recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

طلاب إعلام CIC يطلقون مشروع تخرج للتوعية بخطورة المراهنات الإلكترونية

الصفحة الرئيسية
الحجم

 


طلاب إعلام CIC يطلقون حملة زي الماريونيت للتوعية بمخاطر المراهنات الإلكترونية 


كتب - حسن سليم


أطلق مجموعة من طلاب كلية الإعلام بالجامعة الكندية CIC حملة توعوية تحت اسم زي الماريونيت، وذلك ضمن مشروع تخرجهم لهذا العام.. تهدف الحملة إلى تسليط الضوء على المخاطر الجسيمة للمراهنات الإلكترونية، والتي أصبحت تهدد حياة الكثيرين دون أن يدركوا العواقب الحقيقية التي قد تواجههم بسببها.  


المراهنات الإلكترونية لم تعد مجرد نشاط ترفيهي كما يروج لها، بل تحولت إلى فخ اقتصادي ونفسي واجتماعي يوقع الشباب في دوامة من الخسائر والإدمان. تبدأ التجربة عادة برهان بسيط يبدو غير مؤذٍ، لكن سرعان ما يجد الشخص نفسه مأسورًا في دائرة لا تنتهي من الرغبة في تعويض الخسائر وتحقيق المكاسب السريعة. وهكذا، تتحول المتعة المزعومة إلى كارثة مالية وضغط نفسي قد يصل إلى حد الاكتئاب والعزلة، فضلًا عن المشاكل الاجتماعية التي قد تؤدي إلى تفكك الأسر وتدهور العلاقات الشخصية.  


فكرة الحملة وشعارها 


حملة زي الماريونيت تستهدف كشف الأساليب التي تستخدمها مواقع المراهنات الإلكترونية في استدراج المستخدمين، حيث تعتمد هذه المواقع على إعلانات مبهرة ووعود كاذبة بتحقيق الثراء السريع. من خلال محتوى بصري قوي ورسائل توعوية مباشرة، توضح الحملة كيف أن المراهنات الإلكترونية تجعل من المشاركين فيها مجرد دمى تتحكم فيها الخوارزميات والاستراتيجيات المصممة لجذبهم وإبقائهم في حالة دائمة من الإنفاق والمراهنة.  


اختار الطلاب رهانك خسران ليكون شعار الحملة، في إشارة إلى الحقيقة التي لا يدركها الكثيرون، وهي أن جميع هذه المراهنات مصممة بحيث يكون اللاعب هو الخاسر دائمًا، بينما تحقق المنصات أرباحًا ضخمة على حسابهم. فحتى في اللحظات التي يبدو فيها أن اللاعب يحقق مكسبًا، تكون هذه مجرد استراتيجية ذكية لإبقائه متحمسًا وضخ المزيد من الأموال، إلى أن يجد نفسه في النهاية غارقًا في الخسائر.  


ويعمل فريق الحملة على تحقيق عدة أهداف رئيسية تتماشى مع رؤية التنمية المستدامة، وبالتحديد الهدف الخاص بالعمل اللائق ونمو الاقتصاد، حيث تسعى الحملة إلى حماية الشباب من الوقوع في فخ هذه الظاهرة الرقمية الخطيرة التي تهدد استقرارهم المالي والنفسي.  


من أبرز الأهداف التي تسعى الحملة لتحقيقها:  


- رفع مستوى الوعي بمخاطر المراهنات الإلكترونية وتوضيح كيف تستغل هذه المنصات الشباب وتجذبهم بطرق خادعة تجعلهم ينفقون أموالهم دون وعي.  


- تقديم محتوى توعوي للأهالي يساعدهم على فهم طبيعة المشكلة وكيفية التعامل معها بحكمة، خاصة مع تزايد انتشار المراهنات بين الفئات العمرية الصغيرة.  


- حماية الصحة النفسية من التوتر والضغط النفسي اللذين يسببهما الإدمان على المراهنات الإلكترونية، حيث تؤدي هذه العادة إلى حالات من الإحباط والاكتئاب بسبب الخسائر المتكررة.  


- تقليل الخسائر الاقتصادية التي يعاني منها الشباب نتيجة إدمان المراهنات، حيث تلتهم هذه المواقع مدخراتهم وتضعهم في مواقف مالية صعبة قد تصل إلى الاستدانة واللجوء إلى طرق غير مشروعة لتعويض الخسائر.  


