recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

طلاب CIC يطلقون حملة "أرحب" لمواجهة التسول الرقمي على تيك توك

الصفحة الرئيسية
الحجم

 

طلاب CIC يطلقون حملة "أرحب" لمواجهة التسول الرقمي على تيك توك

طلاب CIC يطلقون حملة "أرحب" لمواجهة التسول الرقمي على تيك توك


كتب - حسن سليم

في ظل التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت أنماط جديدة من السلوكيات التي تستغل هذه المنصات لتحقيق مكاسب غير مستحقة. ومن بين أبرز هذه الظواهر التي باتت تشكل قلقًا اجتماعيًا وأخلاقيًا، ظاهرة التسول الرقمي، التي انتشرت بشكل واسع على تطبيق تيك توك، حيث يقوم بعض الأفراد ببث مباشر "لايف" بهدف الحصول على تبرعات وهدايا مالية من المتابعين، دون تقديم أي محتوى هادف أو قيمة حقيقية للمجتمع.  


من هنا، أطلق طلاب جامعة CIC حملة توعوية تحت اسم "أرحب"، بهدف التصدي لهذه الظاهرة المتنامية، وتوعية الجمهور بمخاطرها، وتأثيرها السلبي على المجتمع، وخاصة فئة الشباب والمراهقين الذين يقضون ساعات طويلة على هذه المنصات.  


  

تركز حملة "أرحب" على تسليط الضوء على الممارسات غير الأخلاقية لبعض المستخدمين الذين يستغلون عواطف المتابعين من خلال استدرار تعاطفهم بطرق مختلفة، مثل ادعاء الفقر، أو اختلاق قصص مؤثرة لجذب التبرعات، أو حتى طلب الهدايا بشكل مباشر دون تقديم أي محتوى إبداعي أو تعليمي. ومن خلال الحملة، يسعى الفريق إلى تعزيز ثقافة دعم صناع المحتوى الحقيقيين، الذين يقدمون فائدة حقيقية للمجتمع، بدلاً من تشجيع التسول الرقمي الذي يحول المنصات التفاعلية إلى ساحات للاستغلال العاطفي والمادي.  


قام فريق "أرحب" بتنفيذ عدد من الفعاليات والأنشطة التوعوية التي تستهدف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها:  


1. إطلاق حملات رقمية عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لرفع وعي المستخدمين حول خطورة التسول الرقمي، وطرق التمييز بين صانع المحتوى الحقيقي والمتسول الرقمي.  


2. إعداد فيديوهات توعوية قصيرة تحاكي الأساليب التي يستخدمها البعض لاستدرار العطف والحصول على الأموال دون مقابل، مع تقديم نصائح حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة بوعي ومسؤولية.  


3. تنظيم ندوات ولقاءات إلكترونية مع خبراء في الإعلام الرقمي والتكنولوجيا، لمناقشة تأثير التسول الرقمي على المحتوى العربي، وكيفية مواجهة هذه الظاهرة من خلال الوعي المجتمعي والتشريعات القانونية.  


4. توجيه رسائل مباشرة لمستخدمي تيك توك تحثهم على دعم المحتوى الهادف، وعدم المساهمة في انتشار هذه الممارسات التي تشجع على الكسل والاستغلال بدلاً من الإبداع والعمل.  


جدير بالذكر أن ظاهرة التسول الرقمي تهدد القيم الأخلاقية للمجتمع، حيث تدفع بعض الأفراد إلى الاعتماد على هذه الوسائل السهلة لجني المال، بدلاً من البحث عن طرق مشروعة للعمل أو تقديم محتوى مفيد. كما أن هذا النوع من التفاعل السلبي يساهم في تراجع جودة المحتوى العربي، حيث يتجه بعض المستخدمين إلى استغلال تيك توك كوسيلة للكسب السهل، بدلًا من تقديم محتوى إبداعي أو تعليمي يثري المشاهدين.  


وتكمن أهمية حملة "أرحب" في كونها أول حملة طلابية في مصر تتبنى قضية التسول الرقمي على تيك توك بشكل جاد، وتسعى إلى إحداث **تغيير حقيقي في سلوك المستخدمين، عبر نشر الوعي وفتح النقاش حول هذا الموضوع الذي أصبح يشكل ظاهرة اجتماعية تستوجب التوقف عندها.  


يؤمن فريق الحملة بأن التغيير يبدأ من وعي الأفراد، وأن لكل شخص مسؤولية في الحد من انتشار الظواهر السلبية على الإنترنت. لذلك، يدعو الفريق جميع المستخدمين إلى التفكير قبل إرسال الهدايا الرقمية أو التبرعات، والتأكد من أن الشخص الذي يتلقى الدعم يقدم شيئًا ذا قيمة فعلية.  


ويؤكد الفريق على أهمية دعم المواهب الحقيقية وصناع المحتوى الجادين، الذين يبذلون جهدًا لتقديم محتوى تعليمي، ترفيهي، أو ثقافي يفيد المجتمع، بدلاً من المساهمة في انتشار ثقافة "التسول الرقمي" التي تؤدي إلى تراجع مستوى المحتوى وتدفع البعض إلى استغلال تعاطف الآخرين لكسب المال بسهولة.  


يطمح فريق "أرحب" إلى توسيع نطاق حملته من خلال التعاون مع مؤسسات إعلامية ومنصات توعية، لإيصال رسالته إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين، وتشجيع الشركات والمنظمات على تبني سياسات تدعم المحتوى الهادف، وتحد من انتشار الظواهر السلبية على منصات التواصل الاجتماعي.  


كما يسعى الفريق إلى إجراء دراسات وإحصائيات حول تأثير التسول الرقمي على المجتمع، بهدف تقديم توصيات يمكن أن تسهم في وضع سياسات تنظيمية تحد من هذه الظاهرة وتضمن بيئة إلكترونية أكثر وعيًا ومسؤولية.  


حملة "أرحب" ليست مجرد مشروع تخرج، بل هي رسالة وعي تهدف إلى تصحيح المسار، وإعادة تشكيل ثقافة التفاعل الرقمي بما يخدم قيم الإبداع والعمل الجاد، بعيدًا عن الاستغلال والتربح غير المشروع. ومن خلال هذه الحملة، يثبت طلاب CIC أن جيل الشباب قادر على إحداث التغيير الإيجابي، والمساهمة في بناء مجتمع رقمي أكثر وعيًا ومسؤولية.

google-playkhamsatmostaqltradent