كواليس سقوط المتهم في واقعة التعدي على تلميذة داخل حمام مدرسة المرج
في ساعة مبكرة من فجر الثلاثاء، وبعد أيام من البحث والتحري، تمكنت أجهزة الأمن من إسدال الستار على واحدة من أبشع الوقائع التي شهدتها مدرسة حكومية بحي المرج، بإلقاء القبض على المتهم الرئيسي في حادثة التعدي على تلميذة لا يتجاوز عمرها سبعة أعوام.
القبض على المتهم تم داخل إحدى الشقق السكنية في منطقة عين شمس، بعد عملية مداهمة دقيقة نفذتها قوة من رجال المباحث دون أن يبدِي أي مقاومة. ووفقًا للمصادر الأمنية، فإن المتهم، ويُدعى أحمد ويبلغ من العمر 40 عامًا، جرى اقتياده مباشرة إلى قسم الشرطة، ومنه إلى نيابة المرج الجزئية لمباشرة التحقيقات.
القضية التي هزت الرأي العام بدأت خيوطها تتضح عقب فحص تسجيلات كاميرات المراقبة المحيطة بمدرسة عمر بن عبد العزيز، وهي المدرسة التي كانت شاهدة على الجريمة. وأظهرت التسجيلات تحركات المتهم صباح يوم الواقعة، وتتبعه للطفلة ياسمين أثناء دخولها المدرسة. لتتعرف عليه الطفلة لاحقًا بكل وضوح أمام جهات التحقيق، في خطوة وصفتها مصادر بأنها كانت حاسمة في الوصول إلى الجاني.
النيابة العامة، التي باشرت التحقيق، استمعت إلى أقوال والد الطفلة وعدد من الشهود، وقررت عرض المجني عليها على الطب الشرعي لتوثيق الإصابات ومواصلة جمع الأدلة. كما تم التحفظ على وحدات تسجيل الكاميرات لفحصها الفني.
وكانت الواقعة قد أثارت غضبًا واسعًا في أوساط الأهالي ورواد مواقع التواصل، خاصة بعد تسرب أنباء عن وقوع الحادث داخل حمام المدرسة، في وقت يفترض أن تكون فيه المدرسة بيئة آمنة للأطفال لا مسرحًا لجريمة بهذا الشكل.
جهود أجهزة البحث الجنائي التي تواصلت على مدار أيام، مدعومة بتحليل فني دقيق لمحتوى الكاميرات وتعاون وثيق من أسرة الطفلة، ساعدت في تضييق الخناق على المتهم، حتى لحظة القبض عليه فجر اليوم.
ولا تزال التحقيقات مستمرة، فيما ينتظر الشارع المصري قرارات النيابة المقبلة في واحدة من أكثر القضايا حساسية، خاصة وأنها تتعلق بأمن الأطفال داخل المؤسسات التعليمية، وما تمثله من رمزية وأمان.