- تعزيز الوعي الرقمي حتى يصبح الشباب أكثر وعيًا بالمخاطر الإلكترونية، ويتمكنوا من تجنب الوقوع في الفخاخ الرقمية التي تستهدف استنزافهم ماديًا ونفسيًا.  


ويعتمد فريق زي الماريونيت على مجموعة متنوعة من الوسائل لنشر رسالته والوصول إلى الفئة المستهدفة. تشمل هذه الوسائل:  


- إنتاج مقاطع فيديو توعوية قصيرة تسلط الضوء على قصص حقيقية لأشخاص وقعوا ضحية المراهنات الإلكترونية، وتكشف كيفية استدراجهم وخداعهم من قبل هذه المواقع.  


- نشر محتوى رقمي جذاب عبر منصات التواصل الاجتماعي يوضح المخاطر بأسلوب بسيط وسهل الفهم، مع تقديم إحصائيات وحقائق صادمة حول حجم الخسائر التي تسببها هذه الممارسات.  


- عقد ورش عمل وندوات توعوية بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية، لمناقشة الموضوع بشكل أعمق وتقديم حلول عملية للشباب الذين يعانون من هذا الإدمان.  


- إطلاق حملة إلكترونية موسعة تدعو المشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم القضية والمساهمة في نشر الوعي حول مخاطر المراهنات الإلكترونية.  



وأصبحت المراهنات الإلكترونية خطرًا يهدد استقرار الشباب والمجتمعات، حيث تعتمد على تقنيات متقدمة لجذب اللاعبين وإبقائهم في حالة دائمة من المشاركة. من خلال الذكاء الاصطناعي وتحليل سلوك المستخدمين، تتمكن هذه المنصات من تصميم عروض مغرية تحفز المشاركين على إنفاق المزيد من الأموال دون إدراك العواقب.  


تتفاقم المشكلة عندما تتحول المراهنات إلى إدمان حقيقي، حيث يشعر اللاعب بأنه غير قادر على التوقف، حتى بعد أن تكبد خسائر فادحة. وفقًا لدراسات حديثة، فإن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يدخلون عالم المراهنات الإلكترونية يعانون من اضطرابات نفسية ومشاكل مالية بعد فترة وجيزة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمعات.  



وتعتبر مواجهة المراهنات الإلكترونية مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات، حيث ينبغي تكثيف الجهود لنشر الوعي وحماية الشباب من الوقوع في هذا الفخ الرقمي. يلعب الإعلام دورًا محوريًا في كشف خفايا هذه الظاهرة، بينما تقع على الجهات المختصة مسؤولية سن قوانين أكثر صرامة للحد من انتشارها.  


كما يجب على الأسر أن تكون أكثر وعيًا بالمخاطر، وأن تراقب استخدام أبنائها للإنترنت، خاصة مع تزايد التطبيقات والمواقع التي تسهل الوصول إلى منصات المراهنات. من المهم أيضًا توفير بدائل ترفيهية صحية للشباب، تمنحهم فرصًا للاستمتاع بوقتهم بعيدًا عن المخاطر المالية والنفسية التي تفرضها هذه المواقع.  



ويتطلع فريق زي الماريونيت إلى دعم واسع من مختلف فئات المجتمع، حيث يؤمن الطلاب بأن التغيير يبدأ بنشر الوعي وإيصال الرسالة لأكبر عدد ممكن من الأشخاص. يمكن لأي شخص المساهمة في هذه الحملة من خلال مشاركة المحتوى التوعوي، أو التفاعل مع المبادرات المطروحة، أو حتى تقديم مقترحات تساعد في تطوير الحملة وتحقيق أهدافها بشكل أكثر فاعلية.  


حملة زي الماريونيت ليست مجرد مشروع تخرج، بل هي رسالة توعوية تهدف إلى حماية الشباب من خطر قد لا يدركون مدى تأثيره إلا بعد فوات الأوان. كل مشاركة أو دعم لهذه المبادرة قد تكون خطوة في إنقاذ شخص من الوقوع في فخ المراهنات الإلكترونية، وتعزيز بيئة رقمية أكثر أمانًا ومسؤولية.


طلاب إعلام CIC يطلقون حملة زي الماريونيت للتوعية بمخاطر المراهنات الإلكترونية


google-playkhamsatmostaqltradent