الذهب يكسر حاجز 3500 دولار للأوقية لأول مرة في التاريخ وسط تصاعد القلق من سياسات الفيدرالي الأمريكي
في سابقة هي الأولى من نوعها، سجل الذهب قفزة تاريخية في الأسواق العالمية صباح اليوم الثلاثاء الثاني والعشرين من أبريل، ليصل سعر الأوقية إلى 3500 دولار، محققًا زيادة بلغت نحو ثلاثة في المئة منذ بداية جلسات التداول، في ظل حالة من التوتر السياسي والاقتصادي تضرب المشهد الأمريكي والعالمي.
الارتفاع المفاجئ لم يكن وليد الصدفة، بل جاء مدفوعًا بتصاعد الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث عبّر ترامب عن غضبه من تمسك الفيدرالي بعدم خفض أسعار الفائدة، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة إشارة ضمنية إلى أزمة ثقة في السياسات الاقتصادية.
في تصريحات مثيرة للجدل، دعا ترامب مجددًا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لخفض معدلات الفائدة، محذرًا من دخول الاقتصاد الأمريكي في نفق التباطؤ، في حين يتمسك باول بموقفه الحذر، مفضلًا الانتظار حتى تتضح ملامح تأثير السياسات الجمركية المتشددة على التضخم قبل اتخاذ أي قرار جديد.
الأسواق لم تنتظر الحسم بين الطرفين، بل سارعت إلى التحوط، فاندفع المستثمرون إلى شراء الذهب بكثافة، باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الضبابية. ومع تصاعد التوترات السياسية، وتراجع الثقة في استقرار الدولار، أصبحت الأوقية الذهبية هدفًا استثماريًا مغريًا في خضم الأزمات.
هذا الرقم القياسي لسعر الذهب يعكس التحولات العميقة في توازنات الاقتصاد العالمي، حيث يهرب رؤوس الأموال من المخاطر المرتبطة بالأسهم والعملات نحو المعدن الأصفر الذي لطالما شكّل صمام أمان للمستثمرين في لحظات القلق الكبرى.
ويرى محللون أن تجاوز الذهب حاجز 3500 دولار قد يكون بداية لموجة صعود جديدة إذا استمرت الاضطرابات السياسية وتباطؤ الأداء الاقتصادي العالمي، خاصة في ظل تفاقم الخلافات بين صناع القرار في واشنطن.
يبدو أن الذهب لا يلمع فقط في أوقات الرخاء، بل يسطع بقوة في زمن القلق، ليؤكد مرة أخرى مكانته التاريخية كخيار أول في فترات التحول وعدم اليقين.