العيد في الإسكندرية.. بهجة البحر وعراقة الاحتفال PDF
بقلم: أماني صقر
مع إشراقة صباح العيد تنبض الإسكندرية بالحياة وتتحول شوارعها إلى لوحات فنية من البهجة والفرحة حيث تتجسد أجواء العيد في كل ركن من أركان المدينة بداية من المساجد التي تكتظ بالمصلين الذين يؤدون صلاة العيد في أجواء مفعمة بالإيمان والسرور تتعالى تكبيراتهم ممزوجة بنسمات البحر العليلة بينما تمتد سجاد الصلاة في الساحات الكبرى مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم التي تصبح نقطة تجمع رئيسية للأهالي والزوار في مشهد مهيب يعكس روح التآخي والمحبة.
بعد الصلاة يتزين الكورنيش والمناطق الساحلية بالحشود التي تأتي للاستمتاع بجمال البحر وهواء الصباح العليل الأسر والعائلات تتوافد على الشواطئ باكرًا حاملين معهم فرحة العيد حيث ينتشر الأطفال بملابسهم الجديدة يلهون ويركضون على الرمال بينما تتعالى ضحكاتهم في الهواء الطلق ولا يكتمل العيد دون تناول الإفطار الجماعي على الشواطئ حيث يفترش المواطنون الأرض ويتشاركون وجبات العيد التقليدية مثل الفسيخ والرنجة التي تظل جزءًا لا يتجزأ من التراث السكندري.
أما الكورنيش فهو المسرح الأكبر للاحتفال حيث تزدحم المقاهي والمطاعم بالمواطنين الذين يقضون أوقاتًا ممتعة بصحبة الأهل والأصدقاء بينما تعج شوارع المنشية ومحطة الرمل بمحبي التسوق الذين يقتنصون الفرصة لشراء الهدايا والحلوى والمخبوزات الخاصة بالعيد ويعد شارع فؤاد ومحطة الرمل من أبرز الأماكن التي يتجه إليها الزوار نظرًا لما تضمه من محال عريقة ومطاعم ومقاهٍ تاريخية تعود لعقود طويلة.
الحدائق العامة مثل حديقة أنطونيادس وحديقة الحيوان تمتلئ بالعائلات التي تفضل قضاء يوم العيد بين المساحات الخضراء حيث تمتد الموائد وتتعالى أصوات الموسيقى والفرح بينما يجد الأطفال متعتهم في الألعاب الترفيهية المنتشرة هناك وعلى الجانب الآخر تشهد دور السينما والمسرحيات إقبالًا كبيرًا حيث يحرص كثيرون على متابعة أحدث الأفلام والعروض المسرحية التي تتزامن مع أيام العيد في أجواء من البهجة والحماس.
ولا يمكن إغفال دور الاحتفالات الشعبية التي تضفي على العيد طابعًا خاصًا حيث تنتشر الفرق الموسيقية في الشوارع تعزف الألحان التراثية بينما تنطلق قوارب النزهة من الموانئ الصغيرة حاملة العائلات في جولات بحرية تمتد لساعات قليلة لكنها تبقى ذكرى لا تُنسى في ذاكرة كل من عاش أجواء العيد في عروس البحر المتوسط.
يبقى العيد في الإسكندرية مناسبة مميزة تتداخل فيها العراقة مع الحداثة حيث تعكس احتفالاته صورة المدينة التي تجمع بين روح الأصالة ومتعة الحياة المعاصرة ففي كل زاوية من زوايا الإسكندرية تجد البهجة حاضرة والفرحة متوهجة ليبقى العيد مناسبة ينتظرها الجميع بلهفة وشوق.