recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

العالم الإنسان.. سيرة الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد في عام وشهر من الإبداع

الحجم

 

العالم الإنسان.. سيرة الدكتور عيد عبد الأحد في عام وشهر من الإبداع

العالم الإنسان.. سيرة الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد في عام وشهر من الإبداع


حسن سليم

في زمان كثرت فيه النماذج العابرة وقل فيه أصحاب البصمات الخالدة برز نجم لامع في سماء العطاء والإخلاص هو الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد ذلك الرجل الذي لا يشبهه أحد.. العالم الأكاديمي المتواضع الذي جمع بين حكمة العلماء ونقاء القلوب الطاهرة فكان رجل العلم والعمل.. رجل الخلق والموقف.. رجل لم يتوقف يوما عن منح الخير ولم يتردد لحظة في أن يجعل من كل منصب تولاّه منبرا للارتقاء وخدمة الناس لا واجهة زائفة أو سلطة وقتية.


عرفت الدكتور عيد عبد الواحد عن قرب فوجدته رجلا استثنائيا في كل شيء لا يحكمه إلا ضميره ولا يقوده إلا صدقه ولا يتعامل مع الناس إلا بإنسانية خالصة كأن قلبه مرآة نقية تعكس حبا لا ينتهي وعطاء لا حدود له.. لم يكن مجرد مسؤول عابر بل كان رسالة متحركة تحمل الخير والنور في كل مكان تطأه قدماه.


حين تولى رئاسة هيئة تعليم الكبار لمدة عام وشهر تقريبا شهدت الهيئة تحولا لا يمكن لأي منصف أن ينكره.. تحول جذري نقلها من مؤسسة ذات إيقاع تقليدي راكد إلى كيان ينبض بالحياة ويتنفس بروح العصر.. حمل على عاتقه هموم المواطنين البسطاء وقرر أن يغير المعادلة وأن يجعل التعليم وسيلة لتحرير الإنسان لا مجرد حبر على ورق فكانت بصمته واضحة وكانت لمساته حاضرة في كل التفاصيل من أصغرها إلى أعظمها.


لم يكن التغيير الذي أحدثه مجرد إجراءات إدارية أو تطويرات شكلية بل كان ثورة حقيقية في الفكر وفي الأداء.. غرس روح العمل بروح الفريق وجعل من الهيئة بيتا كبيرا يشعر كل فرد فيه أنه جزء حقيقي من حلم عظيم.. كان يؤمن أن النجاح لا يولد في المكاتب الفخمة ولا في الاجتماعات الرسمية بل يصنع في الحقول بين الناس وفي القرى والنجوع وفي المدن الصغيرة في قلوب الذين لم يحظوا بفرصة فقرر أن يمنحهم فرصة حقيقية للعلم والحياة.


الدكتور عيد عبد الواحد لم يكن مجرد مسؤول يؤدي عمله بل كان ملهما لكل من عرفه كان يسبق الجميع إلى الميدان يرافق فرق العمل بنفسه يبتسم في وجوه البسطاء ويستمع لهم كأن كل قصة منهم قصة عمره كله.. كان مؤمنا أن العطاء الحقيقي هو الذي يمس حياة الناس ويدخل السعادة إلى قلوبهم دون انتظار شكر أو مقابل.


كل من تعامل مع الدكتور عيد عبد الواحد شعر أنه يتعامل مع أخ أكبر مع صديق حقيقي مع معلم حكيم.. لم يكن يفرض سلطته الإدارية بل كان يغمر من حوله بروحه الطيبة وتواضعه النبيل.. في حضرته تشعر أنك أمام إنسان مختلف يحمل علما غزيرا وخبرة واسعة وقلبا متواضعا كأنه لم يذق طعم الكبرياء يوما.. لم يكن يسعى إلى أضواء الإعلام ولا يتباهى بالإنجازات، بل كان يرى أن النجاح الحقيقي هو أن ترى أثرا حقيقيا في حياة الناس وأن تصنع تغييرا يبقى بعدك.


