"أبو داود" بالدقهلية تحتفل بأبطال المعرفة والقرآن.. تكريم مهيب يجمع أهل القرية
كتب - حسن سليم
احتضنت قرية "أبو داود" التابعة لمحافظة الدقهلية، اليوم الجمعة الموافق 25 أبريل 2025، حفلًا كبيرًا لتكريم خريجي مشروع محو الأمية وحفظة القرآن الكريم.
جاء الحفل بمثابة رسالة إنسانية ووطنية تعكس إيمان المجتمع المحلي بأهمية العلم والدين في بناء الإنسان والمجتمع، وحضرته شخصيات بارزة من مختلف القطاعات الرسمية والمجتمعية، تقدمهم رجل الأعمال والمرشح المحتمل لمجلس النواب، السيد خميس، إلى جانب الأستاذ حماد الحسيني، مدير عام الهيئة العامة لتعليم الكبار بالدقهلية، وعدد من مسؤولي إدارة تمي الأمديد والمُعينين الجدد بها، فضلًا عن كوكبة من الأهالي والأسر التي شاركت فرحة الإنجاز.
وفي كلمته أكد رجل الأعمال السيد خميس أن مشروع محو الأمية لا يمثل مجرد مبادرة تعليمية، بل هو مشروع وطني وثوري يلامس عمق النسيج الاجتماعي المصري، ويساهم في صناعة أجيال جديدة قادرة على المساهمة بفعالية في مستقبل الوطن.
وقال "خميس" أفتخر أن أكون بينكم اليوم في هذا العرس التعليمي الذي يكرم الأمل والإصرار. هؤلاء الخريجون كتبوا أسماءهم في سجل الشرف، وعلينا جميعًا أن نستمر في دعمهم ومساندتهم. من موقعي كمواطن أولًا ورجل أعمال ثانيًا، أتعهد بدعم كل مبادرة تنبع من قلب القرى والنجوع وتهدف إلى تمكين الإنسان المصري بالعلم والمعرفة.
وأشار "خميس" إلى أن ترشحه المحتمل لمجلس النواب لن يكون إلا امتدادًا لطريق بدأه بخدمة أبناء قريته ومحافظته، مؤكدًا أن مشروعات التعليم والتمكين المجتمعي ستكون على رأس أولوياته.
من جانبه، عبّر الأستاذ حماد الحسيني، مدير عام الهيئة العامة لتعليم الكبار، عن سعادته الغامرة بالمشاركة في هذا الاحتفال الذي وصفه بـ"عرس العلم"، مؤكدًا أن ما تم تحقيقه في قرية أبو داود يعكس روح التحدي والصبر التي يتميز بها الإنسان المصري حين يُمنح الفرصة.
وقال "الحسيني": ما نراه اليوم هنا في أبو داود هو ثمرة جهد مشترك بين الهيئة والمجتمع المحلي، وأود أن أوجه الشكر لكل من ساهم في هذا النجاح، سواء من المعلمين أو الإداريين أو الشركاء المجتمعيين. هؤلاء الخريجون اليوم لا يحملون فقط شهادة محو أمية، بل يحملون شعلة نور ستنتقل لأجيال قادمة.
وأكد أن الهيئة مستمرة في استراتيجيتها التي ترتكز على النزول إلى القرى والمراكز والنجوع، وعدم انتظار المتعلمين ليأتوا إليها، مشيرًا إلى أهمية الشراكة مع رجال الأعمال والجهات الأهلية في استكمال هذه المسيرة.
الحفل شهد تكريم العشرات من خريجي فصول محو الأمية، الذين تلقوا شهادات اجتياز الدورة بعد أن تمكنوا من القراءة والكتابة، فضلًا عن حفظة القرآن الكريم الذين أتموا الحفظ في حلقات أقيمت خصيصًا في المساجد والمراكز المجتمعية بالقرية. وقد بُهرت الأنظار بعروض قدمها بعض الخريجين، حيث ألقوا كلمات مكتوبة بخط أيديهم، تعبيرًا عن امتنانهم لكل من ساعدهم على فتح باب النور أمامهم.
لم يكن الحفل مجرد مناسبة تكريمية، بل كان بمثابة منصة لصياغة وعي جديد في القرى المصرية، وصرخة أمل بأن طريق النهضة يبدأ من القاع، من حيث يقف الإنسان الذي كاد الجهل أن يُقصيه من حياة الكرامة، فإذا به يُكرم ويُحتفى به في مشهد يليق بالمصري الأصيل حين يُصرّ على التعلم.
وقد عبّر الحضور عن تقديرهم لكل من شارك في هذا الإنجاز، مؤكدين أن العلم هو السلاح الأقوى في مواجهة الفقر والتهميش، وأن الاحتفاء بخريجي محو الأمية هو احتفاء بالحياة ذاتها.
جدير بالذكر أن حفل اليوم في "أبو داود" كان أكثر من مجرد مناسبة، كان درسًا عمليًا في الإرادة والتكاتف المجتمعي، ورمزًا لما يمكن أن تفعله مؤسسات الدولة حين تمتد يدها بالتعاون مع المخلصين من أبناء الشعب. وبفضل هؤلاء، يضيء الأمل قرية جديدة، وتُسطر حكاية نجاح تضاف إلى صفحات النور في سجل الوطن.
