاوين، والأستاذة أميرة فكري عبد السلام من المعينين الجدد بالسنبلاوين، ضمن الحضور، حيث عبروا عن فخرهم بهذا الإنجاز الكبير الذي يعكس قوة المرأة المصرية وإصرارها على تحقيق ذاتها.
في ختام الحفل، شدد الأستاذ حماد الحسيني على أن هذا الحدث ليس مجرد احتفاء بنجاح فردي، بل هو خطوة نحو بناء مجتمع أكثر وعيًا، قائلًا: "إن تمكين المرأة من التعلم ليس فقط استثمارًا في مستقبلها، بل هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة، فالأم المتعلمة قادرة على تربية أطفال أكثر وعيًا وإدراكًا لأهمية العلم".
وأكد أن فرع تعليم الكبار بالدقهلية سيواصل جهوده لتوسيع نطاق المبادرات التعليمية، ليس فقط لمحو الأمية، ولكن لدعم التعليم المستدام الذي يمكن الأفراد من تحسين حياتهم على كافة المستويات.
واختُتم الحفل وسط أجواء من الفخر والفرح، حيث عبرت السيدات المكرمات عن سعادتهن الغامرة بهذا التكريم، مؤكدات أن هذه ليست نهاية رحلتهن مع التعلم، بل هي بداية لمستقبل أكثر إشراقًا.
حفل تكريم المتحررات من الأمية والفائزات بمسابقة "سيدات من القرآن" بالدقهلية