نهر النيل يبتلع ضحايا السيلفي في بني سويف.. انتشال الجثة الثالثة واستمرار البحث عن "شهد"
في مشهد مؤلم يعكس فاجعة إنسانية عميقة، تمكنت فرق الإنقاذ النهري اليوم من انتشال الجثة الثالثة لضحايا حادث الغرق الذي هز قرية صالح فريد التابعة لمركز الفشن جنوب بني سويف، حيث سقط أربعة من شباب القرية في مياه النيل أثناء محاولتهم التقاط صورة سيلفي.
الجثة التي عُثر عليها تعود للفتاة دعاء ربيع، ذات الخمسة عشر ربيعًا، لتنضم إلى زميليها محمود عيد ومحمد ربيع اللذين جرى انتشالهما في وقت سابق، فيما لا تزال جهود الإنقاذ مستمرة لليوم الرابع على التوالي في البحث عن جثمان الفتاة الرابعة شهد، التي اختفت في عمق المياه منذ لحظة السقوط.
الحادث وقع بشكل مأساوي على ضفاف النيل حين قرر الشباب الأربعة توثيق لحظات المرح بصورة جماعية من فوق مرسى نهري غير مؤمن، لم يكن يعلم أحد أن الصورة الأخيرة ستتحول إلى مأساة قرية بأكملها. اختل التوازن في لحظة خاطفة وسقط الأربعة في قلب النهر الذي لم يترك لهم فرصة للنجاة.
الضحايا جميعهم في عمر الزهور، تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشر والسادسة عشر، وكانوا يحلمون بيوم ربيعي على ضفاف النهر تحول فجأة إلى كابوس مزّق قلوب الأهالي الذين لم يفارقوا موقع الحادث منذ لحظته الأولى.
في الوقت نفسه، تواصل فرق الإنقاذ مدعومة بشرطة المسطحات المائية وأبناء القرية، عمليات البحث عن جثمان الفتاة الأخيرة، وسط أجواء يسيطر عليها الحزن والدعاء بعودة الجثمان وإنهاء هذه المأساة التي حفرت جرحًا غائرًا في الذاكرة.
أهالي الفشن يقفون على شاطئ النهر لا يغيب عن أعينهم الأمل ولا تتوقف ألسنتهم عن التضرع إلى السماء، في انتظار لحظة تُسدل فيها ستارة الألم ويُكتب للقرية الوداع الأخير لشهد.