recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

تكريم حفظة القرآن الكريم في قرية المريس بقنا واستذكار رموز العلم والتقوى PDF

الحجم

 

تكريم حفظة القرآن الكريم في قرية المريس بقنا واستذكار رموز العلم والتقوى PDF



تكريم حفظة القرآن الكريم في قرية المريس بقنا واستذكار رموز العلم والتقوى PDF


كتب - عبدالعزيز حمادي

في أجواء مفعمة بالإيمان والتقدير لحفظة كتاب الله، نظّمت مدرسة براعم الإيمان للقرآن الكريم بقيادة الشيخ أحمد القاسمي احتفالًا كبيرًا لتكريم 140 طالبًا وطالبة ممن أتمّوا حفظ القرآن الكريم بمستوياته المختلفة، بدءًا من ختم المصحف الشريف وحتى حفظ قصار السور والتفوق في العلوم الشرعية.


أُقيم الحفل في المجلس المحلي بقرية المريس وسط حضور واسع من أهل القرية والعلماء، حيث جاء التكريم تكريسًا لدور القرآن في بناء الأجيال، وتحفيزًا للمزيد من الطلاب على التمسك بكتاب الله حفظًا وفهمًا وتطبيقًا.


الشيخ علي أبو المجد قاسم.. سيرة عالم ترك أثرًا خالدًا

بين أروقة المريس، يُذكر اسم الشيخ علي أبو المجد قاسم بكل فخر واعتزاز، فقد عاش عالمًا ربانيًا، متواضعًا في سيرته، قويًا في إيمانه، ساعيًا للإصلاح، حتى بات رمزًا للعطاء والعمل الصالح. لم يكن مجرد شيخٍ أو داعية، بل كان قدوةً يُحتذى بها، جمع بين نور الشريعة وعمق الحكمة، ورأى فيه كل من عرفه مثالًا للإخلاص والتقى والورع.


وُلد الشيخ علي أبو المجد في 14 أغسطس 1947 بقرية المريس، والتحق بكتّاب القرية حيث أتمّ حفظ القرآن الكريم في سن الثامنة على يد الشيخ ربيع حراجي. واصل رحلته العلمية في الأزهر الشريف، حيث درس في المعهد الأزهري بالأقصر، ثم في المعهد الثانوي بأسوان، قبل أن يلتحق بكلية أصول الدين في القاهرة.


كرّس حياته للعلم والعمل والدعوة، فعُيّن مدرّسًا بالثانوية العامة، ثم إمامًا بقرية المريس، ثم مفتشًا للمساجد في أرمنت. كان مثالًا للعالم العامل، فلم يقتصر دوره على التعليم، بل امتد إلى إصلاح ذات البين والمساهمة في قضايا المجتمع، حيث كان له دور بارز في حل النزاعات والحد من ظاهرة الثأر، بل وكان من أوائل الداعين إلى تقليل أيام العزاء من سبعة أيام إلى ثلاثة، تخفيفًا على الناس.


ولم يكن الشيخ علي مجرد خطيب أو واعظ، بل كان رجلًا من رجال الله، كما وصفه الحاج محمد أحمد رضوان، الذي قال عنه: "رأيت السماء تبكي يوم انتقاله، فقد كان ممن أحبوا الله ورسوله وأحبهم الناس بصدق".

أما الدكتور محمد عبد الجليل، عميد كلية الدراسات الإسلامية، فقال عنه: "كان عالمًا تقيًا، زاهدًا، كريمًا، سخياً في علمه وخلقه".


ترك الشيخ علي إرثًا خالدًا لا يُنسى، حيث كان أحد المؤسسين للمعهد الأزهري بالمريس، ليكون صدقة جارية في حياته وبعد مماته، مجسدًا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له".


ظل الشيخ علي طوال حياته داعيًا إلى الوسطية، محبًا لجميع الناس دون تمييز، وساعيًا إلى إصلاح المجتمع وتعزيز الترابط بين أفراده. رحل عن الدنيا في 13 أكتوبر 1993، لكنه بقي حيًا في قلوب من عرفوه، وترك بصمةً لا تُمحى في سجل العلماء والدعاة الصادقين.


رحم الله الشيخ علي أبو المجد قاسم، وبارك في ذريته وأحفاده، وجعل علمه وعمله شفيعًا له يوم القيامة.


google-playkhamsatmostaqltradent