لقد جسد الدكتور عيد عبد الواحد خلال فترة رئاسته للهيئة العامة لتعليم الكبار معنى القيادة الحقيقية.. القيادة التي لا تصرخ بالأوامر، بل تهمس بالقدوة التي لا تعتمد على الشعارات.. بل تبني بالإخلاص والصبر والأمل.. كان يحلم برؤية كل مواطن مصري قادرا على أن يقرأ ويكتب وأن يكون العلم جسرا نحو الحرية والكرامة.. وكان يعمل ليل نهار لتحقيق هذا الحلم دون كلل أو ملل..


وعندما تنظر إلى ما أنجزه تجد أنك أمام رجل صنع المستحيل خلال فترة وجيزة وضع أسسا صلبة لتطوير الأداء.. أطلق مبادرات نوعية تبناها الجميع بحب وإيمان.. لم يترك زاوية إلا وأشعل فيها شمعة أمل.. ولم يمر يوم إلا وكان له موقف فيه من الحكمة ومن الإنسانية ما يعجز اللسان عن وصفه.. كان يؤمن بأن الإصلاح الحقيقي يبدأ من تغيير الفكر وفتح عقول العاملين.. وقبل أن يطلب منهم الإنجاز شجع المبادرة والمغامرة المسؤولة ومنح الفرصة لكل مبدع ودعم كل فكرة خالصة لخدمة الناس.


ما صنعه الدكتور عيد عبد الواحد لا يستطيع أي رئيس قادم أن يكرره بنفس الروح، لأن العطاء إذا امتزج بالإيمان والقلب إذا امتزج بالعلم لا يتكرر.. كان أشبه بنهر صافٍ يروي كل من يقترب منه دون أن يطلب شيئا.. فهو رجل يحمل في روحه رسالة سامية أكبر من المناصب وأرفع من الألقاب.. قائد بالفطرة وعالم بالإبداع وإنسان بالرحمة..


ولو حاولنا أن نحصي ما أنجزه لما وسعتنا الصفحات ولا الأسطر فقد كان كل إنجاز له قصة وكل قصة تحمل روحا من روحه.. فهو لا يتعامل مع الملفات كأرقام جامدة بل يراها وجوها وأحلاما وحقوقا مؤجلة.. يرى في كل مواطن أمي إنسانا يستحق أن يعيش بحرية وكرامة وكان يعمل على تحقيق ذلك بكل ما أوتي من قوة وحب.


صديقي الغالي الدكتور عيد عبد الواحد أنت لست مجرد اسم يمر في سجلات العمل بل أنت قصة إنسان ملهمة.. مدرسة في العطاء والنقاء.. كل من عرفك صار أكثر إيمانا بأن الخير لا يزال موجودا في هذا العالم وأن النجاح الحقيقي هو أن تترك أثرا طيبا في قلوب الناس قبل أن تتركه في تقارير الأداء.. لقد كنت وستظل نموذجا نادرا للقيادة النبيلة للعالم الإنسان.. للمعلم الحقيقي.


كل كلمات المدح تقف عاجزة أمامك.. وكل محاولات الوصف تتضاءل أمام قامتك الشامخة ولكن يكفينا فخرا أننا عاصرناك وعشنا معك زمن الطيبين.. زمن الرجال الذين يعملون في صمت ويتركون أثرا لا يزول.. زمن الإخلاص المجرد من المصالح.. زمن الحب الذي لا ينتظر مقابلا.


ستظل في قلوبنا رمزا وقدوة وستظل سيرتك العطرة حاضرة في كل مكان.. في كل قصة نجاح.. في كل حرف تعلمه أحد على يديك.. وفي كل نفس تنفسته هيئة تعليم الكبار بروح جديدة.. كنت وستظل يا دكتور عيد أيقونة مضيئة في زمن نحتاج فيه بشدة إلى أمثالك.


العالم الإنسان.. سيرة الدكتور عيد عبد الواحد في عام وشهر من الإبداع
الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد


google-playkhamsatmostaqltradent